نشرت مجلّة إيكونوميست البريطانيّة تقريرًا عن حزب الله الذي أطلقت عليه إسم جيش لبنان الثاني، ولفتت الى أنّ ترسانته العسكريّة تكبر، وأنّ إسرائيل تتخوّف من قوته المتزايدة
 

وقالت المجلة إنّ "حزب الله" تمكّن من هزيمة المسلّحين في جرود عرسال خلال أسبوع واحد، وزاد نصرًا جديدًا الى لائحة الإنجازات العسكرية التي يحققها منذ إندلاع الحرب السورية التي دخلت عامها السادس. وذكّرت بأنّ مقاتلاً من الحزب تحدث عمّا كانت عليه منذ أيام المنطقة التي كان يسيطر عليها مسلّحون تابعون للقاعدة، حيث قال: "كان يوجد قناصون خلف كلّ صخرة".

وبمساندة الطيران الروسي والمساعدة العسكرية الإيرانية، تمكّنت وحدات حزب الله من الحفاظ على النظام السوري في السلطة. إلا أنّ التكلفة كانت مرتفعة، بحسب المجلّة التي قدّرتها بحوالى 2000 مقاتل خسرهم الحزب، من أصل 15 ألفًا يقاتلون في الجبهات السورية.

وأردفت المجلّة أنّ قوّة "حزب الله" التي تزايدت عبر القتال وتدفّق الأسلحة اليه من إيران، جعلته كأي "جيش نظامي" وفعّال جدًا، ويشكّل مصدر قلق لإسرائيل. ولفتت الى أنّ جذور الحزب تعود الى أوائل الـثمانينيات عندما درّب الحرس الثوري الإيراني مقاتلين شيعة لمواجهة القوات الإسرائيلية التي إحتلّت جنوب لبنان. كما أنّ الحزب أعلن نصره بعد إنسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب في العام 2000، وقاتلهم مرة جديدة وبقوّة في حرب تموز 2006.

أمّا خلال مشاركته في الحرب السورية، فاستخدم "حزب الله" تكتيكات وربح ترسانة كبيرة من الأسلحة. فقد استعمل دبابات، صواريخ موجّهة، طائرات بدون طيار، وقاتل في الصحراء، الجبال والمدن. وحذّر مسؤولون إسرائيليون من أنّ "حزب الله" لديه صواريخ أكثر بـ17 مرة من عقد مضى. وأوضحت الصحيفة أنّ أسلحة الحزب متطوّرة كثيرًا، ويعتقد أنّه يملك صواريخ مضادة للطائرات، والأمين العام السيد حسن نصرالله قال إنّ الصواريخ يمكن أن تصل الى أي مكان في إسرائيل، بما في ذلك حيفا، وأكّدت المجلّة أنّ واضعي خطّط الحرب في إسرائيل أخذوا التهديد بجدية.

وأشارت المجلّة الى أنّ ضربات إسرائيل كانت محدودة داخل سوريا واستهدفت مواكب تنقل أسلحة لـ"حزب الله"، لكن إسرائيل تقول إنّ إيران تبني مصانع صواريخ داخل لبنان، الأمر الذي قد يدفع إسرائيل الى تنفيذ قصف داخل لبنان. كذلك فإنّ فتح جبهة في الجولان قد تنذر بصراع آخر.

وقالت المجلّة إنّ الطرفين اللبناني والإسرائيلي يخشيان من أنّ الحرب القادمة ستكون أسوأ من السابقة. وقالت إسرائيل إنّ الخط بين "حزب الله" والدولة اللبنانية لم يعد واضحًا في السنوات الأخيرة. وإذا أطلق الحزب صواريخ، يقول وزير التربية الإسرائيلي نفتالي بينيت "علينا أن نعيد لبنان الى القرون الوسطى"، معتبرًا "المصانع والبنى التحتيّة أهدافًا شرعية".

وأقرّت "إيكونوميست" بأنّ "حزب الله" إكتسب أصدقاء وحقّق أرباحًا جديدة، فقد عزّز قوته في الداخل اللبناني وبنى تحالفات جديدة. حتّى أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون قال إنّ للحزب الحق بامتلاك أسلحة لحماية لبنان من إسرائيل.

 

 

(إيكونوميست )