ونقل الموقع عن مسؤولين قولهم إنّ الموقف الروسي العائد إلى رغبة موسكو في تعزيز جهودها لإنشاء مناطق تخفيف التوتر أدى إلى وقوع خلافات لا تنفك تزداد حدة مع الأسد.
في المقابل، ألمح هؤلاء المسؤولون إلى إمكانية فشل الاستراتيجية الروسية هذه في ظل التوترات السياسية مع الولايات المتحدة التي تدعم مساعي السلام الروسية كجزء من التركيز الدولي لهزيمة "داعش" في سوريا.
في هذا السياق، رأى الموقع أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام معضلة الضغط على الأسد للقبول بصفقة رمزية تقضي بتشاطر النفوذ لإنهاء النزاع وتشريع الوجود العسكري الروسي. وتابع الموقع بالقول إن الأسد، الذي تتعزز قبضته على سوريا، بات يتردد قبل تقديم تنازلات للمعارضة في محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة والتي ستُستأنف الشهر المقبل.
من جهته، وصف المدير العام لمجلس الشؤون الخارجية الروسي أندريه كورتونوف علاقات روسيا والأسد بالمتوترة، لافتاً إلى أنّ موسكو تشتبه في أنّه يتقصَّد عرقلة مفاوضات جنيف.
ميدانياً، أوضح الموقع أنّ الجيش السوري يعمل على التقدم باتجاه دير الزور المجاورة للحدود العراقية والتي تخضع لسيطرة "داعش" منذ العام 2015، مشيراً إلى أنّه ستجه نحو إدلب، إذا ما نجح هذا الهجوم.
بدوره، قال فراس أبو علي، الخبير في شؤون الشرق الاوسط: "يريد الروس أن يظهروا وكأنّهم يتحكمون بوكالتهم، إلاّ أنّ الأسد لن يستسلم من دون أن يُقصف"، مضيفاً: "لن يقدم على هذه الخطوة في الوقت الذي يفوز فيه ميدانياً"، ومؤكداً: "لا تقضي الاستراتيجية الروسية بالسماح للأسد بالسيطرة على إدلب بعد".
من ناحيتها، استبعدت الخبيرة في الشرق الأوسط في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية يلينا سوبونينا نجاح الجيش السوري في محاولته السيطرة على إدلب من دون دعم جوي روسي.
من جهتهم، رأى 3 ديبلوماسيين غربيين في روسيا، رفضوا الكشف عن هويتهم، أنّ موسكو تبدو صادقة لجهة الحؤول دون حصول تصعيد في القتال نظراً إلى أن ذلك من شأنه يهدد جهود إنشاء مناطق تخفيف توتر. في المقابل، شكّك مسؤول أميركي كبير في قدرة بوتين على لجم الأسد.
( Bloomberg)