بدء ولاية ثانية للرئيس روحاني

قبل ساعات أقيم حفل تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني لولاية جديدة وتم خلال هذا الحفل إعلان مصادقة المرشد الأعلى آية الله خامنئي على فوز المرشح الرئاسي حسن روحاني الذي حاز على أغلبية 24 مليون صوت لولاية ثانية وسط توقع المحافظين بفوز مرشحهم ابراهيم رئيسي.

خلال كلمته في تلك المراسم دعا المرشد  الأعلى الرئيس روحاني إلى الوقوف في وجه الولايات المتحدة التي عبر عنها بالوقحة والمعتدية بقوة وصلابة وفي نفس الوقت طالب الرئيس بفتح أوسع العلاقات مع العالم. ومن جهته عبر روحاني عن الاتفاق النووي كدليل على حسن نوايا بلاده في التعامل مع المجتمع الدولي.

إقرا أيضا: ايران بين الدبلوماسية السياسية والدبلوماسية الصاروخية

الأجواء السائدة في حفل تنصيب روحاني لم تكن ودية كتلك التي سادت مراسم تنصيب الرؤساء السابقين من هاشمي رفسنجاني وخاتمي وأحمدي نجاد وجميعهم ترأسوا البلاد لدورتين. ما يميّز أجواء تنصيب الرئيس روحاني لولاية ثانية هو سخط أنصار المرشح المهزوم إبراهيم رئيسي الذي حصل على 15 مليون صوتا وكان يحلم بالانتصار خلال حملته الانتخابية حيث أنه كان يثق بمصداقية وعوده السخية للفقراء وقطف ثمار تلك الوعود في نتائج الانتخابات. بالرغم من أن الفاصل بين أصوات الرئيس روحاني وغريمه 9 ملايين صوتا إلا أن عدد أصوات غريمه (15 مليون) لا يستهان به ودفع هذا العدد الكبير المنهزمين إلى تطوير فكرة "الدولة الظل" بالرغم من أنهم لو كانوا فائزين لما كانوا يقبلون بهكذا فكرة ويعتبرونها فتنة! من أجل عرقلة مسار الحكومة. فضلا عن أن منافس الرئيس روحاني في تلك الانتخابات، إبراهيم رئيسي كان يُعتبر من مرشحي خلافة المرشد الأعلى ويبدو أنه خسر المنصبين بانتخابات واحدة ولم يبق له حظ في خلافة الولي الفقيه، وبالمقابل انتصار حسن روحاني سيرفع حظوظه لخلافة المرشد الأعلى آية الله خامنئي، كما كان الأخير يتولى الرئاسة عند ما توفي الإمام الخميني في العام 1989، وساعده منصب الرئاسة على أن يُنتخب كولي الفقيه من قبل مجلس خبراء الدستور.

إقرا أيضا:  مصافحة ودّية بين الجبير وظريف

وعليه فإن المهزومين في الانتخابات الرئاسية السابقة استجمعوا قواهم لاستهداف الرئيس روحاني لمنعه من الوصول إلى منصب القيادة بعد فوزه لولاية ثانية. لأن فوز روحاني لولاية ثانية يدل فيما يدل على أن لديه أكبر شعبية وأن مرشحين آخرين للقيادة لا يحظون بما يحظى به من الإقبال الشعبي الواسع.

إقرا أيضا: تخصيب أزمة المساجين في العلاقات الأميركية الإيرانية

تزامن بدء الولاية الثانية للرئيس روحاني وضع عقوبات أميركية جديدة وشديدة على الحرس الثوري وروسيا وكوريا الشمالية. إيران تعتبر أن وضع تلك العقوبات خرق واضح للاتفاق النووي، واجتمع الرؤساء الثلاث الإيرانيين ، رئيس الجمهورية ورئيس القضاء ورئيس البرلمان لدرس أساليب الرد على وضع تلك العقوبات، مما يتطلب تضامنا وطنيا واسعا يحصل في ظل رفع الخلافات الداخلية جانبا، وهذا ما أوحت به زيارة قادة الحرس الثوري للرئيس روحاني قبل أسبوع لتهنئته على الفوز في الانتخابات الرئاسية. وتأجيل تلك الزيارة لمدة أكثر من شهر على الإعلان عن نتائج الانتخابات يلمح إلى أنها كانت ضرورة المرحلة لرص الصفوف أمام المؤامرات الأميركية لضرب النظام أكثر مما تنطلق  من قناعة قادة الحرس بتهنئة الرئيس.

يواجه الرئيس روحاني في ولايته الجديدة صعوبات اقتصادية كبيرة ولكن التشدد الأمريكي سيتيح له متنفسا من ضغوط منافسيه المهزومين في الداخل.