إذا كان الجيش اللبناني، وضع يده على ملف طرد عناصر (تنظيم الدولة) «داعش» من جرود بعلبك والقاع، بإجماع وطني، وارتياح لهذه المهمة الوطنية، فإن الأسبوع الطالع، يبدأ مهتماً بمصير سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام في الاسلاك المدنية والعسكرية، في ظل خطوط حمر، منها هذا المسؤول أو ذاك إما للسير بها كما أقرّت في المجلس النيابي (وفقاً لما يرى الرئيسان نبيه برّي وسعد الحريري)، أو إعادة النظر في بنود ضريبية وغير ضريبية (كما يرى الرئيس ميشال عون) الأمر الذي يعني، وفقاً للمادة 57، التي إذا لجأ إليها الرئيس عدم نشر القانون في مهلة الشهر بعد استلامه، وإعادة قانون السلسلة إلى المجلس من أجل مناقشة أخرى، وإعادة إقرار القانون بالغالبية المطلقة من مجموع الأعضاء الذين يؤلفون المجلس قانوناً.
وثمة من يعتقد انه إذا نشر رئيس الجمورية قانون السلسلة، فإن معالجة الثغرات تكون من خلال مشروع قانون معجل سيدرك الثغرات، ويصلح الخلل، سواء في ما خص المادة 33 أو البنود الضريبية.
وقال مصدر مقرّب ان المهلة التي يتطلبها اتخاذ القرار في ما يتعلق بالسلسلة لم يعد بعيداً، لكنه يخضع لتدقيق ومقارنة بين الأرقام.
واشار وزير الدولة لمكافحة الفساد نقولا تويني الى ان الرئيس عون ما زال يدرس القانون بعدما أُحيل اليه، ويفترض ألا يستغرق وقتا طويلاً فيه (بسبب تقيده بالمهلة الدستورية شهر لتوقيعه او ردّه)، وقال لـ«اللوء»: ان قانون السلسلة سيمشي في نهاية المطاف، ولكن الرئيس مهتم ايضأ بإنهاء مشروع موازنة العام 2017. والرئيس مهتم كذلك بأن لا تكون موارد السلسلة على حساب الطبقات الفقيرة او من ذوي الدخل المحدود والمتوسط.
واضاف تويني: وهناك ايضاً مسألة قطع الحساب عن السنوات السابقة والذي لا بد من ايجاد حل له، سواء عبر اقتراح تعليق العمل مؤقتاَ بالمادة 83 من الدستور، او عبر اقتراح وزير المالية بتعليق العمل بالمادة 195 من قانون المحاسبة العمومية. والكل يعمل الان على ايجاد مخرج سريع لهذا الامر.
يُرتقب ان ينعقد مجلس الوزراء يوم الاربعاء المقبل وسط تقديرات وزارية بألا يتضمن جدول اعماله بنوداً خلافية او إشكالية، حيث ذكرت بعض المصادر الوزارية ان تقرير بواخر الكهرباء قد لا يعرض لأن وزير الطاقة سيزار ابي خليل لم يرفع تقريره بعد الى مجلس الوزراء وهو التقرير الذي يجب ان يكون مرفقاً بتقرير هيئة ادارة المناقصات في التفتيش المركزي، كما ان موضوع سلسلة الرتب والرواتب قدلا يُطرح للبحث قبل انتهاء رئيس الجمهورية ميشال عون من دراسة قانوني السلسلة والموارد المالية المرفق به.
ولفتت مصادر وزارية لـ«اللواء» إلى ان جدول أعمال الجلسة قيد الاعداد، وفي ضوء ذلك يتحدد مكان انعقادها في السراي أو قصر بعبدا.
وأكدت المصادر ان موضوع الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان، يتوقع له ان يُشكّل بنداً، بعدما أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ان الملف سيحضر في هذه الجلسة، مؤكدة انه طالما ان موعد 17 آب، وهو آخر مهلة لدعوة الهيئات الناخبة، لم يحل، فذاك يعني ان لا خوف على الموضوع.
اما بالنسبة للتعيينات في مجلس إدارة تلفزيون لبنان، فأكد وزير الإعلام ملحم رياشي لـ«اللواء» انه رفع بعض أسماء المرشحين لتعيينات في هذا المجلس إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، نافياً ان يكون هناك أي جديد في ما خص تعيينات الوكالة الوطنية للاعلام».
إلى ذلك أوضحت مصادر رئاسة الجمهورية لـ«اللواء» ان رئيس الجمهورية ميشال عون شاء المشاركة في قدّاس عيد سيّدة التلة في دير القمر، وتلبية دعوة المعنيين لأنه تقليد درج عليه الرؤساء السابقون، وأكدت انه عاد بعد القدّاس نظراً لارتباطه بمواعيد مسبقة في قصر بعبدا.
مصالحة الجبل
على ان اللافت ان الاحتفال بذكرى مصالحة الجبل التي جرت وقائعها في 3 آب 2001، ترك «ندوباً وملابسات وعلامات استفهام تحتاج إلى توضيحات»، فرئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي حقق هذه المصالحة مع البطريرك الماروني السابق نصر الله صفير، غاب عن الاحتفال، مثلما غاب عن قدّاس عيد سيّدة التلة في دير القمر، الذي رعاه وحضره الرئيس عون، والذي أقيم أيضاً للمناسبة، وأن كان (أي جنبلاط) حضر في وقت سابق إلى مطرانية بيت الدين، والتقى فيها البطريرك الماروني بشارة الراعي لبعض الوقت، حيث أكّد له انه لا يمكن ان يكون في الشوف دون ان يلقي التحية عليه، معتذراً عن عدم المشاركة في لقاء قصر المير أمين، لأنه يُعاني من «صداع».
أما الرئيس عون فقد حضر للصلاة فقط في قدّاس دير القمر، ثم عاد إلى بعبدا، من دون مشاركته في احتفال ذكرى المصالحة في بيت الدين، ولا الغداء في المطرانية الذي أقامه المطران مارون العمار تكريماً للبطريرك الراعي لمناسبة الإحتفال الذي طوى قبل 16سنة آخر صفحة من صفحات الحرب الأهلية.
وانسحب غياب الرئيس عون عن الاحتفال، رغم انه كان تلقى دعوة لحضوره من المطران العمار، مقاطعة وزراء ونواب «التيار الوطني الحر» عن احتفال ذكرى المصالحة، بداعي انهم لم يتلقوا دعوة لحضوره، قال وزير الطاقة سيزار أبي خليل انه حضر إلى دير القمر للمشاركة في عيد سيّدة التلة وليس بذكرى المصالحة، مفسراً ما حصل بأنه «استثناء لفريق مسيحي كبير من الجبل».
اما الاحتفال الذي أقيم في قصر الأمير أمين فقط اقتصر على عرض فيلم وثائقي بعنوان «ويبقى الجبل» اعده الزميل سعد الياس تضمن مقابلات حول مجرى المصالحة وطي صفحة الحرب والعلاقة بين الدروز والمسيحيين، ثم كلمات للوزير مروان حمادة الذي اعتذر باسم النائب جنبلاط عن عدم الحضور لأسباب صحية، ثم النائب جورج عدوان ممثلاً رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وأخيراً للبطريرك الراعي الذي لفت إلى ان المصالحة أعادت اللحمة الوطنية، وكانت هاجس البطريرك صفير». واعتبر ان «المصالحة السياسية والاجتماعية قد تمت بمعظمها ويجب استكمالها بالعيش معاً بثقة وتعاون».
وختم: «سلامة لبنان من سلامة الجبل، فلنعمل كلنا لتوطيد هذه المصالحة».
ولوحظ ان الراعي تجاهل موضوع هذه المصالحة في عظته في قدّاس سيّدة التلة، وقال موجهاً كلامه إلى الرئيس عون: «نصلي كي يعضدكم الله ويزينكم بالحكمة والروح الرئاسي لتواجهوا التحديات الكبيرة، محدداً «هذه التحديات بقيام الدولة بمؤسساتها واداراتها المحررة من التدخل السياسي والتمييز اللوني في التوظيف خلافاً لآلية مبنية على الكفاءة والاخلاقية، واحياء اقتصاد منتج، تعزيز التعليم الرسمي والخاص، حماية المالية العامة، وبناء قضاء شريف حر ومسؤول والاسراع في تطبيق اللامركزية الادارية المناطقية والقطاعية».
وليلاً غرد جنبلاط عبر «تويتر» بالانكليزية قائلاً: «جبوب الأرز تعاني تحت ضربات المدقة، ولكن عجيب بياضها عندما تنتهي المحنة، وهكذا هو مع الرجال الذين نعيش معهم، لتكون رجلاً يجب ان تعاني من ضربات سوء الحظ».
جرود القاع ورأس بعلبك
أمنياً، نفذ الجيش أمس، عملية نوعية نجح خلالها في السيطرة على مواقع متقدمة في جرود الفاكهة، ورأس بعلبك، في الوقت الذي دمرت فيه مدفعيته الثقيلة اهدافاً لتنظيم «داعش» في الجرود المحيطة.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان، ان وحدات من الجيش تمركزت على تلال ضليل الاقرع ودوار النجاحة وقلعة الزنار من ناحية جرود عرسال، استكمالاً لانتشار هذه الوحدات واحكام الطوق على المجموعات التابعة لـ«داعش».
كما واصلت مدفعية الجيش استهداف مراكز هذا التنظيم في جرود منطقتي رأس بعلبك والقاع، ودمرت له عدداً من التحصينات واوقعت اصابات مؤكدة في صفوف الارهابيين.
وتعتبر هذه التلال من أهم التلال المشرفة على مواقع «داعش» وتقع بين جردي عرسال ورأس بعلبك.
وقبل العاشرة ليلاً بقليل بدأ الجيش باستهداف مواقع «داعش» في جرود الفاكهة ورأس بعلبك بقصف مدفعي وصاروخي كان ما زال متواصلاً حتى منتصف الليل.
وأعلن «الاعلام الحربي» ان مقاتلي «حزب الله» استهدفوا بقصف مدفعي ورمايات مباشرة، تجمعاً لمسلحي «داعش» قرب خربة داوود عند الحدود السورية – اللبنانية، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف التنظيم.
ومن ناحية ثانية، أعلن «الاعلام الحربي» التابع للحزب ان 3000 شخص بينهم 350 مسلحاً من «سرايا أهل الشام» سيغادرون مخيمات عرسال باتجاه الرحيبة في القلمون الغربي، وأن 800 عائلة سورية ستغادر هذا الأسبوع مخيمات النازحين في عرسال.