فعلاً عيب عليك يا دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري ان يقول لك الرئيس الاميركي، الذي يعتبر رئيس اكبر دولة في العالم والتي تتحكم بالعالم كما تريد، ان يقول لك ان حزب الله حزب ارهابي وانت تسكت ولا تعلّق بأي كلمة.
 
فعلاً أصبتنا بخيبة أمل لأن لبنان كما تعلم دولة عظمى.
 
ولبنان يستطيع ان يهدد اميركا ويمكنه، في اضعف الظروف، ان يحتل اميركا… فكيف تسكت يا شيخ سعد ولا تقول شيئاً؟!
 
كذلك لماذا لم تُسكت الرئيس الأميركي وتهدده وتقل له أنك سوف تجعله يدفع ثمن أقواله…
 
وهل نسيت شعارات “الموت لأميركا” و”الشيطان الأكبر” و”الشيطان الاصغر”؟..
 
ياجماعة قليلاً من التواضع، ورحم الله امرأ عرف حده فوقف عنده…
 
هل يستطيع اي رئيس دولة في العالم ان يقول كلمة واحدة للرئيس الاميركي؟ والمسألة هنا ليست مسألة عضلات بل مسألة واقع اميركا التي هي اليوم سيدة العالم وتحكمه وتتحكم به كما تريد.
 
فأين نحن؟ وما يمكن ان نقول للرئيس الاميركي؟ ثمّ ان اميركا تفرض عقوبات على حزب الله، وبالأمس القريب اخذوا احد المقربين من حزب الله من المغرب واسمه قاسم تاج الدين وإقتادوه الى اميركا، فهل استطاع حزب الله او إيران ان يفعلا شيئاً؟ فلماذا لا يهددان اميركا؟ لماذا التزما السكوت؟ ولماذا الإستقواء على بعضنا البعض؟
 
الفرق بين الرئيس سعد الحريري وبين حزب الله ان الأول يعتبر  نفسه أم الطفل وهي تخاف عليه وتعمل على حمايته بينما حزب الله يعمل لمصلحة مشروع إيراني ويقبض الرواتب والسلاح شهرياً ولا يهمه ما يصيب لبنان.
من منّا لا يتذكر الحرب الإلهية عام ٢٠٠٦؟ فمن اجل تحرير الأسرى اللبنانيين في إسرائيل اقدم حزب الله وتحديداً عماد مغنية بالاتفاق وبالاوامر من اللواء قاسم سليماني على خطف جنديين اسرائيليين.
 
يومها قال السيد حسن نصرالله انه لم يعرف بالخطف إلا بعد اربع ساعات من حدوثه، وقال بعدها “لو كنت اعلم”، وتلك العملية كلفت لبنان ٥٠٠٠ قتيل وجريح من الجيش اللبناني البطل الذي دافع عن لبنان وطبعاً كان هناك مواطنون لبنانيون ليس لهم علاقة بالأمر اضافة إلى افراد من حزب الله… وكلفت تلك الحرب الشعب اللبناني خسائر بلغت ١٥ مليار دولار.
والأنكى ان القرار الدولي ١٧٠١ قد ابعد حزب الله عن العدو الاسرائيلي ٥٠ كيلومتراً وتم نشر قوات دولية لحماية إسرائيل، ومع ذلك نقول اننا انتصرنا وان انتصارنا إلهي.
 
اخيراً شكراً لدولة الرئيس سعد الحريري على مبادرته الى القيام بهذه الزيارة التاريخية الى اميركا واقل ما يمكن ان نقول انه استطاع ان يشرح للرئيس الاميركي وللشعب الاميركي ما يعانيه المجتمع اللبناني من سطوة سلاح حزب الله على القرار اللبناني، ومن ناحية ثانية استطاع ان يبعد شبح العقوبات التي يمكن ان تدمر الإقتصاد اللبناني والبنوك اللبنانية لأنه اخذ معه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يملك رصيداً وصدقية كبيرين في عالم المال في اميركا وعند الدوائر الرسمية، واخذ معه وفداً من اجل الحصول على مساعدات للنازحين والاهم مساعدات للجيش اللبناني في ظروف خطر الارهاب والتصدي له.
 
 
عوني الكعكي: صحيفة الشرق