من جهته، شدّد مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا مايكل راتني على أنّ "مستقبل الشمال (سوريا) في خطر"، موضحاً أنّه سيصعب على بلاده إقناع الشركاء الدوليين بالامتناع عن اتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة، إذ سيطرت "هيئة تحرير الشام" على إدلب.
وفيما نقلت الصحيفة عن ديبلوماسي غربي تأكيده غياب ما يوحي بأنّ روسيا أو الحكومة السورية تستعد لهجوم عسكري واسع على إدلب، تخوّفت من إعطاء الولايات المتحدة روسيا اليد الطولى في سوريا، وذلك بعد اعترافها بأنّها ستعجز أو ربما لن ترغب في الوقوف في وجه هذه الحملة وتراجعها عن دعم المعارضة.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ "أحرار الشام" و"هيئة تحرير الشام" كانا من بين أقوى المجموعات التي سيطرت على إدلب بمساعدة مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم واشنطن في ربيع العام 2015، مذكرةً بسيطرة "هيئة تحرير الشام" على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا وبطردها "أحرار الشام" من عدد من المناطق الأساسية في المحافظة، بعد اقتتال داخلي يُعد من بين الأشرس منذ اندلاع النزاع السوري.
وأوضحت الصحيفة أنّ عدداً كبيراً من المدنيين في إدلب يتخوفون من أن تؤدي سيطرة "هيئة تحرير الشام" على إدلب إلى إقدام الجيش السوري وحلفائه على شن حملة عسكرية عنيفة شبيهة بتلك التي سبقت استعادة السيطرة على حلب السنة الفائتة. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن مصدر في "أحرار الشام" قوله: "يريدون القضاء علينا. والجولاني وعصابته أداتان لتحقيق ذلك".
توازياً تحدّثت الصحيفة عن التناقض في السياسية الأميركية، ناقلة عن وزير الخارجية ريكس تيلرسون قوله إنّ "لا مكان للأسد في مستقبل قيادة سوريا وعلى الإيرانيين مغادرتها"، بعد اتخاذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بوقف برنامج "وكالة الاستخبارات المركزية" المعني بتسليح مقاتلي المعارضة وتدريبهم.
بدوره، رأى ديبلوماسي غربي أنّ سيطرة "هيئة تحرير الشام" على إدلب خدمت الأسد الذي يقول إنّه يحارب الإرهاب، مسلطاً الضوء على احتجاج المدنيين، إذ قال: "لم تكن نية "هيئة تحرير الشام" واضحة. كما أنّهم لم يحاولوا أن يتولوا حكم المنطقة".
وكانت الولايات المتحدة وروسيا قد توستطا للتوصل إلى اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار في عدد من المناطق السورية، بما في ذلك إنشاء منطقة لتخفيف التصعيد من جنوب غربي البلاد، بالقرب من الحدود مع الأردن.
( The Guardian)