نشر موقع "ذا درايف" تقريرا للصحافي تايلر روغوي، عن التغييرات الجذرية التي حدثت على بنية القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، وذلك بناء على ما توفر من صور فضائية عنها.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الصور تكشف عن وجود أكثر من 20 مقاتلة روسية من أجيال مختلفة "أس يو- 27/ 30/ 34/ 35"، وهو ما يراه المعلق قفزة في المقاتلات المتقدمة، مقارنة مع الماضي، وطريقة نشر القوات الروسية مقاتلاتها في مواقع القتال المتقدمة.
ويذكر الكاتب أن الجيش الروسي كان في الماضي ينشر مقاتلاته الأقدم "أس يو 24 و25 -فروغفوت- مثلا"، مشيرا إلى أنه لم يكن ينشر في الحقيقة سوى أربع مقاتلات في وقت واحد، إلا أن العدد زاد مع الوقت.
ويلفت الموقع إلى أن الصور الفضائية الأخيرة تعود إلى 15 تموز/ يوليو 2017، وتظهر 11 مقاتلة من نوع "أس يو-24 فينسرز" و"أس يو- 25"، حيث يستخدم هذان النوعان من المقاتلات بشكل استثنائي لنقل الذخيرة من الجو للأرض، وهما أقل تقدما من "فلانكر" النوع المحسن منها، وهي "سوخوي 27 أس أم 3".
ويورد التقرير أن في قاعدة حميميم هناك 3 طائرات منها، بالإضافة إلى ست مقاتلات تستخدم لأغراض مختلفة من نوع "سوخوي- 35"، بالإضافة إلى حوالي ست قاذفات من نوع "سوخوي- 34"، وأربع من نوع "سوخوي-30" المتعددة الأغراض، لافتا إلى أن عدد المقاتلات الروسية المتقدمة في القاعدة الروسية قرب اللاذقية يقدر بحوالي 33 مقاتلة.
ويرى روغوي أن التحول من طائرات بدائية هجومية إلى أكثر تقدما ومتعددة الأغراض، خاصة عندما يتعلق بالهجمات الصاروخية والقنابل الغبية، له علاقة بعدد من العوامل؛ منها إسقاط الطائرة السورية الروسية الصنع "سوخوي-22"، عندما استهدفتها طائرة "نيفي سوبر هورنيت" الأمريكية في حزيران/ يونيو، مؤكدا أنه عامل أدى دورا في الخطة الروسية الكبرى لتعزيز دفاعاتها الجوية في سوريا، حيث أن طائرات "سوخوي -30/ 34/ 35" قادرة على ضرب مواقع أرضية، والدفاع عن نفسها، دون الحاجة لغطاء جوي.
ويفيد الموقع بأن طائرة "سوخوي-27 فلانكر" والأنواع الأخرى المشتقة منها، تظل قادرة ضمن المجال الجوي المرئي، وتعمل رادعا بنفسها في مجال جوي مزدحم، بشكل يجعل نمن احتمال حدوث مواجهة جوية -جوية ممكنا، حتى لو ظل بعيد الحدوث بسبب قواعد الاشتباك الجوي التي تلتزم بها القوى كلها.
ويلاحظ التقرير أن روسيا تقوم بتعزيز دفاعاتها الجوية في كل مرة تتعرض فيها مصالحها أو مصالح نظام بشار الأسد للخطر، حيث قامت روسيا بتعزيز نظامها الصاروخي أرض- جو "أس- 300" حول القاعدة البحرية في طرطوس، و"أس- 400" في حميميم، وإرسال مقاتلات متقدمة، بعد إسقاط مقاتلة تركية من نوع "أف-16" مقاتلة روسية "سوخوي-24"، بالإضافة إلى الهجمات الأمريكية بصواريخ "تومهوك" على قاعدة الشعيرات الجوية قرب حمص.
ويجد الكاتب أن من المنطقي قيام الروس باتخاذ إجراءات من هذا النوع، عندما قام الأمريكيون بإسقاط طائرة "سوخوي- 22"، وبعدها وصلت "سوخوي-27" وغيرها من الطائرات المتقدمة.
وينوه الموقع إلى أن هناك عاملا ثانيا يتعلق بالتطور الذي حدث على استثمار الروس وتطوير أسطولهم من المقاتلات خلال العامين من تدخلهم العسكري في سوريا، حيث استمر تصنيع مقاتلات "فلانكر"، بما فيها "سوخوي-35"، وتم تعديل وتحسين قدرات طائرات "سوخوي-27" ضمن برامج تحديث، مشيرا إلى أنه تتوفر لدى الروس أنواع من الطائرات العسكرية ذات الأهداف المتعددة أكثر مما كان لديهم قبل عامين، حيث تم فحص قدراتهم العسكرية وإصلاح الأخطاء.
ويكشف التقرير عن أنه بالإضافة إلى مقاتلات المتعددة الأغراض، فإن الصور الفضائية أظهرت عددا من المقاتلات الثابتة الجناحين، وتوسيعا للقاعدة العسكرية، وظهرت صورة لمقاتلة "إيه-50" للتحذير المبكر والتحكم، بالإضافة إلى طائرة "إل-20" "كوت" للتجسس فوق سوريا، وبدت طائرتان من نوع "أن-24" "كوكس" في الجزء الجنوبي من القاعدة، ويعتقد أن هذه المقاتلات تستخدم لأغراض النقل المتبادل بين الجيشين الروسي والسوري.
ويعلق روغوي قائلا إن التحسين في القدرات الجوية الروسية يكشف عن الطريقة التي أصبح فيها النزاع السوري متقدما، وأصبح أيضا ملتهبا من الناحية الدولية، خاصة منذ وصول الروس إلى سوريا في أيلول/ سبتمبر 2015، ومنذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، ويؤكد الجهد الروسي في تحديث قواته الخوف من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، حيث ترى موسكو فيه تهديدا لأهدافها في سوريا والمنطقة بشكل عام.
ويؤكد الموقع أن الحقيقة الواضحة هي أن المقاتلات العسكرية الروسية لن تسحب من سوريا في وقت قريب، مشيرا إلى أن جزءا من الاتفاق الذي تم بين الكرملين ونظام الأسد هو وجود عسكري روسي طويل الأمد، في البلد الواقع في قلب الشرق الأوسط، وعلى شواطئ شرق البحر المتوسط، حيث تتضمن الاتفاقية وجودا وسيطرة بلا نهاية على قاعدتهم العسكرية في طرطوس.
وبحسب التقرير، فإنه تم الاتفاق مع النظام على إنشاء قاعدة جوية للروس في جنوب اللاذقية، التي أشار إليها الروس بـ"المؤقتة"، مع أنهم وقعوا عقدا مع الأسد مدته 49 عاما، وتم توقيع عقد آخر لتوسيع القاعدة البحرية في طرطوس قبل شهر.
ويختم "ذا درايف" تقريره بالإشارة إلى أنه لهذا السبب لا يريد الروس أن يخسر الأسد أو منظمة أو جماعة تشبهه السيطرة على سوريا؛ لأن ذلك يعني خسارتهم قاعدتهم العسكرية، والميناء الوحيد لهم على المياه الدافئة، وهذا هو سبب نشرهم مقاتلات جوية متقدمة للتأكد من أن هذا لن يحدث.