تناول بروس ريدل الكاتب الأميركي المتخصص في الشؤون الخليجية لقاء زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في السعودية بعد 27 عقداً من الجفاء بين البلديْن، مشيراً إلى أنّ الرياض تسعى إلى أن تصبح لاعباً مؤثراً في بغداد لتوفير بديل عن إيران\
 

في التقرير الذي نشره موقع "المونيتور"، ذكّر ريدل بقطع السعودية علاقتها بالعراق في ظل حكم صدام حسين بعد غزوه الكويت وتهديده بغزوها، زاعماً أنّ الملك فهد بن عبد العزيز لجأ إلى الرئيس الأميركي جورج بوش لمساعدته في الحفاظ على عرشه آنذاك.

أمّا عندما تحرّرت الكويت، فأمِل الملك فهد في أن يُطيح جنرال سني بصدام، على حدّ ما قال ريدل، الذي أوضح أنّ السعوديين كرهوا معارضي الرئيس العراقي الشيعة، أمثال أحمد شلبي، واتهموهم بالعمالة لإيران.

وتابع ريدل قائلاً إنّ الملك عبد الله بن عبدالعزيز اتهم الولايات المتحدة الأميركية بتسليم العراق للشيعة على طبق من فضة بعد إطاحة بوش بصدام، وذلك بعدما عززت الانتخابات الأغلبية الشيعية في بغداد.

في هذا السياق، تحدّث ريدل عن فتح السعودية سفارة في بغداد في العام 2015 للمرة الأولى بعد نحو ربع قرن من إغلاقها، وذكّر بزيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد، وبتوجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الرياض في حزيران، وبفتح فتح معبر "عرعر" الحدودي بين البلدين بعد لقاء رئيس الأركان السعودي عبدالرحمن البنيان نظيره العراقي الفريق أول الركن عثمان الغانمي في بغداد.

وبالعودة إلى زيارة الصدر، لفت ريدل إلى أنّ وسائل الإعلام السعودية اعتبرتها خطوة تقدِّم لوضع حدّ للنفوذ الإيراني في بغداد، فيما أعربت وسائل الإعلام الإيرانية المتشددة عن قلقها منها.

وعن فتح قنصلية سعودية في النجف، رأى ريدل سعي السعودية إلى التمتع بحضور ديبلوماسي في المدينة التي يرقد فيها الإمام الحسين والتي خطط فيها آية الله الخميني للثورة الإيرانية مثير للسخرية، مستدركاً بالقول إنّه جهد يهدف إلى تعزيز وجود النجف العراقية في مواجهة قُم الإيرانية.

في هذا الإطار، وصف ريدل جهود الرياض الرامية إلى الترويج للوحدة العربية بين العراق والسعودية بالمتأخرة جداً، مؤكداً أنّ ولي العهد السعودي هندس مقاربة التقارب هذه.

ريدل الذي شدّد على أنّ موقع إيران أفضل من السعودية في العراق، أوضح أنّها قادرة على التأثير بالأغلبية الشيعية والأقلية الكردية في بغداد؛ فيتوافد الإيرانيون إلى النجف وتزدهر التجارة بين البلدين، ناهيك عن أنّ الحدود الإيرانية-العراقية مفتوحة.

وعلى الرغم من وضع ريدل التاريخ والديموغرافيا والجغرافيا في خانة العوامل التي تصب في مصلحة إيران، ألمح ريدل إلى إمكانية سعيها إلى لعب دور مبالغ فيه في العراق.

وفيما أوضح ريدل أنّ العراق يقف إلى جانب الحوثيين في اليمن واتخذ موقفاً محايداً إزاء الازمة القطرية، استبعد أن تكون الرياض مهتمة في استخدام بغداد كآلية للتخفيف من حدة التوترات مع طهران.

وعليه، وصف ريدل سلمان بن عبد العزيز بأكثر ملوك السعودية عدائية إزاء إيران منذ اندلاع الثورة الإيرانية، مؤكداً أنّ التقارب مع بغداد لا ينبئ بتقارب مع طهران.

 

 

(ترجمة  Al -Monitor)