ولفتت الصحيفة إلى أنّ كزافيه بارون، وهو صحافي قديم كان يعمل في وكالة الصحافة الفرنسية وعاش لسنوات عدّة في بيروت، خرج بكتاب من 592 صفحة عن تاريخ لبنان، إعتبرته "لو موند" كاملاً، موثّقًا ومتينًا.
في كلّ فصل من كتابه "تاريخ لبنان من الأصول حتى الآن"، تحدّث عن البلد منذ القرن السادس عشر، حتى قدوم العثمانيين الى سوريا وصولاً الى عصرنا هذا. ويعتبر الكاتب أنّ لبنان لم يكن يومًا "دولة أمّة" مثل مصر والعراق. وقال إنّ لبنان كان ينتمي الى ما اصطلحت تسميته "سوريا الكبرى"، فقد كانت المنطقة محكومة من حكّام محليين، دروز ومسيحيين.
ورأى أنّه بعد إضعاف الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر، ظهرت القوى الأوروبية، واستخدمت الوجود المسيحي كذريعة للدخول الى لبنان. وأشار الى أنّ التغير في هذا البلد يحصل بشكل معقد. وتحدث الكاتب عن الحرب الأهلية "التي لا تنتهي"، ولفت الى أنّ لبنان كان مكانًا لاختبار الإبداع من قبل الإداريين الفرنسيين.
وأوضح أنّ النظام المؤسساتي اللبناني، يعدّ نموذجًا لتوازن القوى بالنسبة للعراق وسوريا.
وانتهى الكاتب الى الوقت الذي انهار فيه النظام اللبناني. ولكن على عكس ما خشي منه عدد كبير من المراقبين، فذلك ليس بسبب الحرب التي اندلعت في سوريا في العام 2011. ليس بسبب صراع القوى الإقليميّة، فإيران والسعودية لا تصطدمان في لبنان، بحسب الكاتب، وقال إنّ الرياض قررت رمي الإسفنجة وترك البلد الذي تعود وصاية الحصرية لحزب الله، كما أنّ فرنسا منذ عقد خارج اللعبة.
وختم الكاتب بالإشارة الى أنّ أزمة الكهرباء، النفايات، المصارف، هذه هي الحروب التي تقتل لبنان اليوم!
(لو موند )