استنتج فريق الباحثين، في معهد ألما ماتر في بولونيا، على خلفية البحوث متعددة التخصصات التي أجروها، والتي نشرت في مجلة "التقارير العلمية- الطبيعة"، أن التغييرات التي تطرأ على الحمض النووي للشخص بسبب هذه السجائر الإلكترونية غالباً ما تُنذر ببداية الإصابة بمرض السرطان.
وفي حين قال باحثون إن السجائر الإلكترونية أقل ضرراً على صحة الشخص لأنها تعمل على منع احتراق التبغ الذي تنتجه السجائر العادية، أجمع آخرون أن غياب هذه العملية لا يمنع وصول بقية المواد السامة إلى الجسم، على غرار الأكرولين، والفورمالديهايد، والأسيتالديهيد.
بالإضافة إلى ذلك، بيَّنت دراسة تابعة لعلم السموم أن استعمال السجائر الإلكترونية من شأنه أن يتسبب في إضعاف عمل مضادات الأكسدة في الجسم وفي الأنسجة الرئوية، فضلاً عن زيادة إنتاج الجذور الحرة.
من خلال هذه النتائج، أكد الباحثون أن السجائر الإلكترونية تتسبب في منع عملية الأكسدة في الجسم، مما سيُفسح المجال أمام الأمراض المزمنة المترتبة عليها، على غرار مرض السرطان، والشيخوخة، والأمراض التنكسية.
تلف الحمض النووي
كشفت الدراسة عن وجود ارتفاع كبير في نسبة الكوليسترول والأحماض الدهنية المشبعة في الجسم، ترافقت مع استعمال هذا النوع من السجائر، ما من شأنه أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقد أوضحت البحوث أن السجائر الإلكترونية تملك قدرة عالية على إتلاف المعلومات الجينية التي تتضمنها خلايا الكروموزومات، بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن استعمال الحيوانات لهذه السجائر، ضمن الاختبار، قد تسبب لها في تلف الحمض النووي للخلايا الدموية.
وقد اكتشف الباحثون أنَّ احتمالية تلف الحمض النووي بسبب السجائر الإلكترونية يزيد بزيادة عدد مرات النفث، يعتقدون أنَّ التلف قد يكون نتيجةً لوجود المواد الكيميائية الكثيرة المُضافة للسجائر، التي يستنشقها المستخدم في الدخان الناتج.
وعادةً ما تتمثَّل المُكونات الموجودة في السجائر الإلكترونية في البروبيلين غليكول، والجلسرين، والنيكوتين، ومُضيفات النكهة.
ويبدو أنَّ الدراسة تتعارض مع النصيحة التي قدمتها وكالة الصحة العامة بإنكلترا العام الماضي، التي قالت فيها إنَّ التدخين الإلكتروني أقل ضرراً من التبغ بنسبة 95%.
(هاف بوست عربي)