أعطى الكاتب في صحيفة هآرتس الإسرائيلية زفي هرئيل حزب الله صفة الفائز في اتفاق التبادل الذي أبرمه مع جهبة النصرة والذي توجه بموجبه آلاف النازحين السوريين، بالإضافة إلى مقاتلي التنظيم المذكور من عرسال إلى إدلب، مؤكداً أنّه يختلف عن الاتفاقات الأخرى التي أُبرمت في حلب أو الزبداني أو على الحدود السورية الشمالية
 

وتحدّث هرئيل عن الميزتين اللتين تجعلان هذا الاتفاق مختلفاً عن غيره، موضحاً أنّه الأوّل الذي يشمل عودة للنازحين السوريين من دون مشاركة الدولة السورية، ومسلطاً الضوء على ما أسماه "نسبة التبادل" التي وضعها "حزب الله"، إذ سيسترد 8 أسرى مقابل توجه 116 مقاتلاً من "النصرة" وما يقارب الـ6 آلاف نازح إلى إدلب.

في السياق نفسه، زعم هرئيل أنّ الحكومة اللبنانية اتخذت قراراً بعدم التدخل في معارك جرود عرسال إمّا لاعتبارها هذه الأراضي سورية، أو لأنها منحت "حزب الله"، بعد خلاف، حرية التصرف في المنطقة على النحو الذي يراه مناسباً، وذلك بالتنسيق مع دمشق.

وتابع هرئيل قائلاً إنّ رفض الحكومة اللبنانية التفاوض مع الحكومة السورية لعودة النازحين وإصرارها على أنّ حلّ هذه المسألة جزء من حل شامل للأزمة السورية، خدما "حزب الله"، إذ تولى هذه المفاوضات كما لو أنّه الحكومة نفسها، على حدّ زعمه.

وعليه، استبعد هرئيل أن يترتّب عن هذه الخطوة تبعات استراتيجية بعيدة المدى بالنسبة إلى "حزب الله" على المستوى العسكري، باستثناء إبعاد "النصرة" عن الحدود اللبنانية، ملمحاً إلى أنّ الحزب سيحقق مكاسب سياسية، عندما يُفتح النقاش حول المناطق الآمنة المجاورة للبنان.

وفيما لفت هرئيل إلى أنّ موسكو تواصل تنفيذ اتفاقات المناطق الآمنة التي تم التوقيع عليها بشكل مبدئي في أيار، مع انتشار قوات روسية في جنوب سوريا، توقع حصول خلاف ديبلوماسي حاد بين روسيا وتركيا، نظراً إلى رغبة قوات المعارضة المتركزة في إدلب في مشاركة أنقرة في هذه الاتفاقات.

في هذا الإطار، شرح هرئيل بالقول إنّ الأكراد يعارضون تدخل أنقرة، إذ يرون في التدخل التركي مسعىً لإبعاد القوات الكردية، خالصاً إلى أنّ روسيا ستحاول إنشاء المناطق الآمنة على مراحل نتيجة لذلك.

 

 

( Haaretz)