متى معركة جرود رأس بعلبك والقاع؟ وهل ثمة احراجات ذات صلة بالمواجهة التي باتت مسألة أيام، وقد تسبق زيارة قائد الجيش المرتقبة للولايات المتحدة الأميركية نهاية النصف الأوّل من آب، وقبل عيد انتقال السيدة العذراء؟
وما الارتباط بين وضع التفاهمات الأميركية – الروسية على الأرض ميدانياً عبر فك الاشتباك وسياسة التبريد أو ما يعرف بـ«خفض التصعيد» والمناطق الآمنة وتوقيت استكمال طرد الجماعات السورية المسلحة من جرود السلسلة الشرقية، وتحديداً جرود رأس بعلبك والقاع؟
الاتصالات قائمة على قدم وساق، سواء في ما خص المفاوضات لإخراج سرايا أهل الشام، وربما فتح باب التفاوض مع داعش، بموازاة التحضيرات الميدانية التي يتولاها الجيش اللبناني لتحرير الجانب اللبناني من الجرود الذي ما زال يسيطر عليه داعش، في وقت أعلن فيه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله ان الحزب سيقاتل إلى جانب الجيش السوري لتحرير الجانب السوري من الجرود، واصفاً معركة «داعش» هناك بالخاسرة، معتبراً ان فتح الجبهة من الجهتين سيعجّل «الانتصار ويقلل الكلفة» على أرض مساحتها 296 كلم2، منها 141 كلم2 في لبنان والباقي في سوريا.
وفيما يتوقع ان يعود الرئيس سعد الحريري في غضون الأيام القليلة من زيارة إلى الخارج، وصل الرئيس نبيه برّي إلى طهران تلبية لدعوة رسمية.
وعلمت «اللواء» ان مجلس الوزراء سيعقد جلسة الأسبوع المقبل، يحدّد موعدها وجدول أعمالها يوم الاثنين.
وكشف مصدر وزاري لـ«اللواء» عن انه في الجلسة ستستكمل التعيينات، في المراكز الشاغرة، بما في ذلك تعيين مجلس إدارة جديد لتلفزيون لبنان، ولم يستبعد إعادة البحث في بواخر الكهرباء.
تحرك القضاء
وتفاعلت في أروقة قصر العدل، قضية «نقل رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر وتعيينه رئيساً لاحدى محاكم التمييز، حيث اعتبرت أوساط قضائية معنية بأن ما حدث هو بمثابة إقالة للقاضي صادر، على خلفية استقلاليته، وعدم خضوعه لمطالب سياسية، تتعلق بملفات خلافية.
وكشفت هذه الأوساط لـ«اللواء» أن مجلس القضاء بصدد اعداد مذكرة للرؤساء الثلاثة، ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري تتعلق باستقلالية القضاء وفصل الدستور عملاً بأحكام الدستور.
وفي سياق زيارات المسؤولين إلى الخارج كشفت مصادر في الخارجية الفرنسية (الكي دورسيه) عن تحضيرات تجري لأن يقوم الرئيس عون «بزيارة دولة» إلى فرنسا، يلتقي خلالها الرئيس ايمانويل ماكرون ومسؤولين فرنسيين كباراً، الا انها أوضحت ان تاريخ الزيارة لم يُحدّد بعد، حيث لم يبت ما إذا كانت ستتم قبل او بعد مشاركة الرئيس عون في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة المقررة في أيلول المقبل.
السلسلة
ورغم انشداد الأنظار نحو المعركة المرتقبة ضد «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع، فالملاحظ ان الاهتمامات بدأت تعود تدريجياً إلى شؤون الداخل، ولا سيما الاقتصادية والحياتية منها، وفي مقدمها ملف سلسلة الرتب والرواتب ومواردها المالية، والذي علق مصيره على قرار الرئيس عون، سواء بالنسبة لتوقيع قانون السلسلة أو رده قبل 19 آب الحالي.
وفيما شكلت الورقة الاقتصادية التي طرحها الرئيس عون في مجلس الوزراء أمس الأوّل مفاجأة للوزراء، والتي رأوا فيها محاولة لتبرير الاقدام على خطوة ردّ قانون السلسلة، قالت مصادر قريبة من بعبدا، ان السلسلة حق للجميع ولا يجوز تجاهله، لكن التقارير التي تتلقاها دوائر القصر والجهات الحكومية المعنية تبرز ثغرات كبيرة في القانون، ناتجة اما عن تسرع أو عدم معرفة والمام بتداعيات الاحكام الضريبية، استناداً إلى دراسات وتقارير اعدت في هذا المجال.
لكن المصادر الوزارية لاحظت ان ورقة عون وضعت من قبل وزير الاقتصاد رائد خوري استناداً إلى توقعات صندوق النقد الدولي للعام 2020، مشيرة إلى ان خطوة الوزير خوري تمت من دون علم وتنسيق مع وزير المال، وانه كان عليه عدم الأخذ فقط بتوقعات صندوق النقد، خصوصاً وانه ليس تقريراً مقرراً للعام الحالي بل هو للاعوام الثلاثة المقبلة.
ورأت انه كان على وزير الاقتصاد التروي ودرس الأمور بهدوء، ووضع جدول عام مفصل حول الوضع الاقتصادي الراهن برمته، والأسباب التي أدّت إلى وصوله لهذا المستوى من التدهور.
ولفتت المصادر نفسها انه كان على الرئيس عون أخذ رأي خبراء ومستشارين اقتصاديين حول الورقة قبل توزيعها على الوزراء واحداث بلبلة داخل مجلس الوزراء، من دون ان تخفي المصادر ذاتها قلقها من صعوبة الوضع الاقتصادي الراهن، وضرورة ان يكون هناك عصر للنفقات ووضع سقف لها وزيادة الإيرادات واجراء الإصلاحات المطلوبة.
وكان الرئيس عون، رأى امام وفد موسع من كسروان الفتوح ضم نواباً حاليين وسابقين ووزراء سابقين ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات، لشكره على إطلاق اسم الوزير والنائب السابق المرحوم لويس أبو شرف على دار المعلمين والمعلمات في جونيه، انه من الضروري إسقاط الحصانات على كل من يمارسون الفساد، معتبراً ان هؤلاء ليسوا بقليلين، معرباً عن أمله بأن تنجح مهمة مكافحة الفساد، لأن ذلك قد يؤدي إلى إصلاح الأوضاع، خصوصاً وأن لبنان امام أزمة كبيرة تتطلب عملاً اقتصادياً سريعا».
ولفت إلى ان العملة اللبنانية لا تدعم الا عبر الإنتاج وليس من خلال الدين، مشيراً إلى اصراره على تحسين الوضع الاقتصادي والانتقال به إلى المسار التصاعدي.
نصر الله وخلية العبدلي
وإلى جانب قضية إنهاء تواجد داعش في الجرود البقاعية تحدث السيّد نصر الله عمّا أسماه بـ«خلية العبدلي» أو «خلية حزب الله» في الكويت، في ضوء ما أثير في مجلس الوزراء أمس الأول، معلناً استعداده لفتح قناة تواصل رسمية بين الحزب والدولة الكويتية لجلاء ملابسات هذه القضية والتعاون معها في أي اتجاه.
وفي هذا العنوان، أكد نصر الله حرص «حزب الله» على أحسن العلاقات بين الدولتين والشعبين، وقال: نحن نعترف بوقوف الكويت إلى جانب لبنان ونياتها الطيبة تجاهه، موضحاً ان كل ما يقال عن السلاح وعن وجود خلية للحزب في الكويت هو غير صحيح. واصفاً اتهام الحزب بمحاولة قلب النظام بأنه لا أساس له من الصحة، «وأنا أشهد على ذلك أمام الله»، مشيراً الی انه لا يريد للكويت إلا الأمن والأمان والسلامة، متمنياً أن تخرج الكويت من هذه المشكلة بما يُعزّز أمنها وعيشها الواحد، مقدراً لأمير الكويت أبوته وحكمته في معالجة الأمور، مستذكراً صدق عواطفه يوم تفجير «داعش» لجامع الامام الصادق.
ساعة الصفر لمعركة «داعش»
في هذا الوقت، بقيت الأنظار مشدودة إلى تحديد ساعة الصفر لانطلاق معركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع، من تنظيم «داعش»، بعد الانتهاء من جبهة «النصرة» في جرود عرسال، ورصد أمس وصول تعزيزات عسكرية إضافية إلى تلال القاع، فيما استهدف الجيش اللبناني بالمدفعية الثقيلة مواقع مسلحي «داعش» في تلال رأس بعلبك والقاع محققاً اصابات مباشرة في صفوفه ومدمراً آليات وتحصينات.
وأفادت معلومات ان الجيش استقدم جرافات مصفحة باتجاه الجرود، فيما تابع تعزيزاته في المنطقة.
وفي السياق، نفت مصادر عسكرية المعلومات التي اشارت إلى ان قائد الجيش العماد جوزف عون أرجأ زيارته المقررة إلى واشنطن والمحددة في 12 آب إلى ما بعد الانتهاء من معركة «داعش»، وأكدت ان الزيارة لا تزال قائمة، وأي إلغاء لها يصدر عن قيادة الجيش حصراً وليس وسائل الإعلام.