نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريرًا أعدّه الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يارون فريدمان، والذي تحدّث فيه عن أبرز التطوّرات في العالم العربي، مبرزًا تخوفًا من أنّ إزالة تنظيم الدولة الإسلاميّة سيتيح المجال لـحزب الله بأن يكبر ويأخذ مكانه في التهديد
 

وقال فريدمان: "ليبيا، مصر، سوريا، العراق، السعودية واليمن تغرق بالحروب الداخليّة أو على الحدود. وبعد تدمير داعش، سيصبح حزب الله في المقدّمة في العالم العربي الأمر الذي سيكون مشكلة لإسرائيل".

ماذا يحدث في هذه الدول الآن؟ وهل الحروب في المنطقة مرتبطة بإسرائيل؟ ردًا على هذه الإشكاليات فنّد الكاتب ما يلي:

لبنان: بين أيدي "حزب الله"

قال المحلّل: "لقد تصدّرت عناوين الصحف في الأسابيع الماضية حرب حزب الله في جرود عرسال، المنطقة التي كان يسيطر عليها مسلّحون سوريون لثلاث سنوات"، ورأى أنّ الأزمات التي تختبرها المنظمات المعارضة للحزب والحصار الخليجي على قطر، المموّل لهذه الجماعات السورية، سرّعت بانتصار "حزب الله". ولفت الى أنّ ناشطين من الحزب حذّروا من أنّ ما حصل في عرسال ليس سوى تدريبًا على حرب ضد إسرائيل. كما قارن مسؤولون بالحزب حربهم بإنتصار الجيش العراقي على "داعش" في الموصل.

وأشار الكاتب الى أنّ "حزب الله" أقام قاعدات دائمة على الأرض السورية، كما يسعى إلى فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان في المستقبل.

ويرى الكاتب أنّ كل التطورات في الحروب ضد الإرهاب-والتي ستُذكر لاحقًا- جيدة بالنسبة لإسرائيل، ما عدا التطوّرات التي تخصّ "حزب الله". فقد قال إنّ الحزب يكتسب شرعيّة إقليميّة من سوريا، إيران، روسيا، إضافةً الى شرعية لبنانيّة من أطراف مختلفة.

وتابع أنّ ثمن مساعدة "حزب الله" في الحرب ضدّ "داعش" كبيرة جدًا، فالحزب أسّس قواعد ثابتة في لبنان وسوريا. كما يُلهم الحوثيين في اليمن والذين وعدوا بمساعدته في حال نشوب حرب مقبلة ضد إسرائيل.

وتتخوّف إسرائيل من مرحلة ما بعد "داعش" الذي إذا إنهار، سيكبر "حزب الله" أكثر مع ترسانته من الأسلحة والصواريخ وآلاف المقاتلين، ما سيشكّل مشكلة دائمة لإسرائيل، بحسب تعبير فريدمان.

قال الكاتب: "شهدت الحرب على "داعش" تطورات كثيرة هذا العام، ويوجد منافسة على المناطق التي يستولي عليها داعش حاليًا، بين الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من روسيا، والقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة من جهة أخرى. وتتركّز الأنظار على مدينة دير الزور كبؤرة للصراع لما تحويه من حقول نفط".

العراق: مشكلات ما بعد "داعش"

وأشار الكاتب الى أنّه "بعد هزيمة "داعش" في الموصل، يحارب التنظيم الآن في آخر معاقله وبدأ مقاتلوه ينسحبون نحو سوريا، وفي المقابل يعاني الشعب العراقي من حقيقة المجتمع المفتّت إقتصاديًا وعرقيًا".

عامان مرّا على العملية التي أطلقتها السعودية على اليمن. ويصف بعض المعلّقين في العالم الشيعي الحرب بأنّ "الدولة الأكثر ثراءً في الشرق الأوسط تقصف الدولة الأكثر فقرًا"، بحسب الكاتب الذي قال: "على الرغم من تحقيق السعودية لأهدافها الرئيسية عبر منع حلفاء إيران من السيطرة على اليمن، وترك الموانئ المهمّة وحقول النفط مع الحكومة الرسمية، لا يوجد أي إشارة على أنّ الحوثيين سيستلمون".

وأضاف الكاتب أنّ مرضين يضربان مصر هما الإرهاب وأزمة الإقتصاد. فالإرهاب يسبّب أضرارًا للإقتصاد ويبعد السيّاح. فحدود مصر خطرة، من جانب ليبيا وآخر سيناء. وعلى الرغم من الهدوء النسبي إلا أنّ التفجيرات التي طالت الكنائس في مصر تؤكّد أنّ طريق الإرهاب طويل، لكن إذا تمّ القضاء على "داعش" في العراق وسوريا فسيكون له تأثير على "الدولة الإسلامية" في سيناء.

 

 

 

(يديعوت أحرونوت)