بخلاف ما يشتهي دعاة التنظير السياسي والإعلامي إلى حاجة الجيش اللبناني لعملية تنسيق ومؤازرة خارجية وميليشيوية في سبيل تحرير الجرود اللبنانية، مع ما يختزن هذه الدعوة من غايات دنيئة غير بريئة تهدف إلى إعلاء قدر جيش الأسد و«حزب الله» على حساب الحطّ من قدرات الجيش الوطني والتشكيك بعزيمته وجهوزيته العسكرية والعملانية، جاء الرد حازماً وحاسماً من «اليرزة» على لسان مصادر عسكرية رفيعة لـ«المستقبل»: «أنجزنا «خطط» المعركة ونمتلك من القدرات القتالية جواً وبراً ما يجعلنا واثقين من أننا لسنا بحاجة لمساعدة أحد لا محلياً ولا وعربياً ولا دولياً». 

وأوضحت المصادر أنّ «الجيش وضع خططه العسكرية الكاملة للمعركة وينتظر من قائده تحديد «ساعة الصفر» وفقاً لظروف الميدان لتحرير وتطهير جرود السلسلة الشرقية من الوجود الإرهابي»، مشددة على أنّ «خوض المعركة غير مرتبط بأي مفاوضات من هنا أو انسحابات من هناك إنما بقرار تتخذه وتحدد توقيته وطبيعته قيادة المؤسسة العسكرية وحدها دون سواها». 

وتوازياً مع الخطط العسكرية، لفتت المصادر إلى إنجاز «خطة إعلامية لمواكبة المعركة تشمل إقامة وتجهيز غرفة عمليات مفتوحة على مدار الساعة في وزارة الدفاع تعمل تحت إشراف مديرية التوجيه وتتولى مهام تصوير العمليات العسكرية وتأمين المادة الإخبارية والمصوّرة لمختلف وسائل الإعلام حول مجريات المعركة على الأرض، فضلاً عن تكليف ناطق عسكري رسمي مسؤول عن إعلان التطورات الميدانية والرد على الاستفسارات الصحافية». 

في الغضون، كشف مصدر رسمي معني بعملية ترحيل مسلحي «سرايا أهل الشام» وعائلاتهم مع أسر من النازحين إلى سوريا، أنّ العملية تأخرت بعض الوقت لأسباب لوجستية تفاوضية لكنه أكد لـ«المستقبل» أنّ المفاوضات «ماشية»، متوقعاً إتمام إجلائهم من جرود عرسال إلى الداخل السوري «خلال أيام».