إستناداً إلى تقرير أصدرته «Natural Resources Defense Council» في نيويورك، تبيّن أنّ 40 في المئة من المأكولات المزروعة والمُباعة في الولايات المتحدة يتمّ هدرها.
غير أنّ الحلّ بالتأكيد لا يمكن في التوقّف عن شراء المنتجات الطبيعية، إنما المطلوب ببساطة التعامل معها بذكاء أكبر من خلال تعلّم أصول تخزينها حفاظاً على جودتها لأطول وقت، وبالتالي التمكّن من إستهلاكها من دون الحاجة إلى رمي أيّ ثمرة!
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت خبيرة التغذية راشيل قسطنطين، في حديثها لـ«الجمهورية» إنّ «تخزين الخضار والفاكهة بشكل سليم وصحّي يُطيل مدّة صلاحيتها ويُجنّبها التلف السريع، والأهمّ أنه يُبعدنا من الأمراض».
ولفتت إلى أنه «يجب حفظ هذه المنتجات الطبيعية في الأدراج الموجودة في أسفل البرّاد كي تكون بعيدة من بقيّة الأطعمة المخزّنة. أمّا في حال وضعها خارج البرّاد، فيجب الحرص على أن يكون المكان بارداً وجافاً وغير مُعرّض لدرجات الحرارة المرتفعة». وتطرّقت في ما يلي إلى سُبل تخزين أهمّ أنواع الخضار والفاكهة ومدّة صلاحيتها، كاشفةً باختصار أبرز منافعها الغذائية والصحّية:
التفاح
يحتوي جرعة عالية من الألياف، وتبيّن أنه يقي من الوزن الزائد والسرطان. يجب أن يكون غير مغسول ووضعه في أكياس بلاستيكية ليبقى صالحاً لمدّة شهر في البرّاد، أمّا خارجه من 3 إلى 4 أيام. يُذكر أنّ التفاح يصدر غاز «Ethylene» الذي يُستخدم عادةً كي تنضج الأنواع الأخرى من الفاكهة، لذلك يُفضّل عدم تخزينه بالقرب من هذه المنتجات.
الأفوكا
يحتوي فيتامينات A وB وC وE وK، جنباً إلى مجموعة معادن كالنحاس والفوسفور والحديد والبوتاسيوم، ومادتي «Glutathione» و«Lutein» المهمّتين لمحاربة الأمراض. يُنصح بوضعه في أكياس ورقية خارج البرّاد ليبقى صالحاً لمدّة أسبوع، وعندما يكون غير ناضج يُضاف إليه التفاح لتسريع هذه العمليّة.
الموز
يحتوي معدن البوتاسيوم الأساسي لوظائف عديدة من بينها تعزيز الدماغ، وزيادة الطاقة، وترطيب البشرة، جنباً إلى الحديد الأساسي لمحاربة فقر الدم. إذا كان غير ناضج يجب وضعه في أكياس ورقية، والأفضل تخزينه خارج البرّاد كي لا يصبح بُنّي اللون، وبذلك يبقى صالحاً من 2 إلى 3 أيام.
الكرز
يحتوي نسبة مرتفعة من البوتاسيوم ومضادات الأكسدة، وهو مهمّ جداً لتقوية مناعة الجسم والتحصين ضدّ السرطان، والحفاظ على معدلات دقات قلب طبيعية، والحماية من الضغط المرتفع، ومحاربة الإلتهابات بفضل احتوائه مادة «Quercetin». عموماً يجب حفظه في البرّاد في وعاء مُحكم الإغلاق.
التين
على رغم احتوائه مغذيات عديدة كالكالسيوم والبوتاسيوم ومجموعة فيتامينات، إلّا أنه يجب على مرضى السكري الحذر من الكمية المتناوَلة بما أنه غنيّ بالسكر. يُفضّل عدم تخزينه في أوعية مُغلقة وتعريضه للرطوبة، إنما حفظه في البرّاد على طبق، مع الحرص على عدم وضع الحبّات فوق بعضها كي لا تتلف، وبذلك تبقى صالحة لأسبوع.
العنب
مُشبّع بمضادات الأكسدة خصوصاً الفلافونويد والـ«Resveratrol» المهمّة جداً للقلب. كذلك يحتوي الفيتامينات A وB6 وB9، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والحديد. حفاظاً على جودته، يجب وضعه غير مغسول في البرّاد داخل أكياس بلاستيكية أو أوعية مخصّصة لحفظ الطعام وبذلك يبقى صالحاً من 3 إلى 5 أيام.
المانغو
مليء بمضادات الأكسدة خصوصاً الفيتامين A. يبقى عموماً صالحاً لمدة أسبوع إذا وُضع غير مغسول في البرّاد.
البطيخ والشمّام
يحتويان نسبة عالية من المياه، ما يجعلهما من أفضل أنواع فاكهة الصيف لتعزيز الترطيب ومقاومة الجفاف. عندما يكون البطيخ والشمّام ناضجين، يُفضّل تقطيعهما إلى شرائح تُحفَظ في وعاء مُغلق، فتبقى صالحة من 3 إلى 4 أيام.
الخوخ والدرّاق والمشمش
تحتوي هذه الفاكهة كمية عالية من مضادات الأكسدة المهمّة للوقاية من أنواع عديدة من السرطان. عندما تكون ناضجة توضع في البرّاد وتبقى صالحة من 3 إلى 4 أيام، أمّا خارجه فتدوم 5 أيام.
الكيوي
من أهمّ مصادر الفيتامين C، وغنيّ بمضادات الأكسدة. يجب حفظه في البرّاد بعيداً من أنواع الفاكهة الأخرى، ويدوم عادةً لمدة أسبوع.
البندورة
تحتوي مادة «Lycopene» المضادة للأكسدة المعروفة بقدرتها على الحماية من سرطانات عديدة خصوصاً البروستات. يجب حفظها خارج البرّاد بعيداً من أشعة الشمس كي تدوم من أسبوع إلى إثنين، وإذا كانت غير ناضجة توضع في كيس ورقي مع التفاح. أما البندورة الناضجة فتُخزّن في البرّاد ولا تُغسل إلّا مباشرةً قبل التقديم حفاظاً على جودة قشرتها.
الخيار
يرطبّ الجسم ويخفّض درجة حرارته، ويُعتبر علاجاً فعّالاً للهالات السوداء وإنتفاخ العينين. يجب لفّه بمنشفة رطبة من دون غسله كي لا تتغيّر تركيبة قشرته، ويدوم في البرّاد من 5 إلى 7 أيام، أمّا خارجه فمن يوم إلى يومين.
الخسّ والخضار الورقية
تحتوي كافة أنواع الورقيات الخضراء الفيتامين K، والألياف، ومضادات الأكسدة، والكالسيوم، والحديد. يجب حفظها من دون غسلها في أكياس بلاستيكية أو أوعية مخصّصة لحفظ الطعام، لكن قبل ذلك يمكن لفّها بقطعة قماش رطبة لمنع تعرّضها للجفاف. يُشار إلى أنّ الخسّ يدوم في البرّاد من 5 إلى 7 أيام، أمّا الورقيات الخضراء فتبقى صالحة لنحو 4 أيام.
البروكلي
يحتوي مادة «Sulforaphane» المهمّة للوقاية من السرطان ووقف الأورام. يُخزّن البروكلي عادةً في البرّاد على وعاء غير مُغلق، ويمكن لفّه بواسطة منشفة مبلّلة، والحرص على استخدامه في أسرع وقت ممكن لأنّ مدّة صلاحيّته لا تدوم أكثر من 2 إلى 3 أيام.
الحمضيات
تحتوي الفيتامين C، وهي مهمّة جداً لنضارة البشرة وتقوية المناعة. يمكن أن تبقى صالحة لمدّة أسبوعين إذا تمّ تخزينها خارج البرّاد في مكان بارد تكون تهوئته جيّدة، مع الحرص على عدم حفظها في أوعية.
البصل
أساسيّ للوقاية من الإنفلونزا والزكام، وتعزيز صحّة القلب، ودعم عمليّة الهضم. يُحفظ خارج البرّاد في كيس «مشبّك» في مكان بارد وجاف تكون تهوئته جيدة بعيداً من أشعة الشمس، فيدوم من 2 إلى 4 أسابيع.
الفلفل
يحتوي الفيتامين C، وحامض الفوليك، وهو قليل السعرات الحرارية. بما أنه يجب عدم تعريضه للرطوبة، يُنصح بغسله مباشرةً قبل استهلاكه. يمكن أن يبقى صالحاً خارج البرّاد من 2 إلى 3 أيام وداخله لأسبوع.
البطاطا
تحتوي الكالسيوم والحديد والبروتينات ومجموعة فيتامينات، كما أنها مهمّة لجهاز المناعة والحماية من أمراض كثيرة. يجب عدم وضعها في البرّاد خصوصاً البطاطا الحلوة، إنما في مكان بارد ومظلم وجيّد التهوئة فتدوم لأسبوعين. تعرّض البطاطا للضوء يحوّل لونها إلى أخضر لذلك يجب الحذر من هذا الأمر.
وختاماً أشارت قسطنطين إلى «أنّ مدة الصلاحيّة المذكورة هي تقريبية لأنها تختلف وفق عوامل عديدة كالحرارة، والرطوبة، ومكان السكن. لكن لا شكّ في أنّ التقيّد بأصول تخزين كل نوع من الفاكهة والخضار سيجعلكم تستفيدون من منافعها لوقت أطول، وبالتالي التمكّن من استهلاك كل الكمية من دون هدر المال بِلا جدوى».