بدأ صوت المعركة يعلو مجدداً، إيذاناً ببدء الجيش هجومه المنتظر لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من مسلحي تنظيم داعش، فيما الوضع السياسي على حاله من الهدوء، بانتظار ما سيقرره رئيس الجمهورية ميشال عون بالنسبة لتوقيع مشروع سلسلة الرتب والرواتب، قبل أو بعد انعقاد مجلس الوزراء الذي ينتظر عودة الرئيس سعد الحريري من زيارة خارجية
 

وكانت قيادة الجيش أعلنت أمس تمركز وحدات من الجيش على "ضليل الأقرع"، "دوار النجاصة" و"قلعة الزنار" من ناحية جرود منطقة عرسال، إستكمالاً لانتشار هذه الوحدات في إحكام الطوق على المجموعات الإرهابية التابعة لـ"داعش"، مع إشارتها إلى أنّ مدفعية الجيش دمّرت عدداً من التحصينات "الداعشية" في جرود منطقتي رأس بعلبك والقاع وأوقعت إصابات مؤكّدة في صفوف الإرهابيين.

وقالت "الجمهورية" أن عمليات تضييق الخناق على "داعش" في الجرود، تواصلت، وذلك تحضيراً لانطلاق ساعة الصفر التي لم تُحدَّد بعد، على رغم كل ما يُدلي به بعض المحللين في وسائل الإعلام من آراء وما يجرونه من تحليلات حول الواقع العسكري في منطقة جرود رأس بعلبك والقاع، والتي وصفتها قيادة الجيش بأنها "غير دقيقة".

وأشار مصدر عسكري لـ"الجمهورية" الى أنه عند التحضير للمعركة، لا بد من السيطرة على تلال استراتيجية تسهّل التحكّم وتؤمّنه، أكان من جهة النظر أو من جهة القصف واستخدام الأسلحة المباشرة، وما سيطرة الجيش على "تلة النجاصة" وتلال "دوار الزنار" قرب وادي شبيب عند التماس بين جردي عرسال ورأس بعلبك، إضافة الى "تلة ضليل الاقرع" في جرود رأس بعلبك ـ الفاكهة وتدمير مدفعية الجيش الثقيلة أهدافاً للتنظيم في الجرود المحيطة، إلّا مقدّمة للمعركة، لافتاً إلى أنه، كلّ ذلك يصبّ في خانة التحضير لبدء الهجوم، كاشفاً أنّ أهمية هذه التلال تكمن في أنها أهم من تلك المُشرفة على مواقع "داعش" الأساسية، وهي تلال حاكمة ومسيطرة.

وعن تحديد ساعة الصفر لبدء الهجوم، جزم المصدر لـ"الجمهورية" بأنها "لم تُحدّد بعد، إلّا أنها أصبحت قريبة، إذ إنّ لهذه المعركة اعتبارات وحسابات خاصة ودقيقة جداً".

لا تنسيق مع الجيش السوري

وأكّدت مصادر عسكرية لـ"الأخبار" أن الجيش لا ينسّق بشأن معركة عرسال مع الجيش السوري، رغم وجود مكتب دائم للتنسيق بين الجيشين، ورغم أن الجيش اللبناني لا يزال يتلقّى قطع غيار من سوريا لجزء من دباباته. وجزمت المصادر بأن الأميركيين لن يشاركوا في المعركة ضد داعش، مكرّرة أن الموجودين في لبنان ليسوا سوى تقنيين. ونفت أن يكون أميركيون هم من يشغّلون الطائرات المسيّرة عن بُعد التي يستخدمها الجيش في الجرود، مؤكدة أن ضباطاً ورتباء لبنانيين هم من يتولون هذه المهمة.

ونفى وزير الدفاع يعقوب الصراف، في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 93.3"، أيّ تنسيق عسكري بين الجانبين اللبناني والسوري، "بسبب الخلاف السياسي في هذا الملف"، سائلاً في الوقت عينه "أين المشكلة في التنسيق مع سوريا إن كان سيصبّ في صلب المصلحة الوطنية؟.

وقال الصراف لـ "الديار" ان تحديد توقيت الهجوم على "داعش" هو من اختصاص قيادة الجيش، مشيرا الى انه لا يجوز ان يتدخل السياسيون في ما لا شأن او معرفة لهم به

في المقابل، علمت "الديار" ان مكتب التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري هو الذي سيتولى الاشراف على آلية التنسيق الميداني قبل وخلال المعركة. وأكدت المصادر العسكرية اللبنانية لـ"الديار" ان التنسيق مع الجيش السوري للتخلص من وجود "داعش" على الحدود المشتركة هو أمر ضروري، لافتة الانتباه الى ان الجبهة واحدة والعدو واحد، ومن غير الطبيعي ان يخوض طرف واحد مواجهة كهذه، لانه إذا فُتحت الجبهة اللبنانية فقط فان الارهابيين سيستفيدون من الهدوء على الجبهة السورية المقابلة للاحتماء والاختباء، الامر الذي سيسمح لهم بالصمود فترة أطول امام هجوم الجيش اللبناني.

لا راية فوق راية الجيش

اللافت للانتباه، بحسب "المستقبل"، كلمة قائد الجيش العماد جوزيف عون التي ألقاها ممثله إلى الاحتفال التكريمي في رأس بعلبك لشهداء المؤسسة العسكرية اللواء جورج شريم، بما تضمنته من تصميم على الوقوف "سداً منيعاً" أمام الخطر الإرهابي "بعزيمة أبطال الجيش والتفاف الشعب حوله"، وحرص على إبداء تشديد حازم من "رأس بعلبك" على مشارف معركة الجرود بأن "لا راية تعلو فوق راية الجيش ولا صوت يرتفع إلا لبّيك لبنان".