لا تزال مفاعيل دحر الشغور عن سدة الرئاسة الأولى تتوالى فصولاً إيجابية على خشبة استحقاقات شهر آب الوطنية، من عودة حفل «تقليد السيوف» إلى عيد الجيش في الأول منه إلى عودة «التقليد الرئاسي» التاريخي بالمشاركة في قدّاس «سيدة التلة» في دير القمر أمس بالتزامن مع إحياء الذكرى السادسة عشرة لمصالحة الجبل في آب 2001. أما مؤسساتياً، فسيكون الأسبوع الجاري على موعد مع التوقيع الرئاسي المرتقب على قانون سلسلة الرتب والرواتب، بحيث أكدت مصادر قصر بعبدا لـ«المستقبل» أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سوف يوقّع قانون «السلسلة» هذا الأسبوع، على أن يصار إلى معالجة الملاحظات والمطالبات ذات الصلة بالشق الضرائبي منها في مشروع قانون خاص يُعدّ لهذه الغاية ويقرّ بشكل منفصل بعد التوافق السياسي عليه.

وكان عون قد شارك أمس في القداس الاحتفالي الذي ترأسه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في كنيسة «سيدة التلة» وحضره ممثلا رئيسي مجلسي النواب والوزراء نبيه بري وسعد الحريري، النائب نعمة طعمة والوزير غطاس خوري، لمناسبة عيد «شفيعة دير القمر والشوف» وذكرى المصالحة التاريخية في الجبل التي رعاها عام 2001 البطريرك نصرالله بطرس صفير ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط الذي مثّله نجله تيمور في قداس الأمس كما في لقاء قصر المير أمين الذي أقيم لاحقاً للمناسبة. وإذ اكتفى بتغريدة ترحيبية برئيس الجمهورية قال فيها عبر تويتر: «أهلاً وسهلاً بالرئيس ميشال عون في الشوف في دير القمر»، حرص جنبلاط لاحقاً على القيام بزيارة خاطفة إلى مطرانية بيت الدين للقاء الراعي مؤكداً أنه «لا يمكن أن يكون البطريرك في الشوف من دون أن يلقي التحية عليه»، ليعود فيغادر بعدها معتذراً عن عدم المشاركة في لقاء «قصر المير أمين» حيث ألقى النائب مروان حمادة 

كلمة باسمه خلال اللقاء الذي رعاه نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان وقاطعه «التيار الوطني الحر».

وعن حصر رئيس الجمهورية مشاركته في قداس دير القمر، أوضحت مصادر بعبدا لـ«المستقبل» أنّ زيارة عون الشوف لم تشمل أي محطات أخرى «لارتباطه بمواعيد محددة مسبقاً في القصر الجمهوري»، مشيرةً إلى أنه «آثر عدم الغياب عن تقليد المشاركة في قدّاس«سيدة التلة»الذي درج عليه رؤساء الجمهورية تاريخياً». أما في ما يتعلق بموعد انتقاله إلى المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، فأكدت المصادر أنه «يتحدد بعد انتهاء«مهرجانات بيت الدين الدولية»نظراً لكونها تشغل حيّزاً كبيراً من الباحة الخارجية للقصر ولا يريد الرئيس أن تؤثر الإجراءات التي تتخذ عند انتقاله إلى بيت الدين على راحة وحركة رواد المهرجانات».

الجيش يتقدّم..

عسكرياً، برز أمس في مستجدات المعركة التي يخوضها الجيش اللبناني لتحرير الجرود من تنظيم «داعش» الإرهابي، تمركز وحدات عسكرية على تلال استراتيجية مشرفة على مواقع تمركز المجموعات «الداعشية» في المنطقة الجردية، بالتزامن مع مواصلة الجيش دكّ هذه المواقع بالقصف المدفعي والصاروخي لا سيما في جرود الفاكهة رأس بعلبك والقاع. 

وكانت قيادة المؤسسة العسكرية قد أعلنت أمس تمركز وحدات من الجيش على «ضليل الأقرع»، «دوار النجاصة» و«قلعة الزنار» من ناحية جرود منطقة عرسال، إستكمالاً لانتشار هذه الوحدات في إحكام الطوق على المجموعات الإرهابية التابعة لـ«داعش»، مع إشارتها إلى أنّ مدفعية الجيش دمّرت عدداً من التحصينات «الداعشية» في جرود منطقتي رأس بعلبك والقاع وأوقعت إصابات مؤكّدة في صفوف الإرهابيين.

تزامناً، لفتت الانتباه أمس كلمة قائد الجيش العماد جوزيف عون التي ألقاها ممثله إلى الاحتفال التكريمي في رأس بعلبك لشهداء المؤسسة العسكرية اللواء جورج شريم، بما تضمنته من تصميم على الوقوف «سداً منيعاً» أمام الخطر الإرهابي «بعزيمة أبطال الجيش والتفاف الشعب حوله»، وحرص على إبداء تشديد حازم من «رأس بعلبك» على مشارف معركة الجرود بأن «لا راية تعلو فوق راية الجيش ولا صوت يرتفع إلا لبّيك لبنان».