في تقريره، أكّد رويل أنّه لم يسبق للولايات المتحدة الأميركية أن اقتربت إلى هذه الدرجة من الانضمام إلى "حزب الله"، القوة التي تصنّفها بالإرهابية، والتي تحمّلها مسؤولية تفجير السفارة الأميركية في العام 1983، "الهجوم الأقوى على قوات البحرية منذ الحرب العالمية الثانية"، لافتاً إلى أنّها تدخلت عسكرياً وبأشكال أخرى في النزاعات التي اندلعت بين لبنان من جهة وسوريا وإسرائيل من جهة ثانية، منذ وصول "المارينز" إلى شواطئ بيروت في العام 1958.
وفيما أوضح رويل أنّ البنتاغون أعلن أنّ القوات الخاصة الأميركية ستساعد الجيش اللبناني للقضاء على "داعش" ونقل عن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تأكيده أنّ معركة جرود عرسال تمت بالتنسيق مع الجيش السوري، قال: "أقل ما يمكن وصف هذا الوضع بغير المريح بالنسبة إلى الكونغرس".
رويل الذي نقل عن المتحدّث بإسم البنتاغون، إيريك باهون، قوله إنّ بلاده ستتحرى إذا وصلتها تقارير موثوقة تتحدّث عن وجود تنسيق بين الجيش اللبناني و"حزب الله"، وعن وزير الداخلية نهاد المشنوق تأكيده أنّ الجيش اللبناني نسق مع الجيش السوري في جرود عرسال، استبعد أن يكون البنتاغون قد استمع إلى خطاب نصرالله الذي فصّل فيه دور "حزب الله" في معركة القضاء على "داعش".
وفي سياق متصل، ذكّر رويل بتقرير سابق نشرته "دايلي بيست" أورد أنّ مستشار الأمن القومي إتش. آر مكماستر يدرس وسائل من شأنها أن تزيد حياة "المجموعات المسلحة التي تدعمها إيران في اليمن وسوريا صعوبة"، مشيراً إلى أنّه قصد "حزب الله" بتصريحه هذا، وإلى أنّ مدير مجلس الأمن القومي لشؤون العراق، وإيران، ولبنان وسوريا، الكولونيل جويل رايبورن، لم يرد على طلب توضيح بهذا الصدد.
في هذا الإطار، لفت رويل إلى أنّ عدداً قليلاً من المحللين يتوقع أن يُقدم ترامب على تغيير جذري في أي وقت قريب، ناقلاً عن كبير الباحثين في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، فيصل عيتاني، تأكيده أنّ الفرع التنفيذي في الكونغرس لا يفكر بأيّ شيء صارم وجديد، في إشارة إلى العقوبات الجديدة على "حزب الله". في المقابل، توقّع عيتاني أن يكون وقع هذه العقوبات شديداً على لبنان، على الرغم من أنّها لن تؤثر في المعادلة الاستراتيجية.
من جهته، اعتبر الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، طوني بدران، أنّ سياسة لبنان الجديدة التي وُرثت عن أوباما مؤيدة لإيران، معللاً بالقول إنّ إعطاء أوباما الأولوية لقتال "داعش" "حتى في الأماكن التي يُعتبر فيها وجوده ثانوياً، كما في لبنان، يقوي "حزب الله" ومؤسسات الدولة التي يسيطر عليها.
( Daily Beast)