يدور الحديث عن دعوات إلى تنسيق لبناني ـ سوري يتمثل بتوجه وزراء لبنانيين إلى سوريا، للتواصل مع النظام السوري فيما يخص معركة جرود رأس بعلبك والقاع، واللافت أن وزراء حركة أمل وحزب الله رحبوا بفكرة زيارة سوريا في وقت أعلن فيه رئيس الحكومة سعد الحريري مسبقاً رفضه حصول زيارات وزارية إلى سوريا، لأن ذلك يُعتبر إعترافاً لبنانياً رسمياً بنظام بشار الأسد المحاصر عربياً ودولياً.
وفي هذا السياق، عبرت مصادر وزارية، عن تخوفها من تداعيات سلبية ستصيب الجسم الحكومي، في حال أصر وزراء حركة أمل وحزب الله على زيارة سوريا، دون الحصول على التغطية المطلوبة من مجلس الوزراء ورئيسه، بإعتبار أن تلك الزيارة لا يوجد أي مبرر لها، وستضع الحكومة اللبنانية في موقفٍ حرج، وبالتالي حضورهم في سوريا لا يمثل كيان الدولة اللبنانية إنما شخصهم فقط.
ومن جهة أخرى، عبرت القوات اللبنانية عبر صحيفة الجمهورية عن "رفضها التّواصل مع النظام السوري مؤكدةً أنه لن يتمّ ولن يحصل"، معتبرةً أن النظام السوري مُدان من شعبِه قبل أيّ طرف آخر، ومُدان كذلك من الشعب اللبناني"، مشيرةً إلى "3 محاولات ترمي إلى إمرار التّنسيق بين لبنان وسوريا بهدفِ إخراج النظام السوري من عزلته السورية والعربية والدولية؛ أولاً ملف اللاجئين السوريين، وثانياً محاولة التّنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري في معارك الجرود والذي يعد مرفوضاً، وثالثاً محاولة بعض الوزراء الذهاب إلى دمشق للتعاون مع نظرائهم السوريين وهذا ما يندرج في سياق الترويج المتعمَّد للقول أنّ العلاقات طُبّعت بين لبنان وسوريا، الأمر الذي تنفيه كلّ الوقائع".
وفيما تكتَّمت مصادر المجلس الأعلى للدفاع عن مجريات النقاش والقضايا التي تناوَلها في إجتماعه أمس الثلاثاء برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري، لفتت مصادر وزارية شارَكت في هذا الإجتماع الى "أنّ أفكاراً عدة طٌرِحت للنقاش خلال الإجتماع ومِن ضمنِها ضرورة التّنسيق اللبناني ـ السوري".