بدأت مشاعر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الاتفاق النووي مع إيران تنعكس على سياسات الولايات المتحدة، إذ لم يكن ترامب يوما من المقتنعين بجدوى الاتفاق، لكنه تجنب طوال الوقت الدعوة صراحة لإلغائه.

ومع ذلك بدأ ترامب ومساعدوه بتوظيف الاتفاق الحساس للغاية كورقة ضغط يمكن من خلالها تحقيق مكاسب سياسية في مواجهة إيران، وربط هذا الاتفاق، الذي يشهد حرصا مبالغا فيه في إيران، بخطط طهران لتوسيع نفوذها على أسس طائفية ومذهبية في منطقة الشرق الأوسط.

واعتبر ترامب أنّ إيران لا تحترم “روح” الاتفاق النووي الموقع في العام 2015، مبدياً قناعته مجدّداً بأنّ الأمر يتعلّق بـ”اتفاق رهيب”.

وأضاف ترامب “شخصيا، لا أعتقد أنهم يمتثلون للاتفاق، لكن لدينا وقت، سنرى”، ملوحا باتخاذ “إجراءات قوية جدا” ضد إيران إذا لم تمتثل للاتفاق.

وتم توقيع هذا الاتفاق في 14 يوليو 2015 بين طهران والقوى العظمى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا). ويهدف هذا الاتفاق إلى ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، في مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية على إيران.

وقال مسؤول أميركي، لم يذكر اسمه، لموقع قناة شبكة “سي إن إن” الأميركية إن “الرئيس ووزير الخارجية سيبقيان على حقيقة أن إيران هي الخطر الأكبر على الولايات المتحدة والأمن الإقليمي”.

وأضاف “الإدارة الحالية تخطط لاعتماد استراتيجية شاملة لمواجهة السلوك الإيراني التخريبي بالكلية، وليس فقط القضايا المتصلة بالاتفاق النووي”.

ويحاول مسؤولون في الإدارة لفت الأنظار عن الاختلاف في وجهات النظر بين ترامب ووزير الخارجية ريكس تيلرسون بشأن الاتفاق النووي. لكن هذا الانقسام لم يمنع مسؤولين في الكونغرس من الدعوة إلى فرض المزيد من العقوبات على طهران.

ويحاول مسؤولون في البيت الأبيض الضغط لربط أزمتي إيران وكوريا الشمالية معا، عبر البرنامج الصاروخي لطهران، إذ يقول كثيرون في الولايات المتحدة إن هناك تعاونا وثيقا بين الجانبين لتطوير الترسانة الإيرانية.

ويخشى مراقبون من إقدام ترامب على إلغاء الاتفاق النووي، أو سحب الولايات المتحدة توقيعها عليه. وفي هذه الحالة سيكون على واشنطن اتخاذ إجراءات سريعة لإنهاء الاستراتيجية الأميركية لمواجهة النفوذ الإيراني، رغم أن أيّا من ملامح هذه الاستراتيجية لم يظهر بعد.

وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القيادة الأميركية بسبب التشكيك في اتفاق دولي لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني.

وذكر لافروف، في تصريحات نقلتها وكالة “إنترفاكس″ الروسية للأنباء “لسوء الحظ، يشكك شركاؤنا الأميركيون في الاتفاق على الرغم من أن إدارة ترامب أكدت أن إيران نفذت، فيما يتعلق بالاتفاقيات الموقعة، جميع الإجراءات الواردة في الاتفاقيات”.