منذ نحو 35 سنة سألت أستاذي في الحوزة الدينية السؤال التالي :
بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ومقتله بقرار من يزيد اللعين لماذا تسعة من الأئمة الأطهار الأوصياء عاشوا في ظل حكام أنجس من يزيد وأظلم وأفحش وأطغى عاشوا مسالمين وموادعين مع هؤلاء الحكام الطغاة من دون القيام عليهم كما قام الإمام الحسين عليه السلام على يزيد اللعين ؟
أجابني أستاذي بقوله :
أولاً : إن الإمام الحسين عليه السلام سالم اللعين ابن زياد حاكم الكوفة ممثل سلطة يزيد الأموية الملعونة بعدما خذله مجتمع الكوفة سالم الحسين عليه السلام ابن زياد اللعين وعرض عليه :
1 - أن يعود من حيث أتى
2 - أو أن يذهب إلى ثغر من ثغور الجهاد
3 - أو يسيح في ارض الله الواسعة
إلا أن ابن زياد اللعين رفض مسالمة الحسين عليه السلام إلا بمبايعة يزيد اللعين والإقرار له بأنه خليفة الله ورسوله والمسلمين !!!!!!
حينها رفض الحسين عليه السلام وقال :
ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين الذلة ( وهي المبايعة ) والسلة ( وهي الحرب ) وهيهات منا الذلة أي هيهات أن أبايع يزيد اللعين وأُقر له بأنه خليفة الله ورسوله والمسلمين والله لا أقر لكم إقرار الذليل ولا أفر فرار العبيد
وهذا من المسلمات عند علماء الشيعة
فأي إمام من أئمتنا الأوصياء عليهم السلام لا يُعْقَل أن يثور على حاكم ظالم إن لم يقم معه من المجتمع شريحة فاعلة مؤثرة تمتلك قدراً ما من أسباب القوة والقدرة والإمكانيات
وإن الأئمة التسعة بعد الإمام الحسين عليه السلام لم يُجْبَروا على بيعة حاكم ظالم نجس الروح والسيرة كيزيد كما أُجْبِرَ الإمام الحسين عليه السلام فرفضها حتى مضى إلى الله بوصفه سيد الشهداء إلى يوم القيامة