وترى الصحيفة أن العلاقات بين أميركا وروسيا تمر بأسوأ مراحلها التاريخية، وخاصة عقب التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية والتدخل الروسي في أوكرانيا وتصاعد حدة العقوبات الأمريكية و"الانتقام الدبلوماسي" الروسي، مشيرة إلى أن إدارة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب والجهات المتخصصة بمراقبة الأسلحة دعت إلى ضرورة تفعيل العمل مع روسيا ومعالجة المشاكل الكبيرة "قبل فوات الأوان".
ومع ذلك، ترصد الصحيفة أن هناك حرصاً من قِبل بعض الجمهوريين في الكونغرس على مواجهة روسيا بشأن اتفاقيات الحد من التسلح، ويطالبون بانتقام أميركي حتى تدفع موسكو ثمن الانسحاب من هذه الاتفاقات. أما الرئيس ترامب، فهو ينظر إلى تلك الاتفاقيات على أنها سيئة (بوضعها الحالي)، والتي أقدم عليها أسلافه، لكنه في الوقت نفسه ينظر إلى ما تحققه تلك الاتفاقات من فوائد.
وكان ترامب قد عرض على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما نقلته صحيفة "تايمز" البريطانية مطلع العام الجاري، مقترحاً بإنهاء العقوبات مقابل التوقيع على اتفاق جديد لخفض الأسلحة النووية.
يقول داريل كيمبل، المدير التنفيذي لرابطة الحد من التسلح، إن التوترات المستمرة مع موسكو زادت من خطر انهيار اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي، التي تم إبرامها بين موسكو وواشنطن عام 1987؛ بهدف الحد من مخاطر إطلاق صواريخ نووية محتملة من قِبل الدولتين العظميَين، "يجب أن نكون حريصين على عدم الانسحاب منها؛ لكوننا نشعر بالانزعاج من تصرفات موسكو".
في الأسبوع الماضي، حلقت طائرات عسكرية روسية غير مسلحة فوق مبنى البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية ومواقع حساسة أخرى؛ الأمر الذي أثار حفيظة الأميركيين، الذين لا يعرف الكثير منهم طبيعة اتفاقية السماوات المفتوحة الموقعة بين موسكو وواشنطن، والتي وُقِعَت عام 2002 وسمحت للولايات المتحدة وروسيا و32 دولة أخرى بالتحليق فوق أراضي الأخرى.
وزارة الخارجية الأميركية، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، ومجلس الشيوخ، اعتبروا أن روسيا تنتهك المعاهدات منذ سنوات؛ فهي لا تسمح بالرحلات الجوية الأميركية من الطيران فوق أجزاء من الأراضي الروسية، إلا أن موسكو تتخذ خطوات أخرى، تسعى من خلالها لإبقاء الولايات المتحدة ودول أخرى تلتزم بحقوقها التعاهدية.
ويرى البعض في الكونغرس أهمية أن تضع الحكومة الأميركية قيوداً على الرحلات الروسية؛ بل إن بعض القادة العسكريين يرون أهمية أن تختفي مثل هذه المعاهدات تماماً؛ لكونها قد تمكِّن روسيا من جمع المعلومات بالنظر إلى تقدمها التكنولوجي.
وينظر مسؤولو إدارة ترامب إلى معاهدة السماوات المفتوحة على أنها جزء من الاستعراض الشامل لسياسات منع انتشار الأسلحة النووية، وعلى ضرورة أن يتم الأخذ بالاعتبار الشفافية التي يجب أن توفرها روسيا، ليس مع الولايات المتحدة فقط، وإنما أيضاً لكل حلفاء أمريكا.
وترى الصحيفة أن المشكلة ناجمة، ليس من ضعف الاتفاقات بين روسيا وأميركا وحسب، إنما إصرار روسيا على التدخل في الديمقراطية الأمريكية، على حد تعبيرها.
(واشنطن بوست ـ الخليج اونلاين)