خلاصة خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، بمناسبة الانتصار على «جبهة النصرة»، أن احتلال «داعش» لأراض لبنانية دخل أيامه الأخيرة. بهدوء تام، شكر كل من أسهم في إنجاح تحرير الأرض من «النصرة»، واستعادة الأسرى، وأكّد أن الحزب سيكون بتصرّف الجيش اللبناني في معركته ضد «داعش» على الجانب اللبناني من الحدود، وأن الحزب والجيش السوري سيخوضان المعركة من الجانب السوري من الحدود، ما يخفف العبء عن الجيش اللبناني. وأكّد عدم حاجة الجيش إلى أيّ مساعدة أميركية في المعركة على «داعش»
في خطاب النصر بتحرير الجرود من إرهابيي تنظيم النصرة، وجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التهنئة «للذين عادوا الى الحرية والى الوطن». كذلك بارك وعزّى «عوائل الشهداء»، متوجّهاً بالتحية «الى الجرحى المجاهدين». وخصّ بالشكر أهل القاع الذين استقبلوا الأسرى أول من أمس، مؤكداً «متابعة الجهات المعنية في المقاومة ليلاً نهاراً ملف أجساد الشهداء الذين ما زالوا في أيدي المسلّحين، ومقاوم مجهول المصير لدى داعش في معركة البادية، لأنه التزام أخلاقي وديني وجهادي تجاه عائلاتهم».
وقال السيد «إننا اليوم أمام مهام جديدة وظروف جديدة»، فتطرّق إلى عناوين عدّة، تناول في أوّلها ما أنجز وما بقي من المعارك في الجرود. وأشاد «بالجهد المميز الذي قام به اللواء السيد عباس إبراهيم». ولفت الأمين العام إلى أن «المعركة حظيت بتأييد القيادة السورية، حيث كان الجيش السوري يقاتل في جرود فليطة، لكن الإعلام لم ينصف تضحياته»، لذا «وجب علينا أن نقدّر له هذه التضحيات، خصوصاً أنه ساعد على حسم المعركة من الجهتين؛ الجهة السورية في جرود فليطة والجهة اللبنانية في جرود عرسال، ممّا أدى إلى تشتيت قوة العدو وتسريع الحسم». وأكد أن «القيادة السورية تعاطت بإيجابية، مع أننا نقلنا العبء من الجانب اللبناني إلى الجانب السوري، بدحر المسلحين إلى إدلب».
وأشار إلى أن «القيادة في أثناء التفاوض لم تقف عند التفاصيل، فلم تطلب مثلاً التفاوض الرسمي مع الحكومة اللبنانية، ولم تضع شروطاً بشأن أعداد المسلحين والمدنيين، بل وافقت على الاتفاق من دون تعقيد». حتى «عندما ذهبنا إلى التنفيذ ووصلنا إلى نقطة السعن، تمّت العملية بشكل سريع وسهل ومريح، نتيجة التسهيلات التي قدّمتها القيادة». وبناءً عليه «من واجبنا الأخلاقي شكر الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة السورية والهلال الأحمر السوري وكل من ساعد في الميدان لاستعادة أسرانا». وتوجّه السيد نصرالله إلى بعض السياسيين اللبنانيين بالقول إن «العبرة التي نأخذها من المفاوضات التي حصلت، أنه يُمكن نقل مئات المسلحين، وآلاف العائلات، من دون جهات دولية، والضامن كان الأمن العام اللبناني من جهة والنظام السوري الذي وفى بكل الالتزامات وقدّم تسهيلات». وطالب «بعدم التعاطي مع ملف النازحين سياسياً أو مالياً أو إنسانياً، أو انتظار الحلّ السياسي في سوريا، فعودة النازحين يُمكن أن تتمّ بسلاسة وبكل الضمانات». كذلك توّجه السيد نصرالله، «من منطلق أخلاقي»، أولاً إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي «وافق على إجراء المفاوضات وقدّم التسهيلات لنجاحها»، قائلاً «نحن نعرف تعاطفه ومحبته للشهداء والأسرى والمقاتلين»، مُثنياً على «خطابه في عيد الجيش»، وثانياً إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي «تبنّى المعركة من اليوم الأول وواكبها في الميدان وفي المفاوضات ودافع عنها بقوة وأشاد بها، ووقف في وجه ألسنة السوء وتعاطى عاطفياً وسياسياً وإنسانياً مع المقاتلين على أنهم أولاده وعائلته. وهذا الموقف يقدّر دائماً». وفيما لفت إلى أن «رئيس الحكومة سعد الحريري وافق منذ البداية على إجراء المفاوضات، وكان حريصاً على نجاحها وقدم كل التسهيلات رغم أنها تحرجه»، رأى أن «قوله إن حزب الله في الجرود أنجز شيئاً، هو خطوة الى الأمام. والدولة تصرّفت بمسؤولية، ممّا أدى إلى اكتمال النصر». والشكر الآخر كان للجمهورية الإسلامية في إيران، إذ «إننا في جرود عرسال وفليطة كنّا نقاتل بسلاح وخبرات حصلنا عليها بدعم الدولة الإيرانية التي لم تتوانَ عن دعمنا في محاربة الجماعات الإرهابية. والانتصار على هذه الجماعات سببه الدعم السخيّ من إيران». وأشار إلى أن «استكمال ما جرى في جرود عرسال ينتظر عملية انتقال سرايا أهل الشام من وادي حميد والملاهي والأهالي الموجودين في الجرود، وقد بدأنا متابعة الملف مع الجهات السورية لإنجاز العملية في أقرب وقت، وسيتمّ نقلهم بأمن وسلام». وأكد نصرالله أن «جبهة النصرة انتهت في الجرود، ونحن موجودون فيها، ومتى أعلنت قيادة الجيش استعدادها لتسلّم المنطقة فنحن جاهزون لتسليمها»، ناصحاً بأن «يتمّ ذلك بأسرع وقت من أجل أهل عرسال والمنطقة». وإذ أشار السيد الى أننا «أمام نصر عسكري ميداني حقق نتائج مهمة»، تحدث عن «بقية الجرود التي تسيطر عليها داعش»، فقال إنه «بات واضحاً أن عملية تحرير بقية الجرود اللبنانية سيقوم بها الجيش اللبناني»، مرحّباً بوجود قرار سياسي في هذا الشأن، ومذكّراً بما قاله وزير الداخلية نهاد المشنوق عن أن القرار السياسي لم يكن متوافراً لكي يحرر الجيش الأرض التي كانت تحتلها جبهة النصرة.
وفي هذا الإطار، أكّد نصرالله أن المشكلة لم تكن يوماً في المؤسسة العسكرية، بل في المؤسسة السياسية، لافتاً إلى أن الجيش «قادر على القيام بهذه العملية بإمكانياته وعديده، وهو لديه ضباط ورتباء وجنود كفوؤون». وعلّق على ما يتردد عن مساعدة أميركية للجيش اللبناني في المعركة، معتبراً أنه «في حال كان الجيش اللبناني بحاجة إلى مساعدة أميركية ليحرّر 141 كلم مربعاً، فهذه كارثة وإهانة للجيش اللبناني العظيم». ورأى «أننا اليوم نعلق آمالاً كبيرة على وجود العماد عون رئيساً للجمهورية، ونراهن عليه في الحرب الحاسمة على الإرهاب». وحول دور الحزب في المعركة، قال نصرالله إن «الجيش اللبناني سيقاتل في الأرض اللبنانية»، معلناً أن الحزب في الجهة اللبنانية «سيكون بخدمة وتصرف الجيش اللبناني، ونحن جاهزون لكل ما يطلبه الجيش ويحتاج إليه، أما في الجبهة السورية فالجيش السوري وحزب الله سيقاتلان فيها معاً». ولفت إلى أن قتال داعش على أكثر من جبهة في الوقت عينه، وعلى طول خط التماس، سيؤدي إلى تخفيف العبء عن الجيش اللبناني، مطالباً السياسيين بوضع النكد والكيد السياسيين جانباً، لأن مطالبة حزب الله والجيش السوري بعدم القتال من الجهة السورية ضد داعش سيؤدي إلى سقوط خسائر بشرية إضافية في صفوف الجيش اللبناني، رغم أن النصر سيكون إلى جانب الجيش في النهاية، ولكن بكلفة أكبر في حال قاتل وحده. ولفت في هذا الإطار إلى أن أيّ جهات تقاتل في الساحة نفسها ستضطر إلى التنسيق في ما بينهما حكماً. ووجّه نصرالله كلامه إلى تنظيم داعش قائلاً: «سيأتيكم اللبنانيون والسوريون من كل الجبهات وكل خطوط التماس، ولن تستطيعوا الصمود في هذه المعركة، وأنتم مهزومون حكماً، لذا احسبوها جيداً، لأن هناك باباً للتفاوض يمكن أن يفتح».
(الأخبار)
«نراهن على حكمة أمير الكويت»
تطرّق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى الاتهامات التي تُساق ضد الحزب في ملف خلية العبدلي في الكويت، فأكد «الحرص على العلاقة بين لبنان والكويت، وبين الدولتين والشعبين، وحاضرون لنناقش أيّ التباس». وأضاف ان «كل ما يقال عن أننا أرسلنا سلاحاً الى الكويت غير صحيح، وأن لدينا سلاحاً في الكويت غير صحيح»، مؤكداً «أننا لا نريد للكويت إلا كل الأمن والسلامة، وما سيق من اتهامات هو اتهامات سياسية». وأضاف: «لا نريد أيّ غبار يسيء الى العلاقة، وحاضرون للمناقشة عبر القنوات الدبلوماسية، بعيداً عن أيّ توظيف نكدي وكيدي. وفي هذه القضية شق يتعلّق بحزب لله لبنان، وشق يتعلّق بالإخوة الكويتيين، بعضهم موقوف وصدرت فيهم أحكام». وعلّق على القول إن «حزب الله حرّض الكويتيين أو تواطأ معهم على قلب النظام: شو هالمسخرة هاي». وأضاف «هذا الكلام لا أساس له. نعم لدى حزب الله محبّون في الكويت كما في كل العالم، لكن لا أحد في الكويت من المتهمين يخطر في باله قلب النظالم أو الإخلال بالأمن». وتمنّى أن يعالج هذا الملف، قائلاً: «نقدّر حكمة أمير الكويت وأبوّته، ونتمنى أن تخرج الكويت من هذه الأزمة التي تعطى أكبر حجمها، بما يعزز أمنها وسلامها وسيادتها». وأكد أن «الرهان كبير على حكمة سموّ أمير الكويت في معالجة هذا الملف».