أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد ​حسن نصر الله​ أنه "في مثل هذا اليوم نحيي فيه عيدا كبيرا ويوما عظيما من أيام البطولات والانتصارات التي صنعتها البطولات والتضحيات"، مشيراً الى "جو الفرح الذي شهدناه قبل قليل هو مطلوب بل هو المطلوب، الشهداء قدموا أرواحهم لتبقوا ولنبقى جميعنا هنا على أرضنا بعزة وكرامة وهم اليوم فرحون لفرحكم وما يسعدهم ويفرح قلوبهم أن يروا البسمة في وجوهكم".
وفي كلمة له خلال ​مهرجان​ "زمن النصر" لمناسبة الذكرى الـ11 للإنتصار، أوضح نصر الله أن "هذا السهل الذي يُنسب إلى ​الخيام​ شهد إحدى ملاحم ​الثبات​ والصمود والانجاز الميداني الكبير وهو جزء من الانجازات التي حمست المعركة"، مشيراً الى أن "هذه البلدة، أي الخيام، تختصر ​لبنان​ وينسب اليها أيضا بعد السهل المعتقل فيقال معتقل الخيام وعندما يقال الخيام يذكر معتقلها المكان الذي أراده العدو مكان لكسر الارادة والإخضاع لكن سجل من خلال بطولات ​الاسرى​ ملاحم بطولية من خلال الصبر والتمسك بالمقاومة ورفض الذل رغم المعاناة"، لافتاً الى ان "هذه البلدة كغيرها من البلدات الحدودية وبلدات الداخل قاتلت 33 يوما وصمدت بالرغم من الغارات الجوية والقصف المدفعي ومحاولات التقدم نحوها والسيطرة عليها وكانت عين العدو على الخيام لقيمتها المعنوية وموقعها الجغرافي لكن المقاومين والأهالي صمدوا وقاتلوا كما فعل أهلي البلدات الاخرى، وقد دمر أغلب البلدة لكن أعيد بنائها لأن هناك ارادة المقاومة والصمود وإرادة الحياة بعز وكرامة وتعبير عن إرادة هذا الشعب بأرضه والتي لا يمكن أن يتخلى عنها بحال".
وأشار الى أنه "في هذا السهل، قبل سنوات أحتفلنا ب​وادي الحجير​ الذي كان ​مجزرة​ الميركافا، وسهل الخيام يأتي في المرتبة الثانية ويسمى ب​محرقة​ الميركافا وقائد الكتيبة التي دخلت الميركافا كان يفترض أن السهل خالي وأن الخيام مدمرة ومحاصرة وأن العملية سهلة والانتصار فيها منجز، إلا أن "قلة من الرجال تبقى في السهل بالرغم من الآلاف من الغارات والقذائف المدفعية وهول تقدم فرقة عسكرية كاملة ،تنتصر، وهذه هي معادلة ​حرب تموز​ وهذه هي حقيقة أؤلئك الذين نسميهم رجال الله في مقابل أؤلئك الذين يدعون زورا أنهم أولوياء لله".
ورأى نصر الله ان "هذا النموذج الذي قدمته المقاومة في سهل الخيام ووادي الحجير وكل وديان وسهول الجنوب هو نفسه ولكن مطور أكثر على كل صعيد نوعيا وكيفيا وعلى مستوى الرجال وخبرة القتال ونوع الامكانيات، أي قوات برية ستدخل لا ينتظرها سهل الخيام ووادي الحجير كما في العام 2006 بل مضروبا بالمئات"، مشيراً الى أن "الهزيمة والعار التي لحقت بالاسرائيلي في العام 2006 ستلحق بهم لا بل أشد وأقوة
بعد 11 عاما على الحرب لكنها ما زالت حاضرة بقوة عند القادة الاسرائيليين والراي العام والمزاج الشعبي وهذا دليل على أنها حفرت عميقا في الوجدان الاسرائيلي".
وأشار الى أن "الاسرائيليون ما زالوا حتى اليوم يدرسون حرب تموز والبعض يريد إستدعاء لجنة فينوغراد من جديد ويجتهدون لاعادة الثقة التي دمرتها حرب تموز بين الشعب الاسرائيلي والجيش الاسرائيلي والقيادة والاسرائيلية ويحاولون أن يقولوا أنه أنجز شيء ما هناك"، مشدداً على ان "هدف الحرب في العام 2006 كان سحق "حزب الله" والقضاء عليه ولكن منذ ذلك الوقت يتحدث الاسرائيلي عن تعاظم القوة وهذا يعني أن اسرائيل تعترف بفشل الحرب في العام 2006 وهو يواجه هذه لامشكلة اليوم وفي كل مؤتمرات هرتزيليا المحور الأساسي هو "حزب الله" وبعد ذلك تأتي غزة".
وأكد نصر الله أن "اليوم أنا لا أريد الحديث لا عن العديد ولا عن الصواريخ لكن أريد أن أتحدث عن شيء محدد في ما يعني مسؤوليتنا في لبنان
نحن في مقابل إسرائيل عندما نتحدث عن المقاومة وتحرير 2000 هذا التحرير لم يأت بالشعارات وإنما نتيجة العمل الجاد والمقاومة الجادة، و2006 عندما نحتفل أيضاً الشيء نفسه لو لم يكن لدينا مقاومة جديدة بالإضافة إلى صمود سياسي رسمي لما كان هذا الإنتصار.
وأوضح أنه "بعد 2006، يوجد في لبنان مقاومة جديدة لا تعرف المزاح ولا تضييع الوقت وليس لها عطلة سنوية وهي تعمل في الليل والنهار وتدرس كل المستجدات وكل قدرات اسرائيل وتطوراتها وتبرمج وتعيد النظر في برامجها وتدرب وتسلح بأفضل نوع من السلاح يمكن أن تحصل عليه وتواكب بكل جدية واخلاص وشفافية، وعندما تخوض معركة تستفيد من العبر والتجارب، لديكم هذه المقاومة الجدية التي تمكلك هؤلاء الرجال والامكانات واسرائيل تعرف أن مشكلتها هذه، وهذه المقاومة هي التي يجب أن نعرف قيمتها، وهذه المقاومة تتميز بالاخلاص والصدق والعمل لتحقيق الاهداب الكبرى ولا تبحث عن المكاسب الشخصية ولا الحزبية ولا الطائفية".
وشدد نصر الله على أن "المقاومة تزداد قوة في كل يوم وهذا ما يقوله العدو ويعترف به الخصم وويعرفه الصديق وكل من راهن على سحق المقاومة في حرب تموز خابت أماله وكل من راهن على سحق المقاومة من خلال ضرب محوره في المقاومة خابت أماله وستخيب أماله كاملة"، مشيراً الى أنه "
عندما أتحدث عن المقاومة أتحدث عن العدو ولا أتحدث عن حسابات الداخل، العدو وصل إلى قناعة تعبر عنها الدراسات المختصة وتصريحات القادة الحاليين والسابقين وباتت تشكل ثقافة عامة أنه أي حرب على لبنان مهما كانت أهدافها لا توازي ولا تستأهل الكلفة التي ستتحملها اسرائيل في هذه الحرب، العدو يتحدث عن كلفة كبيرة جدا وبعضهم يقول أنها كلفة لا تطاق، وبالتالي هناك دعوات لدى قيادات العدو إلى تجنب الذهاب إلى حرب مع لبنان لأي سبب وتحت أي ظرف، ويقولون أن الحرب يجب أن تكون في حالة اللاخيار"، مؤكداً أن "هذه القناعة ناجمة أن في لبنان قوة إذا أضيفت لها المعادلة الذهبية الكلفة ستكون عالية جدا على إسرائيل وليس معلوما إذا أن أي حرب ستحقق الأهداف والنصر وهذا ما يمنع إسرائيل من أن تعتدي على لبنان
الاسرائيلي يحترم المقاومة لأنه يعرف أنها قوية وقادرة وبعد الأمونيا نأمل أن يعيدوا النظر بمفاعل ديمونا لأنه أخطر ويجب أن يعالجوه"، مشيراً الى أن "العدو يعرف أن الحرب العسكرية لن تستطيع أن تحقق هدفه في القضاء على المقاومة وستكون كلفتها عالية وهو لا يستطيع أن يسكت عن تعاظم قوتها يلجأ إلى الأساليب الأخرى التي تطلب مقاومة الجميع".
ولفت الى أن "الاسرائيلي يراهن على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعلى الضغط الذي ستقوم به من أجل هذا الهدف على الشعب اللبناني وعلى الحكومة وعلى الأصدقاء الداعمين لـ"حزب الله" وأي حدا بيحكي كلمة طيبة عن "حزب الله" سيواجهه بالضغط والتهديد، وبدأوا في قانون العقوبات المالي والمطلوب عدم الخضوع، أنا أقول أن الادارة الاميركية لن تستطيع بكل وسائلها أن تمس من قوة المقاومة وعزمها ومن تعاظم قوتها في لبنان".
واعتبر نصر الله أن "الأخطر هو الضغط والترهيب النفسي على الدول والحكومات والأحزاب والشخصيات ليس فقط في لبنان وإنما في لبنان ويريدون "أكل رأس الناس"، مشيراً الى أنه "ندما قال ترامب أن الولايات المتحدة الأميركيّة والحكومة اللبنانيّة شريكتان في الحرب على الإرهاب الذي تمثله داعش و"حزب الله" لأنه لا يعلم أن الحزب في الحكومة وبعض أصدقائه في لبنان يدعون أن "حزب الله" مسيطر على هذه الحكومة وهذا ادعاء كاذب لأننا لم نسيطر على أي حكومة".
وأشار الى أن "ترامب لم يكن يعرف أن الدولة اللبنانيّة لم تكن قد دخلت في أي حرب مع "داعش" اليوم تقوم الحكومة بهذه الحرب"، لافتاً الى أن "أميركا هي من صنعت "داعش" والارهاب و"حزب الله" هو أحد من يقاتلون الإرهاب في المنطقة وترامب كان يتحدث عن دور أوباما في صناعة "داعش"، مشدداً على أن "حزب الله هو جزء من المقاومة التي أسقطت إسرائيل العظمى في حرب تموز 2006 وكذلك فعلت غزة في حروبها المتكررة وحرب تموز التي كانت اسرائيل رأس حربتها هو الذي أسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد في المنطقة".
وأشار الى أن "حزب الله وبقية فصائل المقاومة هو قوة خير ودفاع وحماية وحفظ وجود وكل الصفات والإتهامات التي تطلق عليه لن تقدم ولا تأخر في أرادته"، مؤكداً أن "الهدف من الحديث الأميركي هو الضغط على الشعب اللبناني وأتمنى أن لا يكون بعض اللبنانيين تحت الطاولة شركاء في حملة التهويل هذه".
وأكد نصر الله أن "التهويل الأكبر هو على المسؤولين اللبنانيين في الغرف المغلقة واللقاءات الدبلوماسيّة. ويجب أن يقوم المسؤولون بهذه المقارنة إسرائيل تقول إنها لن تشن حربا على لبنان فيما الدبلوماسيين الأميركيين والأوروبيين يهددون بأن إسرائيل ستشن حرباً على لبنان"، مشدداً على أنه "علينا أن نكون أقوياء والزمن الذي كان فيه الإسرائيلي يهدد وينفذ انتهى".
وأشا الى أن "الإسرائيلي بات يشكو لبنان احتجاجا على شجرة على الحدود انعكاسا على خوفه من المقاومة وأن أدعو الأهالي إلى زرع الشجر لأن هذا جزء من المقاومة ويحمي البلد"، معتبراً أن "الإسرائيلي الذي كان يستهين بلبنان بات يعمل حساب للشجرة وللشاب الذي ينظر إلى فلسطين من على الشريط الشائك وعندما يملك شعبنا الجرأة على البناء على الشريط الشائك يعني أننا وصلنا إلى القمة".
وأكد أنه "من تموز 2006 إلى تموز 2017 نصر جديد في معركة أخرى تنتمي إلى نفس سياق المعركة مع الإسرائيلي، والإسرائيلي أكثر جهة زعلت من الذي حصل في جرود عرسال وفليطة"، لافتاً الى أن "الجماعات الارهابية التي راهنت عليها اسرائيل في سوريا وفشلت اليوم تبكي عليها اسرائيل وأميركا وتل أبيب بذلت جهدا لدى واشنطن لعدم السماح بهزيمة داعش في سوريا والاسرائيلي حريص على أن تنتصر هذه الجماعات التي له علاقة معها في سوريا".
وأشار الى أنه "من المفترض أنه خلال أيام بقيت المسلحين سيخرجون من جرود عرسال إلى سوريا بعد التسهيلات التي قدمتها القيادة السورية، وبالتالي الجيش اللبناني أخذ قرارا بالإنتشار وبالتالي كل خط التماس مع داعش من الجانب اللبناني وعندما يقوم الجيش بذلك سنخلي كل هذه المنطقة"، لافتاً الى "اننا ننتظر قرار الجيش الذي هو سيوقت بدء المعركة الجديدة لتحرير الجرود اللبنانية من "داعش" والقرار محسوم وكان هناك محاولات لإضعاف عزيمة اللبنانيين ولكن ما قام به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حسمت هذا الخيار ونستطيع أن نقول بافتخار أن لدينا اليوم قرار سيادي وطني حقيقي بتحرير جزءا من الاراضي اللبنانية التي يحتلها تنظيم "داعش" وبالتالي القرار محسوم والتوقيت بيد الجيش والجميع ينتظر والأمور ستمشي بشكل جيد وأتمنى أن لا يضع أحد مدى زمني لهذه المعركة كما أتمنى أن لا يقوم أحد بأي مقارنات مع أي معركة"،
ولفت الى "أننا سنكون أمام إنتصار حاسم و"داعش" سيهزم والمسألة مسألة وقت وتعاطي بروح وطنية وانسانية"، مؤكداً أن "المشروع الذي راهن عليه الفريق الآخر أو لا يزال يراهن عليه في سوريا سقط أو هو في طور السقوط والحقد والاحلام والأماني يجب وضعها جانبا، وداعش لن تجد من يدافع عنها في العالم بعد كل ما قامت به، والمعارضة المسلحة في أسوء حال والمعارضة السياسية صعيفة وبعض الدول التي كانت من أكثر المعارضة لسوريا فرنسا تعترف بالرئيس السوري بشار الأسد رئيسا شرعيا وبعد الدول الخليجية بدأت تسحب يدها وواشنطن هي من قالت أن الجماعات التي دعمتها فشلت بل يمكن أن تكون خاطرة وهي تفاوض روسيا على مصالحها ومصالح اسرائيل في سوريا".