نظمت رابطة مختاري الجومة، ولمناسبة عيد الجيش اللبناني، ندوة حوارية تحت عنوان "الجيش اللبناني وتحديات الوضع الراهن في لبنان والمنطقة"، في استراحة عين عماص في بلدة تكريت.
حضر الندوة رئيس بلدية بزبينا طارق خبازي ممثلا محافظ عكار المحامي عماد اللبكي، العميد وهبة قاطيشا، منسق حزب "القوات اللبنانية" في عكار جان الشدياق والمسؤول الانتخابي في المنطقة جان حنا، سامر خزعل ممثلا منسقية تيار المستقبل في عكار، الشيخ خالد اسماعيل ممثلا المفتي زيد بكار زكريا، وحشد من رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات من البلدة والمنطقة.
بداية النشيد الوطني ثم كلمة ترحيب من رئيس الرابطة المختار محي الدين طالب، اعرب فيها عن مشاعر الفخر والاعتزاز لقوة وصلابة الجيش وللتضحيات التي بذلها للدفاع عن البلد وحفظ الامن والسلام.
بعد ذلك، تحدث مدير الندوة المختار غازي ايوب معرفا بالمحاضرين العميد وهبة قاطيشا ، الدكتور محمد خليل، المحامي خليل نادر، والمهندس جان موسى، وبموضوع الندوة.
ثم قدم العميد قاطيشا مداخلته استذكر في بدايتها معمودية نار خاضها مع احد ابناء تكريت من العسكريين في مواجهة العدو الاسرائيلي في العام 1970.
وتحدث قاطيشا عن دور الجيش في السلم الأهلي، معتبرا ان "محاربة الارهاب جزء من عمله وليس كل عمله، وفي لبنان جيشنا يحفظ السلم الأهلي ويختلف عن كل الجيوش، انه يمثل الوحدة الوطنية، وهو العمود الفقري لها، كل مؤسسات الدولة من الرئاسات الثلاث الى الوزراء تستظل وجود هذا الجيش، لا دولة لبنانية بدون جيش، واكبر دليل، مع الأسف، انه في العام 1976، عندما تفكك الجيش رأينا ما حدث، واصبحت الدولة اللبنانية دويلات".
بعد ذلك، تناول العميد قاطيشا دور الجيش في الاستراتيجية الدفاعية قائلا: "لا يمكن لأي كان مشاركة الجيش في الدفاع عن لبنان الا بطلب منه، وهو يستطيع طلب كل من يريده، لذلك هو قادر على الدفاع عن لبنان، واولئك الذين يحاولون ان يصوروا الجيش انه ضعيف جدا هم مخطئون، هذا الجيش يقاتل منذ اربعين عاما، ولا يوجد جيش في العالم يقاتل مدة اربعين عاما".
ونوه قاطيشا بفعالية الجيش اللبناني، موضحا ان "مقياس هذه الفعالية هي نسبة استشهاد ظابط لكل 20 عسكريا شهيدا، وقياسا على معركة البارد كانت نسبة هذه الفعالية كبيرة جدا اذ بلغت استشهاد ضابط مقابل 13 عسكريا شهيدا، مما يعني ان الضابط كان على راس العسكر وهو يقودهم الى القتال على الأرض".
ودعا الى "تقدير هذا الجيش الذي هو جيش مقاتل، جيش يدفع دما"، منتقدا من حاولوا زعزته مؤخرا "وتبين اننا قادرون على بناء جيش، قادر على حماية البلد والسلم الاهلي. وان يدافع عن البلد ككل سواء كان ضد العدو الاسرائيلي، او ضد الذين يحاولون تخريب هذا الجيش، وتخريب هذا البلد".
وتحدث العميد قاطيشا عن "ثلاثة عناصر تنبع منها قوة الجيش، وهي الاسلحة والتدريب والمعنويات، الجيش بلا معنوبات مهزوم قبل بدء المعارك، واذا توفرت المعنويات، الاسلحة القليلة والتدريب، يستطيع ان يدافع عن كل البلد، وعن جميع المواطنين، وعن السلم الأهلي، ومن ينادي باستضعاف الجيش يسعى الى استهداف الدولة اللبنانية، واسقاطها لأهداف سياسية".
وانتقد قاطيشا "من يقول انا ميليشيا مدربة وانا اقوى من الجيش، كلا لا احد اقوى من الجيش، في كل المجالات لأن الجيش هذه مهنته وايمانه، قوة الجيش، بوحدته وكل المسؤولين السياسيين في الدولة يحرصون على ان يبقى هذا الجيش كعمود فقري للدولة اللبنانية، ولا احد يجرؤ ان يتعرض للجيش، لأنه لا سمح الله اذا تفكك هذا العمود الفقري، كل شيء سينهار".
ولفت الى ان "الجيش اللبناني لا يشتغل بالسياسة، النظام ليس ملكا للجيش بل الجيش يخدم النظام، في الشرق الاوسط كان هناك انظمة هي ملك الجيش، اليوم كلا، في لبنان الجيش هو ملك النظام، الجيش لا يقوم بالإنقلابات، ولا يتدخل بالحياة السياسية، وهناك محاسبة، ومن ينادي بتحويل عسكري الى المحاكمة، هو استهداف للجيش، لإضعاف الجيش واضعاف الدولة".
بعد ذلك قدم الباحث في العلوم الالكترونية وتحليل الاشارات الدكتور محمد خليل مداخلة، موجها تحية تقدير الى ابطال الجيش اللبناني قيادة وضباطا وافرادا، في عيدهم 72: "ان ما يقوم به هؤلاء الأبطال على مساحة الوطن والانتصارات التي يسطرونها، تجعلنا ننحني امامهم ولهم منا كل المحبة والاحترام والتقدير".
واوضح خليل انه "اختار موضوعا عصريا ومهما وفي صلب تحديات الوضع الراهن، وهو الحرب الالكترونية، متناولا مجموعة من العناوين التي شرحها باسهاب، ابرزها، حرب المعلومات وحرب الفيروس والهجمات الالكترونية، الهاتف المحمول، الحرب الالكترونية العسكرية، الدرع الالكترونية".
واستخلص ان "استخدام معدات الحرب الالكترونية في الحروب الحديثة، احدث تطورا هائلا في مجالات هذه الحروب، واصبح الحسم في المعارك الحديثة لصالح القوات المسلحة التي تستخدم الحديث من الأسلحة الالكترونية"، لافتا الى ان "الدولة اللبنانية تشارك بمؤتمرات "الخطة الاستراتيجية، الوطنية لأمن المعلومات، من خلال الدفاع والردع والتطوير".
ثم القى المحامي خليل نادر مداخلته وتحدث فيها عن "تركيبة الجيش وتكوينه، وهرميته، وان هناك قانونا ينظم عمل الجيش هو قانون الدفاع الوطني، منهيا بالقول: "من اراد وطنا يعتز به فليدعم جيشه، بتسليح غير مشروط، واذا تعذر عليه ذلك، فليدعمه بصمت، ويترك قيادته تقوم بدورها، فجيشنا قادر على رد التحديات، الراهنة من الخارج، اذا سلحناه، وعلى ردها من الداخل اذا توحدنا حوله".
اخيرا تحدث الامين العام للجمعية اللبنانية للانماء الريفي جان موسى، فحيا الجيش في عيده، "لا خوف على الجيش طالما عكار خلفه".
وتناول موسى في مداخلته، موضوع التحول الرقمي، واصفا اياه بالثورة الصناعية الرابعة التي بدات تظهر بوادرها منذ سنتين تقريبا، مشيرا الى ان "التحول الرقمي او الثورات الصناعية، تنقل مراكز القوة من مكان الى مكان، نحن في لبنان لدينا قوة عقلية، وذهنية قوية جدا، واذا استغلينا التحول الرقمي بطريقة جيدة، قادرون ان نكون على الخريطة وان نكون مركز قوة وثقل، وامكانات اقتصادية اكبر".