نقلت قناة "روسيا اليوم" عن الخبير العسكري الروسي أنطون مارداسوف، في مقال نشره موقع "غيوبوليتيكا" تأكيده وجود خلافات بين روسيا وإيران حول مناطق خفض التصعيد، وفي رؤيتيهما الشمولية للحل في سوريا.

ويقول مارداسوف وهو رئيس قسم دراسات نزاعات الشرق الأوسط وقوات المنطقة المسلحة في معهد التنمية الابتكارية إن إيران ترى أن حل النزاع في سوريا هو بتحقيق الانتصار الكامل، وتطلب دعما روسيًا مباشرا، في حين أن موسكو تسعى لتحقيق تسوية سلمية وسياسية.

وأضاف أن طهران تسعى لجر موسكو إلى جولة جديدة من الحرب في سوريا، ولكن حتى الآن من دون جدوى.

ووفقا لبعض الخبراء، فإنه إذا تشابهت في البداية أهداف العملية العسكرية الروسية في سوريا مع الأهداف الإيرانية تكتيكيا – الحفاظ على ما بقي من مؤسسات الدولة واستقرار النظام، فإن التباين في موقف البلدين بدأ يتسع تدريجيا بالتزامن مع النشاط الذي تبذله روسيا في التفاوض مع الفصائل الثورية، لتحقيق هدف وقف إطلاق نار ثابت.

ويضيف الموقع الروسي "غيوبوليتيكا": "لقد كانت النتيجة الرئيسة للقاء الرئيسين بوتين وترامب على هامش قمة العشرين في هامبورغ هي وقف إطلاق النار في جنوب-غرب سوريا – في منطقة خفض التصعيد، التي تشمل مناطق في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء. وقد جرت مناقشة اتفاق القمة الروسي–الأمريكي مطولا وبعيدا عن العلانية في العاصمة الأردنية عمان من دون حضور طهران، وهذا الاتفاق في عمان يلغي واقعيا الشروط التي نصت عليها مفاوضات أستانا حول المنطقة الجنوبية في سوريا، بمشاركة الجانب الإيراني، وعلاوة على ذلك، فقد فرضنا عمليا الاتفاق على إيران، التي أصبحت ملزمة بإبعاد الفصائل الموالية لها مسافة 40 كم عن حدود إسرائيل والأردن، والموافقة على نشر الشرطة العسكرية الروسية هناك، لتدعيم ركائز الأمن في هذه المناطق".

"في ذلك الحين، كان من الواضح أن طهران لم تكن راضية، وأبدت مخاوفها من أن تصبح "مشاورات عمان" بالتدريج بديلا لمسار أستانا، والتي تشارك فيه كدولة ضامنة لاحقا - يقول الموقع - وفي يوم 22 يوليو/ تموز، وقَّع الجانب الروسي في العاصمة المصرية اتفاقا حول منطقة أخرى لخفض التصعيد في الغوطة الشرقية، مع القوة المهيمنة في هذه المنطقة "جيش الإسلام"، التي أدرجتها وزارة الدفاع الروسية، رسميا في قائمة "المعارضة المعتدلة" منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومرة أخرى من دون إيران، حيث تم نشر الشرطة العسكرية الروسية على مداخل هذه المناطق".

ويذكر مارداسوف بأنه في منطقة دمشق التي تعدُّها إيران بوابة لتوريد السلاح إلى "حزب الله"، يوجد عدد كاف من وحدات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المحلية والأجنبية التي تمولها إيران، كما لا تخفي القيادة العسكرية الروسية في اللقاءات الخاصة، حقيقة التنافس مع إيران في شرق حلب، حيث الجنود الروس هناك وممثلو الأجهزة الأمنية الروسية المتحدرين من شمال القوقاز يحرصون على بسط الأمن والنظام الشامل، بما يشمل تسيير الدوريات العسكرية والتعاون الوثيق مع الشيوخ من كبار القوم، على حد وصفه، في حين أن طهران لا تفوت فرصة لتعزيز نفوذها في شرق حلب عبر توسيع وجود الميليشيات التي تشاطرها أيديولوجيتها.

وانتقد هذه التصرفات واعتبرها لا تساهم في تحقيق الأمن، لأن إيران وعلى سبيل المثال فتحت مراكز تعليمية إيرانية في حلب (المدينة التي كانت تقطنها سابقا أغلبية سنية)، ما يزيد في إثارة الصراع على أساس عرقي وديني.

ويقضي اتفاق التهدئة في الجنوب السوري بابتعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود الأردنية - السورية حيث تعتبرها الأردن خطرا على أمنها.