ازداد ضغط الجيش على مواقع مسلحي تنظيم «داعش» في الجرود اللبنانية لبلدتي القاع ورأس بعلبك خلال اليومين الماضيين بالأسلحة المدفعية والقصف الجوي، وشهد أمس تكثيفاً لهذا القصف، ما سبب «هلعاً لدى مسلحي التنظيم» وفق مصدر عسكري لبناني.
وأكد المصدر العسكري لـ «الحياة» أمس، أن الجيش «ليس في حاجة إلى دعم أحد» في العملية العسكرية التي ينوي القيام بها لإخراج مسلحي التنظيم من جرود البلدتين، نافياً ما أشيع في بعض وسائل الإعلام تارة عن قصف روسي للجرود في القلمون، وما يتردد تارة أخرى عن أن طيران التحالف الدولي سيساند الجيش عند اندلاع المعركة. وقال المصدر إن قيادة الجيش على اتصال دائم بالجانب الأميركي الذي يلبي طلباتها بالأسلحة والذخائر، وهي لم تشمل طلب مساعدة طيران التحالف.
وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ «الحياة»، إن الدول الغربية، ومن بينها الولايات المتحدة الأميركية، كانت أبدت انزعاجها من تولّي «حزب الله» معركة تطهير جرود بلدة عرسال من مسلحي «النصرة» في 21 تموز الماضي، وأن الجانب اللبناني أبلغ ممثلي هذه الدول بأن الجيش كان أبدى استعداداً لخوض تلك المعركة على رغم كلفتها، لكنه لم يحصل على قرار سياسي في هذا الشأن، وأنه سيتولى المعركة ضد «داعش». واستجاب الجانب الأميركي بعدها لاحتياجات الجيش من أسلحة مدفعية نوعية وذخائر.
وفيما أشار «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلحي «داعش» نتيجة قصف الجيش، قال المصدر العسكري لـ «الحياة» إن مدفعيته وراجماته قصفت تلال ونقاط خربة داوود، رأس الكف، الوشل، جبل المخيرمة، شميس العش ودرب العرب في جرود رأس بعلبك.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري قوله إن الجيش «لن يتعاون مع الجيش السوري لقتال داعش في الجرود». وكان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله قال أول من أمس إن الجيش السوري وعناصر الحزب سيخوضون المعركة ضد «داعش» من الجانب السوري، وإن توقيت المعركة في يد الجيش اللبناني الذي سيخوضها من الجانب اللبناني، مكرراً الدعوة إلى التنسيق بين الجيشين، واستعداد حزبه لما تطلبه قيادة الجيش منه.
إلا أن المصدر العسكري أبلغ «الحياة» بأن هناك مكتباً للتعاون والتنسيق العسكري في قيادة الجيش «يقوم بواجباته على أكمل وجه، وهو مكتب ناشط». وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق أكد الخميس في حديث تلفزيوني أن هناك ضابطاً من الجيش مسؤولاً عن التنسيق مع الجيش السوري منذ سنوات، وذلك رداً على الدعوات إلى الحكومة اللبنانية من أجل التنسيق مع الحكومة السورية.
وحول ما أعلنه نصر الله عن إمكان فتح باب التفاوض مع «داعش»، قالت مصادر رسمية إن قناة الوساطة في هذا الشأن لم تنشط بعد، مؤكدة أن الجانب اللبناني يصر على معرفة أوضاع العسكريين المخطوفين لدى التنظيم منذ 2 آب (أغسطس) 2014 عند انطلاق أي تفاوض سيتولاه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.