لا تزال الرسالة التحذيرية الكويتية، التي وصلت إلى الحكومة اللبنانية، تتوالى فصولاً. ففي الوقت الذي تعتبر بعض القوى أن هذه الرسالة، التي تتضمن احتجاجاً على دور حزب الله في دعم وتدريب خلية العبدلي في الكويت، سترفق بسلسلة قرارات تصعيدية وعقابية خليجية بحق لبنان في حال لم تتحرك الحكومة اللبنانية، برز موقف للرئيس نبيه بري، الثلاثاء في 8 آب، قال فيه إن "ما من لبناني أو جهة لبنانية تتنكر للكويت أميراً ومجلساً وشعباً وإعماراً وتنمية وتضحية ومشاركة في الصمود".. و"للذي تخيله البعض قطيعة نقول: قطعاً لا وقد تمت معالجة الأمور. فليطمئن. ولسنا بحاجة إلى أي وفد رفيع".
أرخى موقف بري بعضاً من الارتياح، لاسيما أن الموقف مثّل إشارة إلى أن لا اجراءات خليجية أو كويتية جديدة بحق لبنان. وتعتبر مصادر قريبة من بري وحزب الله أن ثمة قنوات خاصة وسرية عملت على توضيح موقف لبنان ككل، وموقف الثنائي الشيعي من العلاقات مع الكويت. وهذا ما تجلى في كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الماضي، إذ اعتبر أن حزب الله لا يريد للكويت إلا الخير.
وتقول المصادر المتابعة إن معالجة الموضوع تمّت على خطين متوازيين. الأول بدأه الرئيس سعد الحريري من خلال الاتصالات التي أجراها بالمسؤولين الكويتيين، وتأكيده وقوف لبنان إلى جانبهم. فيما الخط الآخر عمل عليه بري وحزب الله، إذ أكدا أنه لا يمكن نسيان الموقف الكويتي الداعم لهما، والهبات والمساعدات التي قدمتها الى لبنان والجنوب تحديداً.
لكن هناك وجهة نظر أخرى، تعتبر أنه في الأساس لم تكن الرسالة التحذيرية جدية، إنما وجدت الكويت نفسها مضطّرة الى اتخاذ هذا الموقف والإعلان عنه، لأسباب داخلية لا علاقة للبنان بها، في محاولة منها لإمتصاص الصدمة والنقمة الشعبية على خلفية هروب أعضاء خلية العبدلي إلى إيران. في حين أن اخلاء سبيل الموقوفين كان محاولة كويتية لرأب الصدع مع إيران وعدم فتح أي مجال للخلاف أو التصادم معها. وإنطلاقاً من ذلك، تعتبر المصادر أن ذيول هذه القضية ستعالج في القريب العاجل، خصوصاً أن العلاقات الكويتية- الإيرانية جيدة جداً.
من جهة أخرى، ينتظر لبنان تصعيداً أميركياً بدأ بكلام سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، الاثنين في 7 آب، التي طالبت بالتحقيق في انتهاكات مزعومة لحزب الله في الجنوب. وهذا الكلام، لا ينفصل عن الجولة التي بدأتها السفيرة الأميركية في لبنان أليزابيت ريتشارد على المسؤولين. وقد أبلغتهم رسالة حازمة وحاسمة بوجوب عدم التنسيق بين الجيش اللبناني وحزب الله في أي مجال، خصوصاً في المعركة التي من المفترض أن يخوضها الجيش ضد تنظيم داعش. لأن أي تنسيق من هذا النوع قد يؤدي الى اتخاذ اجراءات ووقف المساعدات العسكرية الأميركية للجيش.