في تبرّم واضح من ممارسات الأسد الإجرامية التي لم تتوقف عن الفتك بالمدنيين في المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة على الرغم من اتفاقات وقف النار، وكذلك ضد الإجراءات التعسفية التي تقوم بها التنظيمات المختلفة الحاملة لأفكار تنظيم القاعدة ولكن بمسميات متعددة وعلى رأسها «جبهة النصرة» التي غيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام» مع استمرارها في خط الترهيب والإرهاب، خرجت تظاهرة في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي طالبت بإسقاط النظام وتسليم مدينة إدلب لإدارة مدنية، ورفع الأهالي لافتات كتب عليها «الشعب الذي أطلق الثورة هو من يكملها حتى النصر، ثورتنا لا تنام وستُسقط النظام مهما طال الأوان».

وكذلك في بلدة حاس، طالب المتظاهرون بخروج «هيئة تحرير الشام» من مدينة إدلب، تخوفاً من تحويلها إلى موصل ثانية، وارتكاب طائرات التحالف مجازر بحق المدنيين.

وكانت الولايات المتحدة حذرت من عواقب وخيمة في حال سيطرت «هيئة تحرير الشام» على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، معتبرة أن ذلك سيجعل من الصعب إثناء روسيا عن استئناف القصف الذي توقف في الفترة الأخيرة.

وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا مايكل راتني، إن الهجوم الأخير الذي شنته «هيئة تحرير الشام»، وتصدرته «جبهة النصرة» سابقاً، والتي كانت فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، عزز سيطرتها على المحافظة و«يُعرّض مستقبل شمال سوريا لخطر كبير».

إلى ذلك، خرجت في الغوطة الشرقية تظاهرات في مدينتي كفربطنا وجسرين في الغوطة الشرقية، طالبت بإسقاط النظام وإطلاق سراح المعتقلين ووقف إطلاق النار. وطالب المتظاهرون هيئة «تحرير الشام» بالخروج من الغوطة أو حل أنفسهم.

وفي سياق متصل، شهدت الغوطة الشرقية في ريف دمشق، هي الأخرى، تظاهرات منددة بالقصف الهمجي لنظام الأسد الذي يستهدف المدنيين في بلدة عين ترما وباقي بلدات الغوطة.

وخرج المتظاهرون في مدن جسرين مسرابا وكفربطنا مطالبين «تحرير الشام» بحل نفسها والاندماج ضمن فصيل واحد والإفراج عن المعتقلين لديها من أبناء البلدة.

وفي سياق آخر، افاد المرصد السوري أن محافظة حماة، غرب سوريا، شهدت أمس، اشتباكات هي الأعنف منذ أشهر، لكن الروايات تباينت حول كيفية اندلاع القتال.

وذكر المرصد ومقره بريطانيا، أن الاشتباكات صاحبها قصف عنيف حيث أطلقت عشرات القذائف الصاروخية، مشيراً إلى أن هناك «معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في العمليات العسكرية المتواصلة في المنطقة».

وتدور المعركة حول قرية معان الواقعة على بعد 23 كيلومتراً شمال حماة،‭‭ ‬‬بالقرب من موقع هجوم شنته المعارضة وهجوم مضاد لقوات النظام السوري في الربيع الماضي.

وقال المرصد إن القتال اندلع نتيجة محاولة قوات الأسد التقدم شمالاً من معان إلى منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة.

وذكر الإعلام الحربي لـ«حزب الله» المتحالف مع النظام السوري أن مقاتلي المعارضة هم من حاول شن الهجوم، إلا أن قوات النظام السوري أحبطته.

إلى ذلك، أفاد المرصد أمس، أن الأطراف المتحاربة تبادلت ليل الخميس - الجمعة إطلاق النار والصواريخ شمال مدينة حمص الخاضعة لسيطرة قوات النظام، وذلك بعد ساعات من بدء هدنة تدعمها روسيا.

وشاب أيضاً إطلاق مكثف للصواريخ اتفاقاً مشابهاً شرق العاصمة دمشق.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أول من أمس الاتفاق مع المعارضة السورية على إقامة منطقة «عدم تصعيد» في ريف حمص الشمال الخاضع لسيطرة المعارضة.

وعاود مقاتلو المعارضة وقوات الأسد تبادل إطلاق النار بعد بضع ساعات من الهدوء أعقبت سريان الهدنة. وقال المرصد السوري إنه لم يتلق أي تقارير حتى الآن عن سقوط قتلى.

وذكر المرصد أنه سجل مقتل 25 مدنياً على الأقل منذ إعلان هدنة الغوطة الشرقية في 22 تموز، بينهم سبعة أطفال، إلى جانب عشرات المصابين. 

وأشار المرصد أمس، إلى أن نحو 70 صاروخاً سقطت خلال 24 ساعة على الغوطة الشرقية في أعنف قصف للمنطقة منذ الإعلان عن منطقة عدم التصعيد.