بعد الكشف عن شبكات للتجسس لصالح الكيان الصهيوني إخترقت الجدار الفولاذي الأمني لحزب الله اللبناني واصطادت عددا من المسؤولين في هذا الحزب، تبين بأن الإختراق الاسرائيلي الأمني لم يقتصر على حزب الله فقط بل طال الحرس الثوري الإيراني والمجموعات المقربة منه، وذلك بالرغم من التكتم السائد على أجواء الكشف عن تلك الشبكات.
إقرأ أيضا : ايران بين الدبلوماسية السياسية والدبلوماسية الصاروخية
والمفارقة تكمن في أن جميع المتهمين بالتجسس الذين أوقفوا خلال السنوات الأخيرة ليسوا من اليهود الإيرانيين ولا من المعارضين السياسيين، بل هم ينتسبون إلى مراكز مقربة من الحرس الثوري، مما يعني بأن تلك المنظمة متعرضة لخروقات أمنية حيث أن لديها مشروع مكافحة الكيان الصهيوني خاصة عبر ذراعها الإقليمي العملاق (حزب الله) الذي يمثل أكبر تهديد لأمن إسرائيل.
قبل سنوات تسربت أنباء عن إعتقال مسؤول مكتب قائد قوات التعبئة الباسيج التابعة للحرس الثوري وثم تنفيذ حكم الإعدام بحقه بتهمة العمالة لإسرائيل، وبالرغم من أن المعلومات حول تلك القضية ليست مؤكدة ولكن الحرس الثوري لم ينف تلك الأخبار أو الشائعات.
إقرأ أيضا : ارتدت عباية حتى تصبح معاونة للرئيس روحاني
كما أشيعت أخبار حول توقيف مسؤول أحد السجون وهو من قادة الحرس الثوري، بتهمة العمالة لإسرائيل واستمرت تلك التوقيفات والإعتقالات حتى تم الإعلان عنها على لسان نائب في البرلمان الإيراني وهو غلام علي جعفر زاده لأول مرة. حيث غرد الأخير على حسابه في إنستغرام بأن اثنين من الناشطين في حملة إبراهيم رئيسي الانتخابية الرئاسية اعتقلوا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وعلاقات غير شرعية مع موظفة في السفارة الفرنسية بطهران.
وبعد مرور أيام جاء التأكيد من قبل الناطق الرسمي للسلطة القضائية محني إيجيئ. وفي التفاصيل إن عددا من المتشددين المقربين من الحرس الثوري تم اعتقالهم من قبل جهاز الاستخبارات للحرس الثوري ومنهم عبد الرضا هلالي قارئ اللطميات وروح الله بهمني الصهر السابق لشقيقة الرئيس أحمدي نجاد ومحمد حسين علوي نجل شقيقة رئيس تحرير صحيفة كيهان المحافظ المتشدد حسين شريعتمداري ومدير وكالة أنباء الباسيج ومحمد حسين رستمي مدير موقع عماريون للحرب الناعمة، ورضا غول بور كاتب ومحلل سياسي لصحيفة كيهان.
إقرأ أيضا : مجريات ونتائج زيارة الصدر للمملكة وأسباب هجوم الحزب عليها
وما يجمع هؤلاء الموقوفين هي المواقف المتشددة والتصرفات المتطرفة تجاه الإصلاحيين واعتبارهم منتمين إلى أجندات خارجية واتهام الإصلاحيين بمحاولة إسقاط النظام ولكن أكثر ما يميز تلك الفئة المتشددة هو موقفهم تجاه إسرائيل حيث أنهم كانوا دوما يرفعون شعارات العداء والكراهية للكيان الصهيوني وفي نفس الوقت كانوا يعملون لصالحه.
الكشف عن تلك الفئة من جواسيس إسرائيل من شأنه أن ينبه النظام إلى أن لا يعول كثيرا على الذين يتخذون مواقف متطرفة ومتشددة، حيث أن المتشددين هم أكثر من يطمع أعداء النظام في استغلالهم واستخدامهم في مشاريع التجسس، وليس المعارضون السياسيون.
إقرأ أيضا : مقرّبون من المرشد جواسيس لـ«الموساد»
تمكنت إسرائيل عبر عملائها في إيران من تحقيق إنجازات أمنية مهمة أهمها إغتيال علماء نوويين في عهد الرئيس أحمدي نجاد في وقت كانت المراكز الأمنية منشغلة بملاحقة المعارضين الإصلاحيين وقمعهم وربما يتبين في المستقبل القريب بأن أحمدي نجاد هو وفريقه كانوا يعملون ضمن أجندة إسرائيلية لإسقاط النظام الإيراني وهذا ما يعبر عنه الكثير من المحافظين الذين آرتدوا على أحمدي نجاد بعد أن قدموا له كل الدعم في عهده.