استُدرج، طُعن وعُذّب بشكل وحشيّ، قبل أن يعثر عليه بعد يومين من اختفائه جثّة داخل كيس مرميّةً أمام مكبّ للنفايات بالقرب من الجسر المؤدي إلى منطقة عيون السمك. هو كمال سابا ابن بلدة رحبة في عكار، الضحيّة الجديدة في مسلسل الجرائم الذي كثف بثّ حلقاته في الفترة الأخيرة، "مبهراً" اللبنانيين كل مرّة بسيناريو جديد!
خلفية نسائية ومادّية
بدأت قصّة كمال المأسوية ليل السبت الماضي، بعدما ذهب مع رامي. ي. الذي يحمل الجنسية السورية إلى منزله في منطقة العمارة - عكار، وكما قال الأخير في التحقيق: "أطلعته بوجود فتاة سورية تنتظره، وما إن وصل ودخل، حتى انهلت وشقيقيَّ عليه بالضرب والطعن، قبل وضعه في كيس ورميه بعيداً من البيت بالقرب من مكبّ للنفايات" بحسب ما قال مصدر في قوى الأمن الداخلي، وشرح: "ردّ رامي سبب جريمته إلى خلافات نسائية وأسباب مادّية، لكن التحقيق لم ينته بعد".
ذهب ولم يعد
شكوك شعبة المعلومات دارت حول رامي لكونه الشخص الأخير الذي شوهد مع سابا، ولفت المصدر الأمني أنه "بعد توقيفه، قمنا بتفتيش سيارته ومنزله. اعترف بجريمته ومساعدة شقيقيه اللذين أوقفا كذلك، كما اعترف بمكان وضع الجثة في سفينة القيطع". عائلة الضحية ترفض الحديث للإعلام. أحد مخاتير البلدة شرح: "كان سابا برفقة صديقه، عندما وصل رامي الذي تربطهما معرفة سابقه، تحدث وإياه، عندها همّ بالصعود معه في السيارة، طالباً إلى صديقه أن ينتظره لكونه لن يتأخر، ذهب ولم يعد".
جثّة مشوّهة
بعدما تأخر سابا الوالد لثلاثة أبناء، الذي عمل سابقاً سائقاً لدى أحد نوّاب المنطقة، وبعد اتصال عائلته به من دون أن يجيب على هاتفه قبل أن يصبح خارج التغطية، تم إبلاغ الأجهزة الأمنية، التي تحرّكت على الفور، ليعثر عليه صباح الإثنين جسداً بلا روح مشوّهاً بشدّة، نقلت جثّته إلى مستشفى عبدالله الراسي الحكومي، وكشف الطبيب الشرعي عليها قبل أن تدفن في الأمس. رئيس اتحاد بلديات الجومة، رئيس بلدية رحبة فادي بربر، أكّد في اتصال مع "النهار" أنه "بعدما طال غياب سابا اتصلت بالأجهزة الأمنية كافة، الجيش والمعلومات والاستقصاء. أوقف رامي، تم التحقيق معه في المخفر، قبل نقله إلى معلومات طرابلس حيث اعترف بجريمته. ننتظر أن يختتم التحقيق لتتضح الصورة ولمعرفة الأسباب التي تكمن خلف قيام المجرمين بجريمتهم". وختم شاكراً الأجهزة الأمنية، مخصّصاً شعبة المعلومات بالشكر على سرعتها في كشف المجرمين، ومطالباً بإنزال أشدّ العقوبات بحقّهم.
حرمت عائلة سابا والداً كرّس حياته لتأمين عيش كريم لها، خطف منها في غفلة على أيدي مجرمين لم يأبهوا بفعلتهم. خطّطوا بعناية لجريمتهم، نفّذوها ببرودة أعصاب، صبّوا حقدهم ووحشيّتهم على الضحيّة، بعدما خلعوا قناع الإنسانية، معتقدين أنّ العدالة لن تطالهم، لكن ما هي إلا ساعات حتى وقعوا في قبضة قوى الأمن، وها هم اليوم خلف القضبان أملاً أن ينالوا أقسى أنواع القصاص!