يصر حزب الله اللبناني على جرّ إسرائيل إلى حرب واسعة النطاق في أعقاب اعتماد مناطق خفض التصعيد على الحدود السورية مع إسرائيل، وفقا لتقارير إسرائيلية قالت إن إيران ساعدت الحزب على إنشاء مصانع صواريخ وخزنها تحت المنازل والمدارس والمستشفيات في لبنان.
وتسبب ذلك في دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مواجهة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ رفض نتنياهو خطة أميركية تشمل وقف إطلاق النار على الحدود السورية مع إسرائيل. وقال إن ذلك سيسمح للحزب بالحصول على أسلحة قادرة على الإخلال بموازين القوى العسكرية مع الميليشيات المدعومة من قبل إيران.
وهدد مسؤولون إسرائيليون بشن حرب مدمّرة على لبنان إذا ما تمكن حزب الله من الحصول على صواريخ قادرة على اختراق أنظمة دفاع جوي متعددة المهام تتمتع بها إسرائيل.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن تل أبيب لن يكون أمامها خيار في حال نشوب حرب إلا ضرب البنى التحتية اللبنانية، وأنه لهذا السبب “توجه إسرائيل التحذيرات لتجنب تلك الحرب المدمرة”.
وقالت مصادر في واشنطن إن الإدارة الأميركية قد أوضحت لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أثناء زيارة قام بها مؤخرا إلى واشنطن، أنه من مسؤولية الحكومة اللبنانية التخلص من مصانع الصواريخ والتأكد من خلو جنوب لبنان من وجود مسلح لا يخضع لسيطرة الحكومة اللبنانية كما ينص على ذلك قرار مجلس الأمن رقم 1701.
ويمارس دبلوماسيون إسرائيليون ضغوطا على الإدارة الأميركية لتكثيف وتصعيد عقوباتها ضد إيران وحزب الله.
وقال السيناتور الأميركي عن ولاية ويسكنسن مارك دوبوفيتز في مقال نشرته جريدة “وول ستريت جورنال” الأميركية إن نتنياهو “اعتبر أن التفاهمات الروسية الأميركية تسمح لحزب الله والقوات الإيرانية بالتحصن وإعادة بناء خطوطهما وقواعدهما على الحدود السورية الإسرائيلية”.
ويلتقي قلق رئيس الوزراء الإسرائيلي من تعاظم خطر إيران في شمال إسرائيل مع ما كان أعلن عنه رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال هرتسي هليفي في يونيو الماضي، إذ قال حينها إن الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع حزب الله يعكفون على بناء مصنع للصواريخ في لبنان.
وجاءت تصريحات رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في مؤتمر هرتسيليا الأمني والسياسي رفيع المستوى، الذي قال خلاله أيضا “نحن نرى أن حزب الله ينشئ صناعات عسكرية على أراضي لبنان بفضل العلم والمعرفة والخبرة الإيرانية. إنه يُصنّع أسلحة قتالية وينقلها إلى جنوب لبنان”.
وتحدثت معلومات هليفي عن مصنع أسلحة يقع على عمق 50 مترا ويحظى بحماية ضد الهجمات الجوية، وأن بإمكانه إنتاج صواريخ عالية التقنية يصل مداها إلى 480 كيلومترا، ومزودة بنظام تحكم متقدم.
مارك دوبوفيتز: إسرائيل ستقوم بغارات شاملة وعمليات غزو كبرى للأراضي اللبنانية
وأكد مسؤولون أمنيون في إسرائيل على ضرورة القيام بضربات استباقية لتدمير هذه الصواريخ قبل أن تصبح جاهزة للعمل.
لكن تقارير استخباراتية إسرائيلية قالت إن ذلك سيؤدي إلى نشوب حرب وإلى انهمار صواريخ حزب الله على الداخل الإسرائيلي، وإلى رد إسرائيلي قد يوقع الآلاف من الضحايا المدنيين.
ويشير مقال الصحيفة الأميركية إلى أن هذا الأمر يقلق الإدارة الأميركية التي تخشى أن يؤدي ذلك إلى المزيد من التعقيد في منطقة تحاول جاهدة إدارة الصراعات بها.
وتكشف تقارير دولية متخصصة عن أن إيران قد قامت خلال السنوات الأخيرة بتهريب صواريخ عبر الطرق البرية والجوية إلى حزب الله، وأن إسرائيل قد قامت تكرارا بقصف شحنات كانت متجهة إلى حزب الله في لبنان عبر الأراضي السورية.
ونقلت مصادر أميركية عن أوساط قريبة من وزارة الدفاع الإسرائيلية أن تل أبيب تراقب وتضرب أي فائض كمي ونوعي بإمكانه تشكيل خطر على أمن إسرائيل ومدنييها.
إلا أن مصادر مخابراتية كشفت أنه ورغم الضربات التي قامت بها إسرائيل ضد شحنات ومخازن صواريخ حزب الله خلال الأعوام الأخيرة، فإن حجم ترسانة حزب الله من الصواريخ يقدر حاليا بحوالي 150 ألف صاروخ، فيما كان يقدر هذا العدد بحوالي 50 ألفا في بداية حرب عام 2006، إضافة إلى أن كمية هذه الصواريخ المطّردة تضاف إلى تقدم نوعياتها التي باتت أكثر فعالية ودقة في أهدافها.
وتمتلك إسرائيل نظم “السهم” و”القبة الحديدية” وصواريخ “ديفيد سلينغ” المضادة للصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
وتقول تقارير إسرائيلية إن إيران وحزب الله يبحثان عن سبل جديدة لاختراق نظام الحماية الإسرائيلي.
ويقول دوبوفيتز، وهو أيضا رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وهي مؤسسة أبحاث في واشنطن، إنه “في حال لم يتمكن نظام الحماية الإسرائيلي من التصدي لكل صواريخ حزب الله، فذلك سيؤدي إلى سقوط مدنيين إسرائيليين، ما سيدفع تل أبيب إلى إرسال قواتها الجوية لشن غارات شاملة قد تكون متواكبة مع عمليات غزو كبرى للأراضي اللبنانية”.
ونقل المقال الذي شارك في كتابته مايك غالاغر، الضابط السابق في مخابرات قوات المارينز الأميركية، تحذيرات أوساط إسرائيلية من أن تلك الحرب قد تكون أكثر تدميرا من تلك التي جرت عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
وأضافت هذه الأوساط أن إسرائيل ستعتبر أن بيروت مسؤولة عن الصواريخ التي يطلقها حزب الله.