وأوضح يونغ في تقريره أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يتعاون فيها الجيش اللبناني و"حزب الله"، مشدداً على أنّ الإثنين يُعدّان مكونيْن ثابتيْن للمشهد السياسي اللبناني من جهة، وعلى استحالة إقدام أحدهما على إبعاد الآخر من دون تدمير لبنان من جهة ثانية.
وعلى الرغم من أنّ يونغ رأى أنّ "اقتراح قطع المساعدات الأميركية عن الجيش ليس قراراً غير مبرر بحدّ ذاته"- وذلك استناداً إلى "المصالح" التي أفصحت عنها واشنطن- ذّكر بتعاونها مع المسلحين الذين تدعمهم إيران في قتال "داعش" وبعدم تهديدها بقطع المساعدة العسكرية عن بغداد، على الرغم من إعلان رئيس وزرائها الأسبوع الفائت رفضه حل "الحشد الشعبي" الموالي لطهران.
وشرح يونغ بأنّ مقاربتيْن عريضتيْن تحمكان رأي اللبنانيين اليوم: فيرى البعض أنّ إنهاء الولايات المتحدة مساعدتها للجيش والدولة اللبنانية لن يكبّد لبنان أيّ خسارة نظراً إلى أنّه مستسلم لـ"حزب الله" وإيران، أمّا البعض الآخر، فيتخوّف من اندلاع حرب أهلية إذا تم الإقدام على خطوة يعارضها الحزب، ويفضّل إدارة الأمور لحين تغيّر التوازنات واستعادة الدولة سيطرتها.
يونغ الذي أوضح أنّ مؤيّدي وجهة النظر هذه يرون أنّ توجه الولايات المتحدة إلى قطع مساعدتها عن الجيش يفيد "حزب الله"، تحدّث عن التعايش في صلب المؤسسة العسكرية وعن التأثير الذي يملكه الحزب على مخابرات الجيش وأجهزته الإدارية.
في السياق نفسه، رفض يونغ القول إنّ الجيش يؤيد "حزب الله"، مشيراً إلى أنّ تعاونه معه يُرسي توازناً مناسباً بين مراكز قوة المؤسسة العسكرية المختلفة، مثلما تُرسي التفاعلات السياسية مع الحزب في الحكومة توازناً مناسباً بين القوى السياسية اللبنانية المختلفة.
وتابع يونغ واصفاً التفاعل بين الدولة و"حزب الله" بدائم التعقيد، متطرقاً إلى حاجة الحزب إلى المساومة باستمرار والتنازل لمؤسسات الدولة بسبب عدم امتلاكه الوسائل التي تخوّله السيطرة عليها.
وبناء عليه، جدّد يونغ دعوته واشنطن إلى ضرورة إعادة النظر في اقتراح وقف مساعدات الجيش، نظراً إلى أنّها تعني زيادة "حزب الله" قوةً وتخلياً عن معارضيه ومعارضي الأجندة الإيرانية، مستنتجاً: "إذا تريد واشنطن احتواء إيران، عليها الاهتمام بالتفاصيل".
( The National)