الصفقة تمّت وبعض العثرات ذُلّلت ليلا
المستقبل :
هو 1 آب المجيد، ولا ينبغي أن يحتمي اللبنانيون إلا بمجده خلف راية «الشرف والتضحية والوفاء» التي استعادت أمس بريق «السيوف» العسكرية حفلاً وتقليداً سنوياً احتفاءً بتخرّج الضباط بعد طول غياب عن باحة الكلية الحربية، مع مفعول رجعي رمزي تمثل بتسليم طلائع دورات «الشغور» سيوفهم بعدما حرموا منها أعوام 2014 و2015 و2016. وبمشهديته الرئاسية، سجّل حفل الفياضية بالأمس عودة «سيف» الدولة بكل ما يحمله من وعود قاطعة بالعمل على قيامة الوطن ونفض كل معالم الفراغ والتشرذم والانقسام التي أثقلت كاهل مؤسساته وأبنائه.
ففي حضور رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلّحة العماد ميشال عون، متوسطاً رئيسي مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء سعد الحريري، كان احتفال المؤسسة العسكرية بعيدها الثاني والسبعين استثنائياً في الشكل والجوهر بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، بحيث سلّم عون السيوف لـ 225 ضابطاً من خرّيجي «دورة المقدم الشهيد صبحي العاقوري» (الذي استشهد خلال تصدّيه لتنظيم «شاكر العبسي» الإرهابي في مخيم نهر البارد عام 2007) قبل أن يتلو كلمته فيهم مشدداً على كونهم «صخرة الأمان» للوطن والشعب، ومؤكداً أنه
«ليس هناك إجماع لبناني أوسع وأكثر صلابة من الإجماع حول المؤسسات العسكرية والأمنية». وعن المعركة مع الإرهاب عند سلسلة الجرود الشرقية، قال عون: «نتطلع الآن إلى قواتنا المسلحة المتأهبة لتحقيق نصر جديد وتحرير ما تبقى من أراضٍ استباحها الإرهاب لسنوات، وكلنا أمل بأن تُسهم هذه التطورات في تسريع الكشف عن مصير رفاقكم المخطوفين منذ ثلاث سنوات ولا يزال مصيرهم مجهولاً»، وأردف: «لا تراجع أمام الإرهاب بجميع وجوهه وتنظيماته، والجيش على جهوزية دائمة لمواجهته، وكذلك مؤسساتنا الأمنية»، محذراً في المقابل من أنّ «شلّ الجيش هو شل للوطن وللأمن والاستقرار وللكرامة الوطنية»، وختم متوجهاً إلى أبناء المؤسسة العسكرية: «الآمال المعقودة عليكم كبيرة، وثقة اللبنانيين بكم لا حدود لها».
وبعد التقاط الصورة التذكارية، وقّع الرؤساء الثلاثة «السجل الذهبي» للكلية الحربية، بحيث أكد رئيس الجمهورية للعسكريين أنه «ما من تضحية أعظم من تلك التي تبذلونها»، ولفت رئيس مجلس النواب إلى أنّ «في الجيش صحة لبنان ومنه أمان اللبنانيين»، وأبدى رئيس مجلس الوزراء العزم الوطني على «إعلاء راية الشرعية فوق كل الرايات». في حين غرّد الحريري عبر صفحته على موقع «تويتر» قائلاً للمناسبة: «الدولة وحدها هي الحل، والجيش اللبناني وحده هو الجهة المؤتمنة على سلامة الأمن الوطني».
قائد الجيش:
الدولة القوية والقادرة
ولاحقاً، زار قائد الجيش العماد جوزيف عون على رأس وفد من كبار الضباط قصر بعبدا معرباً عن الفرحة العسكرية بعودة حفل «تقليد السيوف»، وتوجّه إلى رئيس الجمهورية قائلاً: «إننا في المؤسسة العسكرية نضع نصب العيون، مواكبة مسيرة عهدكم بكل ما لدينا من إمكانات وقدرات، من خلال قيامنا بكل ما يمليه علينا الواجب في مجالي الدفاع والأمن، خصوصاً استعدادنا التام على الحدود الجنوبية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي، وعلى الحدود الشرقية لدحر ما تبقى من التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها في أسرع وقت ممكن، وبالتالي تخليص لبنان من هذا العبء الثقيل الذي رزح تحته لسنوات طويلة»، مضيفاً: «عهدنا لكم اليوم أن نحمي الاستقرار وأن نضرب بيد من حديد كل متطاول عليه مهما كلف ذلك من أثمان وتضحيات، وأن نساهم إلى جانبكم في بناء الدولة القوية القادرة». فردّ رئيس الجمهورية مؤكداً أنّ «الغطاء السياسي متوافر للجيش من جميع المسؤولين لكي يقوم بواجبه»، داعياً القيادة العسكرية إلى اتخاذ المبادرات على الأرض «وخصوصاً في الضربات الاستباقية لحماية لبنان من الإرهاب».
الديار :
يأتي الاحتفال بعيد الجيش اللبناني الـ72، وسط ظروف استثنائية يعيشها لبنان جراء فكر تكفيري بدأ يتدحرج بفضل تضحيات الجيش اللبناني والقوى العسكرية ومجاهدي المقاومة. وقد حظي هذا النصر بغطاء شعبي شامل ترجم على ارض الواقع معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وسينعكس على كل الملفات الداخلية اللبنانية لجهة تحصين الدولة والوحدة الوطنية والاستقرار والاستثمار في الاقتصاد.
يحتفل الجيش بعيده، وسط صورة جامعة للدولة بكل رموزها من الرئيس نبيه بري الى الرئيس سعد الحريري والاطراف السياسية حيث لم تحظَ مؤسسة في لبنان بهذا الدعم والغطاء الشعبي كما يحظى الجيش اللبناني.
يحتفل الجيش بعيده، وهو يتحضر لاستئصال جماعة داعش من جرود رأس بعلبك والقاع بتوقيته، بعد ان استكمل كل الاستعدادات اللوجستية من استطلاع وتجهيزات وخطط، وباتت وحدات الجيش بكل جهوزيتها بانتظار قرار القيادة.
المعركة مع داعش ليست سهلة مطلقاً وخصوصاً انها ستجري في ظروف طبيعية صعبة ووعرة ومغاور ووديان على مسافة 200 كلم2، لكن الجيش كما هزم الارهابيين في نهر البارد وفي كل معاركه سيهزم داعش وكل فروعها بغطاء سياسي وشعبي.
قرار الحسم العسكري في جرود رأس بعلبك والقاع اتخذ، وهذا ما اكد عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الاحتفال الاول بعيد الجيش منذ 3 سنوات وتقليد السيوف لـ228 ضابطاً، حملت دورتهم اسم الشهيد المقدم صبحي العاقوري، وقال الرئيس عون: «لا تراجع أمام الإرهاب بجميع وجوهه وتنظيماته والجيش على جهوزية دائمة لمواجهته، وكذلك مؤسساتنا الأمنية» ، لافتا الى ان لبنان «كان سباقا في حربه على الإرهاب، فالجيش واجه الارهابيين في محطات متتالية ونجح في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وتثبيت السلام على حدودنا الجنوبية، بفضل التفاف الشعب حوله، وتمسك لبنان بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة. وعلينا أن نستثمر هذا الاستقرار، كمسؤولين سياسيين، في تحقيق نهضة اقتصادية يتوق إليها اللبنانيون».
وفيما اشاد رئيس الجمهورية بنجاح المؤسسات العسكرية والامنية «في تفكيك الكثير من الشبكات والخلايا الإرهابية، وتحقيق ضربات استباقية للإرهابيين، واعتقال العشرات منهم» ، اعتبر ان «آخر نصر للبنان، كان تحرير منطقة غالية من الحدود الشرقية من براثن التنظيمات الظلامية، وتثبيت الطمأنينة والأمان فيها، فيما نتطلع الآن إلى قواتنا المسلحة المتأهبة لتحقيق نصر جديد، وتحرير ما تبقى من أراض استباحها الإرهاب لسنوات».
وأعرب الرئيس عون عن أمله في «أن تسهم هذه التطورات في تسريع الكشف عن مصير العسكريين المخطوفين منذ ثلاث سنوات ولا يزال مصيرهم مجهولا، وفي تبريد قلوب أهلهم ومؤسستهم واللبنانيين أجمعين».
تبادل الاسرى ليلاً
استؤنفت منتصف ليل امس المرحلة الثانية من اتفاق الجرود القاضي بانسحاب المسلحين من وادي حميد الى ادلب، تنفيذ الاتفاق استكمل بعد انذار وجهه مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم الى ابو مالك التلي عبر الوسيط ابو طاقية ان المفاوضات ستتوقف عند الساعة 12 من منتصف ليل امس، وعلى ابو مالك التلي ان يتحمل النتائج بعد ان بدأ حزب الله استعداداته لاستئناف عمليته العسكرية، فخضع ابو مالك التلي على الفور وقبل تنفيذ بنود الاتفاق بكل تفاصيل بعد ان حاول في الساعات الاخيرة التي سبقت الاتفاق طرح شروط تعجيزية بإطلاق ارهابيين من عين الحلوة بينهم شادي المولوي وارهابين من سجن رومية، وقد رفض اللواء ابراهيم شروط التلي مؤكداً انه لن يطلق سراح اي ارهابي تلوثت يداه بدماء الجيش اللبناني، وبالتالي فموضوع شادي المولوي غير مطروح للبحث، وقال اللواء ابراهيم للصحافيين«انسوا عين الحلوة».
المرحلة الثانية من الاتفاق تضمنت اطلاق اسرى المقاومة الثلاثة وهم: حمد حرب، وشادي زحيم وحسام فقيه مقابل ثلاثة ارهابيين من النصرة في سجن رومية بينهم شخص انتهت محكوميته امس وكان سيفرج عنه ومن بين المفرج عنهم لبناني يدعى عبد الرحمن حسن وهو تاجر مخدرات.
الاسرى الثلاثة من حزب الله وصلو ليلاً الى مدخل بلدة عرسال عبر سيارات الصليب الاحمر وكان في استقبالهم اللواء عباس ابراهم ومن ثم نقلو الى اللبوة فيما تولى ابو طاقية عبر سيارات الصليب الاحمر نقل المسلحين الى وادي حميد، وعلم ان العملية ستستكمل صباح اليوم بخروج مسلحي النصرة وعائلاتهم من عرسال عبر الحافلات التي تجمعت خلال اليومين الماضيين وبلغ عددها 155 شاحنة وسيبلغ عدد المغادرين عشرة آلاف بينهم 120 مسلحاً باسلحتهم الفردية ومن بينهم ابو مالك التلي، وبالتالي يكون الاتفاق قد انجز ، واكد اللواء ابراهيم انه لم ينفذ اي طلب من مطالب النصرة ووصلنا الى النقطة التي اتفقنا عليها سابقا ولم يتحقق اي مكسب للمسلحين ولم نطلق اي شخص تلوثت يداه بدماء الجيش اللبناني مشيرا الى ان الامن العام سيرافق الحافلات الى الحدود اللبنانية السورية واشار الى ان سوريا قدمت الحافلات وسهلت العملية وسيصبح المغادرون بعهدة الدولة السورية بعد دخولهم اراضيها، واعتبر اللوء ابراهيم ان النصر هو نصر للبنان كله وان اي ارض سيتم تحريرها ان كان في جرود رأس بعبلك والناقورة ومزارع شبعا هي ارض لبنانية واشار ايضا الى انه كان على تواصل دائم مع الرؤساء الثلاثة لتنفيذ العملية وخصوصاً مع الرئيس سعد الحريري وقال ابراهيم ان الرئيس الحريري هو اول من طلب مني منذ 10 ايام انجاز هذه المهمة لان هذا النصر هو نصر لكل لبنان.
وأكد ان مخطوفي الجيش اللبناني لدى داعش هم امانة في اعناقنا ،وكشف عن وجود وسيط لكن الاتصالات لم تبدأ. وكشف عن دور ايجابي لابو طاقية في هذه المهمة وقال لا اعرف شيئا عن اموال التلي.
وقال ان اسرى حزب الله الخمسة سيطلقون دفعة واحدة من حلب.
وقد جرى للاسرى المحررين استقبالات حاشدة في قرى البقاع وفي اللبوة ورفع شعار السيد حسن نصرالله «نحن قوم لا نترك اسرانا في السجون».
وكانت المفاوضات قد تعثرت صباحاً بسبب شروط يضعها ابو مالك التلي تتعلق حينا بالافراج عن ارهابيين في سجن رومية واحياناً اخرى بشمول الصفقة مسلحين من عين الحلوة بينهم الارهابي شادي المولوي اضافة الى شروط تتعلق بسلوك الحافلات وعدم مرورها في مناطق سيطرة الجيش السوري الى عدم تفتيش الحافلات، الى مكان الافراج عن الاسرى الثلاثة من حزب الله في ادلب وليس في وادي حميد.
فيما رعى اللواء ابراهيم لقاء بين فاعليات بلدة عرسال واللبوة واكد خلال اللقاء صعوبة المفاوضات مع جهات متطرفة امتهنت لعبة الابتزاز والاختباء وراء المدنيين من النازحين السوريين، واكد ان لبنان اكبر من ان يكون متقوقعاً او ضمن حدود طائفية فهو اوسع من ذلك، وكشف ان مهمته تحظى بدعم كل الاطراف السياسية، واعرب عن رغبته في ان تبقى شروط التبادل سرية، واكد ان اهالي عرسال واللبوة يجب ان يكونوا يداً واحدة. وفي حديث آخر قال اللواء ابراهيم «ان المرحلة الثالثة من المفاوضات بدأت، وهي الادق، وكان اللواء ابراهيم امضى يومه متنقلاً بين مدخل بلدة عرسال واللبوة وعدد من القرى لمتابعة المفاوضات خطوة خطوة، كما ترأس اجتماعاً عسكرياً امنياً لبحث آخر ما توصلت اليه الاتصالات مع ابو مالك التلي عبر وسطاء في المنطقة. فاللواء ابراهيم كما نجح في حل الكثير من الملفات وابرزها ملف راهبات معلولا قادر على النجاح في هذا الملف الذي سيكون انتصاراً لكل لبنان.
خلوة بالسيارة بين بري والحريري
وعلى هامش، احتفال عيد الجيش اللبناني، عقد خلوة رئاسية بين الرئيسين بري والحريري في السيارة التي اقلتهما الى بعبدا واستكملت في عين التينة، واشارت معلومات، ان الرئيس الحريري وضع الرئيس بري بتفاصيل زيارته الى واشنطن، وما سمعه من الرئيس الاميركي، وهي مطابقة للاجواء التي عممت في وسائل الاعلام، كما تم النقاش في ملف سلسلة الرتب والرواتب.
وعلم ان الرئيس سعد الحريري سيوقع على مشروع السلسلة وسيرفعه الى قصر بعبدا، ولمست شخصيات التقاها الحريري، انه لم يلمس من الرئيس ميشال عون موقفاً سلبياً من السلسلة. وكشفت هذه الشخصيات ان الرئيس الحريري مطمئن لمصير السلسلة وبانها ستقر وستدفع لمستحقيها.
لكن عضو تكتل التغيير والاصلاح الان عون كشف ان التكتل ليس راضيا عن كل شيء فيما يخص السلسلة، ولدينا اعتراضات، مشيراً الى اهمية اقرار الموازنة، والحلول قد تأتي عبر رد السلسلة وليس رد القوانين. واوضح ان رد السلسلة او رد قانون الضرائب وعودته الى المجلس النيابي يتطلب بدائل وهناك مواقف يجب ان يحصل ضمن الكتل النيابية. ولفت الى ان الهدف التوصل الى بدائل عن الضرائب، وهذا الشهر كاف لاستكمال النقاش.
تعيينات مجلس الوزراء
اما على صعيد مجلس الوزراء غدا الخميس، لم يتضمن جدول الاعمال اي بند يتعلق بسلسلة الرتب والرواتب وتقرير هيئة ادارة المناقصات في الكهرباء، لكن معلومات مؤكدة كشفت ان وزراء اللقاء الديموقراطي والقوات سيطرحون ملف مناقصات الكهرباء والتجاوزات، واين اصبح الملف؟ وهل انتهى وزير الطاقة سيزار ابي خليل من اعداد تقريره كما وعد؟ كذلك سيتم مناقشة ملف سلسلة الرتب والرواتب من خارج جدول الاعمال وسيبدي الرئيس عون ملاحظاته، وينتظر توقيع رئيس الحكومة على السلسلة وتحويلها الى رئيس الجمهورية الذي كلف فريق مالياً مختصاً لوضع ملاحظات، ويمكن ان يعقد مجلس الوزراء جلسة مخصصة لسلسلة الرتب والرواتب، في ظل اتجاه عند الرئيس عون لدرس السلسلة لكنه لم يحسم قراره بشأن الرد، مع ميله لاجراء تعديلات عليها، خصوصا ان جمعيات اقتصادية بارزة ومنها جمعية المصارف دعت الرئيس عون الى عدم توقيع السلسلة ودرسها من جديد.
لكن قيادات نقابية دعت الى مواجهة اي اقرار لرد السلسلة، وكشفت عن تحركات شعبية على الارض، كما هددت نقابة المعلمين بتعطيل العام الدراسي كلياً، وتدرس مقاطعة تصحيح الدورة الثانية من الامتحانات الرسمية، كما ناشد الاتحاد العمالي العام رئيس الجمهورية باقرار السلسلة ووقف الهدر في مؤسسات الدولة.
وفي اطار جلسة مجلس الوزراء ايضاً، سيضع الرئيس الحريري الوزراء في اجواء نتائج زيارته لاميركا والعقوبات المالية على لبنان، حيث اكد احد اعضاء الوفد، ان لا رفع للعقوبات لكن لبنان يسعى ان تكون «مخففة» كاشفاً ان العقوبات سيتم اقرارها في الخريف مع استمرار الدعم العسكري للجيش وسيتم التطرق الى ملف الانتخابات الفرعية في كسروان والشمال، واكذ وزير الداخلية نهاد المشنوق ان قرار اجراء الانتخابات سياسي وليس تقنيا.
وعلى صعيد مجلس الوزراء، سيتم اقرار سلة من التعيينات في التفتيش المركزي وسط محاصصة مكشوفة، ونسف الآلية المتبعة كذلك ستتم بعض التعيينات في اوجيرو ورئاسة مجلس شورى الدولة ومحافظين.
الجمهورية :
فيما احتفلَ لبنان رسمياً وشعبياً بالعيد الـ 72 لجيشه الذي يستعدّ لمعركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع من إرهابيّي تنظيم «داعش»، بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق عرسال في شأن انسحاب مسلّحي «جبهة النصرة» ممّا تبقّى من جرود عرسال، بعد تعثّر دام ساعات نتيجة شروط مفاجئة لهذه الجبهة وتمنّعها عن تسليم المقاتلين الثلاثة من «حزب الله»، ولكنّ الاتصالات التي قادها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ميدانياً من عرسال واللبوة وإمهاله «النصرة» حتى منتصف الليل بعد تهديده بالإنسحاب من المفاوضات، ذلّلت هذه الشروط، وحصل التبادل بُعيد منتصف الليل، على أن تنطلق الحافلات صباح اليوم لنقل مسلّحي «النصرة» وعائلاتهم ومن يَرغب من السوريين إلى إدلب عبر الداخل السوري.
بعد غيابٍ دام ثلاث سنوات احتفلَ لبنان بعيد الجيش، إذ ترَأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الكلّية الحربية في ثكنة شكري غانم في الفياضية احتفالَ تقليد السيوف للضبّاط المتخرّجين في دورة حملت اسمَ «دورة المقدّم الشهيد صبحي العاقوري».
وأكّد عون في كلمة له في الاحتفال أن «لا تراجُع أمام الإرهاب بكلّ وجوهه وتنظيماته. وأنّ الجيش على جهوزية دائمة لمواجهته، وكذلك مؤسساتنا الأمنية.
وقد كان لبنان سبّاقاً في حربه على الإرهاب، فالجيش واجَه الإرهابيين في محطات متتالية ونجح في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وتثبيتِ السلام على حدودنا الجنوبية، بفضل التفاف الشعب حوله، وتمسّكِ لبنان بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة. وعلينا كمسؤولين سياسيين أن نستثمر هذا الاستقرار في تحقيق نهضة اقتصادية يَتوق إليها اللبنانيون».
وبعد انتهاء العرض العسكري، زار قائد الجيش العماد جوزف عون على رأس وفد من ضبّاط الجيش الكبار الرئيس عون، حيث قدّموا إليه التهاني. وأكّد رئيس الجمهورية «منحَ الغطاءِ السياسي للجيش من جميع المسؤولين ليقومَ بواجبه كاملاً». وتوجَّه الى الوفد قائلا: «لا تتردّدوا في اتّخاذ المبادرات على الارض، خصوصاً في الضربات الاستباقية لحماية لبنان من الارهاب، والتي أثبتَت فعاليتها».
من جهته، لفتَ قائد الجيش الى «أننا في المؤسسة العسكرية نضع نُصب العيون، مواكبة مسيرةِ عهدكم بكلّ ما لدينا من إمكانات وقدرات، من خلال قيامنا بكل ما يمليه علينا الواجب في مجالي الدفاع والامن، خصوصاً استعدادنا التام على الحدود الجنوبية لمواجهة ايّ عدوان اسرائيلي، وعلى الحدود الشرقية لدحرِ ما تبَقّى من التنظيمات الارهابية والقضاء عليها في أسرع وقت ممكن.
وبالتالي، تخليص لبنان من هذا العبء الثقيل الذي رَزح تحته لسنوات طويلة، وذلك بالتزامن مع استمرارنا في تكثيف الإجراءات الامنية لقمع الجرائم المنظمة على أنواعها، والسهر على إبقاء الجيش نموذجاً للعمل المؤسساتي في الدولة، القائم على اعتماد الكفاية والشفافية والنزاهة في مختلف شؤونها».
وفي هذا السياق قال رئيس الحكومة سعد الحريري في تغريدة عبر «تويتر»، لمناسبة عيد الجيش: «الدولة وحدها هي الحلّ، والجيش اللبناني وحده، هو الجهة المؤتمنة على سلامة الأمن الوطني.
دعمٌ بريطاني
وفي رسالة دعمٍ بريطانية للجيش، قال نائب البعثة في السفارة البريطانية بنجامين واستنيج: «لقد كانت المملكة المتحدة مؤيِّداً ثابتاً للجيش اللبناني منذ سنوات عدة، في اعتباره عنصراً أساسياً في دولة قوية ذات سيادة. الجيش اللبناني يمكنه أن يَفخر بأنه جيش قوي ومهنيّ قادر على السيطرة على حدود لبنان وحمايتِه من التهديدات التي يواجهها». وأكّد أنّ «المملكة المتحدة على استعداد لمواصلة دعمِ الجيش اللبناني في إطار قرارَي مجلس الأمن 1701 و1559 وعبر دعمِ الحكومة اللبنانية للجيش اللبناني في اعتباره المدافعَ الوحيد عن لبنان».
عرسال
وعلى صعيد تنفيذ المرحلة الثانية من اتّفاق عرسال، خاضَ اللواء عباس ابراهيم ساعات تفاوُض صعبة جداً من عرسال تخَلّلها حبسُ أنفاس وأخدٌ وردّ، ما عرَّضَ المفاوضات لانفراجات حيناً ولانتكاساتٍ أحياناً.
وعلمت «الجمهورية» أنّ اللواء ابراهيم الذي انتقل منذ أمس الأول إلى عرسال متنقّلاً بين اللواء التاسع ومركز الأمن العام وصولاً الى منطقة الجرد حيث نقطة التبادل وتجمُّع الباصات، رفضَ الشروط الإضافية التي فرَضتها قيادة «النصرة» في اللحظات الأخيرة على بنود الاتفاق، فإلى طلبِها إطلاقَ موقوفين غير سوريّين وفلسطينيين من سجن رومية أدخَلت لائحة أسماء جديدة من «عين الحلوة» تتضمّن جنسيات أخرى ومطلوبين لبنانيين، على رأسِهم شادي المولوي، الأمر الذي رَفضه ابراهيم واعتبَره مساساً بالسيادة اللبنانية.
وفي وقت بقيَ التفاوض متعثّراً، هدَّد اللواء ابراهيم بوقف المفاوضات محمِّلاً «النصرة» المسؤولية، فعادت الامور الى نقطة الصفر قبل أن تعود وتنقلب ليلاً، حيث استؤنف التفاوض على نار حامية لينتهي بإنجاز التبادل الذي شمَل تسليم «النصرة» ثلاثة موقوفين من سجن رومية لم تصدر بحقهم أحكام قضائية مقابل تسليم أسرى الحزب الثلاثة الذين ضلّوا طريقهم أثناء المعركة الأخيرة وهم: حمد حرب، شادي زحيم، وحسام فقيه. وقد تسلّمهم الصليب الأحمر اللبناني من وادي حميد وانتقل بهم إلى عرسال فاللبوة حيث احتشد الأهالي في الشوارع لاستقبالهم.
ابراهيم
وقد أكّد ابراهيم من عرسال أنّ نحو عشرة آلاف نازح سيغادرون، وعلى رأسهم المسلحون الذين يبلغ عددهم نحو 120 مسلحاً بسلاحهم الفردي، وأنّ أبو مالك التلي موجود ولم يغادر، لافتاً الى «أننا امهلنا «النصرة» حتى الساعة 12 ليلاً ليوقفوا المماطلة، وإلا سنصبح في حلٍّ من الإتفاق، فحصلنا على النتيجة التي نريدها»، مشدداً على «اننا رفضنا إخراج مطلوبين من عين الحلوة (شادي المولوي وآخرون) لأنّ أيديهم ملوثة بدم الجيش واللبنانيين».
وإذ كشف أنّ الامن العام سيرافق الحافلات الى الحدود، قال: «نُهدي هذا الانتصار إلى الجيش لأننا أزلنا بؤرة إرهاب من أمامه. ولن نترك أيّ سنتمتر بلا تطهير من الارهاب وصولاً الى شبعا».
واعتبر أنّ «المخطوفين لدى «داعش» امانة في رقبتنا ولن نتركهم»، مؤكداً «ان لبنان خرج منتصراً من المعركة ولست محرجاً لأنني أفاوض وأحرّر لبنانيين مظلومين». وأضاف: «نقول للمجتمع الدولي نحن على الخطوط الامامية في الحرب على الارهاب وواجبكم مساعدتنا».
وأكّد أنه كان على تواصل مع الرؤساء الثلاثة، وخصوصاً الرئيس سعد الحريري، و«كانوا داعمين لكلّ خطوة نقوم بها»، كاشفاً أنّ الحريري «أوكل إليّ إنجاز المهمة منذ عشرة أيام». وطمأن الأهالي إلى أنّ «من قتلوا أبناءهم موجودون في رومية، ورفضنا إعادتهم إلى أبو مالك التلي، ومن أُطلق سراحهم ليسوا متورطين بدم لبناني إطلاقاً».
سؤال كتائبي
وفي سياق متصل علمت «الجمهورية» أنّ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل انتهى من إعداد سؤال الى الحكومة في موضوع تسهيل خروج أمير «جبهة النصرة» في القلمون أبو مالك التلي مع مسلّحيه من الأراضي اللبنانية على الرغم من كونِهم متّهمين بخطف عسكريين لبنانيين واغتيال بعضِهم والاعتداء على الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وسرقة آليات عسكرية وغيرها من التهَم.
ويتطرّق سؤال الجميّل إلى المسؤولين، والذي سيقدّمه اليوم، إلى إطلاق محكومين أو موقوفين من السجون اللبنانية خلافاً للقانون، وسيطلب اجوبةً خطّية من كلّ من وزراء الدفاع والداخلية والعدل خلال 15 يوماً، وإلّا سيحوّل سؤاله استجواباً.
وقال مصدر كتائبي مسؤول لـ«الجمهورية»: «إنّ هذه الخطوة تأتي في إطار تمسّكِ الحزب بالآليات الدستورية وبعمل المؤسسات في وقتٍ يمعِن المسؤولون في ضرب الدستور وطعنِ المؤسسات.
كذلك تأتي في إطار إصرار الحزب على التمسّك بالنظام الديموقراطي القائم على المساءلة والمحاسبة وعلى الشفافية وحقّ الناس في معرفة كيف تُدار مصالحهم الوطنية وتتّخذ القرارات في مؤسسات الدولة».
مجلس الوزراء
وفي الوقت الذي انتظرت الأوساط السياسية موعد جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس بعد عطلة لأسبوعين صُدمت بمضمون جدول الأعمال الذي عُمِم على الوزراء وجاء خلواً من ايّ بند يشير الى تفاهم على المواد الخلافية، ولا سيّما منها تلك التي تتصل بالتعيينات في تلفزيون لبنان، وبالتحضيرات الواجب اتّخاذها استعداداً للانتخابات النيابية الفرعية المتوقّعة في الأحد الأخير من أيلول المقبل.
كذلك بالنسبة الى تقرير المديرية العامة للمناقصات في شأن ملفّ بواخر الكهرباء. لكنّ الجدول تضمَّن في بنوده الأربعة الأخيرة اقتراحا بتعيين رئيس جديد لمجلس شورى الدولة، ومحافظ للبقاع، وتعيينات في هيئة التفتيش المركزي وعضو في هيئة مجلس إدارة «اوجيرو» وتجديد ولاية عضو آخر.
لكنّ مصادر وزارية أكّدت عشية جلسة مجلس الوزراء أنّ على جدول اعمالها تعيينات قد تشمل البتّ بموضوع مجلس إدارة «تلفزيون لبنان»، إضافة الى ملف قد يَطرحه بعض الوزراء ويتعلق بمناقصة بواخر الكهرباء، ربطاً بالتقرير الذي أعدّته إدارة المناقصات، والذي تضمن «سلّة» كبيرة من المخالفات التي تمنع المضيَّ في هذه المناقصة. ولم تؤكّد هذه المصادر ما إذا كان وزير الطاقة سيزار أبي خليل قد أعدّ تقريرَه الى مجلس الوزراء بناءً على تقرير إدارة المناقصات.
ومعلوم في هذا السياق أنّ هذا الملف شكّل نقطة خلافية حادّة على المستوى السياسي، وهو مرشّح للتفاعل اكثر بين فريق يَدعو الى المضيّ في المناقصة، ويقوده وزير الطاقة، وفريق آخر يضمّ قوى سياسية مختلفة تشدّد على الالتزام بالقانون. وإذ أكّد مصدر وزاري معارض للصفقة لـ«الجمهورية» انّه يوافق رئيس مجلس النواب قوله انّ موضوع البواخر بات في عهدة مجلس الوزراء الذي هو صاحب القرار النهائي.
وصَف في المقابل الصفقة بأنّها «جريمة في حقّ لبنان والخزينة اللبنانية والقانون، وبالتالي هي جريمة ضبِطت بالجرم المشهود فمَن وضع المناقصة على ما هي ويصِرّ على إقرارها كما هي خلافاً للقانون وللأصول المتّبعة في مِثل هذه الحالات يجب أن يخضع للمساءلة والمحاسبة، والذي يقوم بتنفيذ مِثل هذه المناقصة يجب ان يخضع للمساءلة والمحاسبة ايضا.
فهناك سُبل اخرى للاستفادة من الكهرباء، والأهمّ مِن كلّ ذلك هو عدم تحميل الخزينة ما هو فوق طاقتها، فلا نريد هذه المليارات لأنّها كلّها تذهب من جيوب الناس».
57 بنداً
وفي جدول الأعمال الذي حصلت عليه «الجمهورية» 57 بنداً وتتضمّن بين البند 1 والبند 23 نقلَ اعتماداتٍ مالية من احتياط الموازنة أو من حسابٍ إلى آخر، بينها اعتمادات للمديرية العامة للمديرية العامة للقصر الجمهوري بـ 400 مليون لقاء صيانة آلياتها، ومليار و200 مليون لمستشفى اميل بيطار في البترون.
ومشروع قانون لحماية المواقع الأثرية، ورصد مبالغ خاصة بالدورة الاستثنائية لامتحانات طلّاب الثانوية العامة والمتوسطة. هذا بالإضافة الى عدد من الاتفاقيات بين لبنان ودول أخرى وانضمام لبنان الى الاتّحاد الأفريقي بصفة مراقب، وتجديد عقد استخدام نادي «الغولف» في بئر حسن لأراضٍ عامة لعشرِ سنوات إضافية.
«السلسلة» وضرائبها
وفي موضوع سلسلة الرتب والرواتب والضرائب المكمّلة لها، قال سياسيون إنّها ما تزال غامضةً لجهة القرار الذي سيتّخذه رئيس الجمهورية في شأن نشرِ قانونيهما في الجريدة الرسمية أو ردّهما الى مجلس النواب معاً، أو ردّ أحدهما ونشرِ الآخر.
وفيما تَعتصم اوساط رئيس الجمهورية بالصمت حيال هذا الأمر في اعتبار أن لا يزال أمام الرئيس وقتٌ لاتّخاذ قراره، بدت أجواء رئيس الحكومة أنّها لا توحي بوجود تشنّج رئاسي حول السلسلة، وهذا الموضوع كان موضعَ بحثٍ بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، حيث عكسَ الاخير أجواءَ لا تشي بوجود سلبية لدى رئيس الجمهورية.
«القوات»
وإلى ذلك، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» إنّ جلسة مجلس الوزراء غداً «ستكون غنية بالملفّات السياسية، وسيتخللها نقاشات محورية تحت سقفِ الدستور والمؤسسات، وإنّ «القوات» حريصة في كلّ ملف على تأكيد دور الدولة والالتزام بالآليات الدستورية».
واستبعَدت «أن يتحوّل الخلاف في وجهات النظر خلافاً سياسياً يؤدّي إلى تعطيل عمل المؤسسات في ظلّ حِرص معظم القوى على مقاربة الأمور بمسؤولية وطنية». وأكّدت «أنّ «القوات» ستضع النقاط على الحروف في كلّ الملفات المدرَجة على جدول الأعمال أو التي ستُطرح من خارجه، والساخنة منها».
وشدّدت على «أنّ النقاش داخل المؤسسات يشكّل الطريق الوحيد الى المعالجة المطلوبة ضمن القوانين المرعيّة وبّما يحفظ دور الدولة التي تُجسّد المشترك بين جميع اللبنانيين». وتوجّهت المصادر بالتهنئة للجيش بعيده وأملت في «أن يتحقّق حلم كلّ لبناني بأن يَحتكر الجيشُ وحده السلاح»
اللواء :
فيما الأنظار تتجه إلى المرحلة الثانية من تحرير جرود القاع ورأس بعلبك من داعش على يد الجيش اللبناني، الذي تجلى إجماع وطني لبناني على دوره السيادي والأمني والاستباقي في الحرب على الإرهاب، حققت عملية التبادل بعد وقف النار بين حزب الله وجبهة «النصرة» خطوة إلى الامام بإطلاق 3 اسرى للحزب مقابل 3 موقوفين من الجبهة من سجن رومية باشراف رسمي لبناني، متمثل بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
عيد الجيش
فقد توحد لبنان مرّة جديدة في العيد الـ72 لتأسيس الجيش اللبناني، سواء في الاحتفال في المدرسة الحربية في الفياضية، بعد غياب دام سنوات ثلاث، عبر حفل تقليد السيوف للضباط المتخرجين الذين بلغ عددهم 228 مع ضباط قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة والجمارك، وحملت دورتهم اسم «المقدم الشهيد صبحي العاقوري» من قبل الرئيس ميشال عون، وبحضور الرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري.
والأبرز كان في خطاب الرئيس عون ان الظروف شاءت ان يتزامن احتفال التخرّج مع «تحديات كبيرة ملقاة على عاتق المؤسسات العسكرية والأمنية لمواجهة اخطار الإرهاب والاعتداءات على لبنان»، مشيراً إلى اننا «نتطلع إلى قواتنا المسلحة المتأهبة لتحقيق نصر جديد، وتحرير ما تبقى من أرض استباحها الإرهاب لسنوات».
وأكّد رئيس الجمهورية خلال استقباله قائد الجيش العماد جوزاف عون على رأس وفد من كبار ضباط الجيش، هنأه بمناسبة العيد الـ72 للجيش، ان الغطاء السياسي منح للجيش من قبل جميع المسؤولين ليقوم بواجبه كاملاً.. داعياً قيادة الجيش إلى «عدم التردد في اتخاذ المبادرات على الأرض، خصوصاً في الضربات الاستباقية لحماية لبنان من الإرهاب والتي أثبتت فعاليتها».
وشدّد العماد قائد الجيش على «الاستعداد التام على الحدود الجنوبية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي، وعلى الحدود الشرقية لدحر ما تبقى من التنظيمات الإرهابية، مؤكداً ان الاستقرار الامني يُشكّل القاعدة الصلبة التي يُبنى عليها أي نهوض اقتصادي وانمائي واصلاحي».
وفي الوقت الذي كان فيه لبنان ممثلاً باللواء إبراهيم يخوض مفاوضات صعبة، تتعثر حيناً، وتنفرج حيناً آخر، في عرسال لإخراج مسلحي النصرة من وادي حميد ومدينة الملاهي، ضمن ثوابت السيادة اللبنانية وبالتنسيق الكامل مع السلطة السياسية، أنجز الكونغرس الأميركي ممثلاً بمجلسي النواب والشيوخ الصيغة النهائية لمشاريع العقوبات على حزب الله والمؤسسات التابعة، وجهات لبنانية وشخصيات تتهمها الولايات المتحدة بأنها على علاقة بتمويل الحزب.
واطلعت أكثر من جهة على تفاصيل الصيغ الأخيرة، باللغة الانكليزية، وبلغ عددها 33 صفحة.
وتشمل العقوبات مؤسسات الحزب المدنية والإنمائية والإعلامية «كجهاد البناء» والمجموعة اللبنانية للاعلام، وإذاعة النور وتلفزيون المنار، واي شخص أجنبي له علاقات مالية مع الحزب، إضافة إلى المؤسسات المالية وهيئة دعم المقاومة والعلاقات الخارجية، فضلاً عن تجميد الأصول المالية للحزب، ورفض إعطاء عناصر أو مقربين من حزب الله الحصول على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة.
ويفرض هذا الملف نفسه على طاولة مجلس الوزراء الخميس الذي وزّع جدول أعماله أمس، ويتضمن 57 بنداً، أبرزها تعيين محافظ جديد للبقاع، وعضو في هيئة أوجيرو، فضلاً عن نقل اعتمادات وتسويات مالية وبعض التعيينات في الجامعة اللبنانية أو هيئات الرقابة.
وعلمت «اللواء» انه سيتم تعيين القاضي هنري الخوري مكان المحافظ انطوان سليمان، والقاضي رولان شرتوني مكان القاضي شكري صادر في رئاسة مجلس شورى الدولة، الذي لا يزال امامه ستة شهور أو أكثر ليحال إلى التقاعد.
كما تشمل التعيينات عضوين درزي وشيعي في هيئة التفتيش المركزي، وعضو في مجلس ادارة هيئة اوجيرو وتجديد تعيين عضو آخر.
واوضحت مصادر وزارية ان ملف مناقصة بواخر توليد الكهرباء لن يُطرح في هذه الجلسة على الارجح، بعد تسريب تقرير هيئة ادارة المناقصات في التفتيش المركزي، الذي ابطل المناقصة نظرا للمخالفات والعيوب فيها بخاصة ان المناقصة تضمنت شركة واحدة هي الشركة التركية، ما اضطر وزارة الطاقة الى اعادة قبول شركة ثانية كانت قد رفضت لكن تم استكمال ملفها، إلا أن هذه المسألة لم تمر بسهولة على ما يبدو، فتم استبعاد بحث الملف مؤقتاً لحين البحث عن بديل مقبول، خصوصاً وان وزير الطاقة سيزار ابي خليل لم يرفع تقريراً بهذا الشأن بعد الى مجلس الوزراء، بحسب الاصول والقرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في هذا الشأن.
وتوقعت المصادر الوزارية، ان تكون الجلسة هادئة، نظراً للتوافق السياسي على التعيينات المطروحة، من دون العودة لاعتماد الآلية الموضوعة لهذه الغاية منذ العام 2010، إلا ان الملفات التي يمكن ان تطرح من خارج جدول الأعمال، يمكن ان تضفي على الجلسة نوعاً من الحماوة، لا سيما مسألة ايرادات سلسلة الرتب والرواتب، في ضوء الاعتراضات التي طاولتها، إضافة إلى زيارة واشنطن.
اتفاق التبادل
وبعد ساعات عصيبة، من البلبلة المتعلقة بالشروط والشروط المضادة، والتسريبات الاعلامية الضاغطة، كشف اللواء ابراهيم الذي يدير المفاوضات من اللبوة ان الامور عادت الى السكة الصحيحة.
إلا ان معلومات حصلت عليها «اللواء» كشفت عن اتفاق منفصل يقضي بأن تسلم «النصرة» خلال الساعات المقبلة اسرى حزب الله الثلاثة الذين كانوا ضلوا الطريق في جرود عرسال، مقابل الافراج عن اربعة او خمسة موقوفين من سجن رومية، الامر الذي يفتح هذا الاتفاق المجال امام تنفيذ المرحلة الثالثة من وقف النار، بترحيل المسلحين وعائلاتهم ومن يرغب من النازحين.
واشارت معلومات الى ان كل الترتيبات اللوجستية قد تم انجازها والتزم بها الجانب اللبناني، سواء لجهة تحضير حافلات النقل والتي وصل عددها الـ155 حافلة او التدقيق في اللوائح او اعادة تأهيل طريق الجرود لعبور القوافل، لكن الذي أخر او عطل بدء تنفيذ المرحلة الثالثة من اتفاق وقف النار، هو ان مسؤول جبهة النصرة ابو مالك التلي رفع امس من سقف شروطه، بحيث اضاف شرطين جديدين له، يقضي الاول بالافراج عن 20 موقوفا في سجن رومية، والثاني السماح للمطلوبين في مخيم عين الحلوة بالمغادرة إلى سوريا مع القوافل التي ستقل مسلحي النصرة وعائلاتهم الى حلب.
وترددت معلومات ايضا بأن النصرة ترفض الانتقال من جرود عرسال الى فليطة ومنها الى حمص وصولا الى حلب، وتطالب بسلوك طريق اخرى من دون الافصاح عنها، وان كان المرجح ان تكون الطريق الجردية من عرسال عبر معبر الجيوسية باتجاه حمص ومن هناك الى قلعة المضيق فإدلب.
واكدت المعلومات ان المفاوض اللبناني رفض طلب النصرة باخراج عدد من الموقوفين غير المحكومين في سجن رومية، ووافق فقط على اطلاق 4 موقوفين ثلاثة سوريين ولبناني واحد لم تكن قد صدرت بحقهم احكام قضائية، وبالفعل صدرت قرارات عن القضاء العسكري بإخلاء سبيل الاربعة، وتم تسليمهم الى الامن العام من ضمن الاتفاق، لكن النصرة أصرت على اطلاق سراح موقوف خامس.
الا ان معلومات اخرى نفت ذلك، مشيرة الى ان المفاوضات تمر في الوقت الحاضر في مرحلة دقيقة وحرجة جدا، وان اي تبادل لهذا الموضوع او مواضيع مماثلة قد تؤثر سلباً على مسار المفاوضات.
واوضح المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي انتقل الى عرسال، ومن ثم الى اللبوة لمتابعة اتمام اتفاق التبادل، ان المرحلة الثالثة والادق في المفاوضات بدأت، معتبرا ان الوقت للعمل وليس للكلام، وكل ما يتم تداوله يؤثر على سير العملية.
واشار الى ان المفاوضات مع النصرة ما زالت متواصلة وتشمل بعض المطالب الافراج عن موقوفين في السجون اللبنانية، معربا عن رغبته في ان تبقى شروط التبادل سرية.
ولاحظ ان الامور دقيقة جدا ولن نتكلم عن عراقيل لكي لا تظهر عراقيل اخرى.
وردا على سؤال عن مصير العسكريين المحتجزين لدى «داعش» اعلن ابراهيم ان لا مفاوضات حاليا حول ملف العسكريين المخطوفين، مشيرا الى انهم امانة في رقبته.
واسرى حزب الله الثلاثة هم: محمّد حرب، وشادي رحيم، وحسام فقيه.
وتوجه اللواء ابراهيم الى عرسال لتسلم الاسرى الثلاثة والعودة بهم الى ثكنة الجيش اللبناني في اللبوة.
مقابل ذلك، سيتم اطلاق 3 موقوفين من سجن رومية، ولم تصدر بحقهم احكام قضائية.
وتسربت معلومات عن انه مقابل ادخال موقوف مطلق من النصرة الى وادي حميد، تعود السيارة نفسها بأسير لحزب الله.
واوضح ابراهيم ان موقوفي النصرة هم ثلاثة فقط سوريون، بينهم واحد انتهت محكوميته، وكان يفترض ان يتم الافراج عنه امس، واكد ان موضوع مطلوبي عين الحلوة غير وارد على وجه الإطلاق، لان هؤلاء ايديهم ملوثة بدماء الجيش واللبنانيين، وهذا الامر مستحيل الموافقة عليه.
وكشف ان عدد المسلحين الذين ستتم مغادرتهم اليوم يبلغ 120 مسلحاً في حين ان عدد الذين سجلوا اسماءهم للمغادرة نحو عشرة آلاف، وبينهم ابو مالك التلي.
وكشف ايضا انه ابلغ النصرة ان امامهم مهلة تنتهي الثانية عشرة ليلا للموافقة على صفقة التبادل، والا سنكون في حل من الاتفاق.
واعلن انه يهدي هذا الانتصار للجيش اللبناني في عيده، وانه لن يترك سنتيمترا واحداً من الارض اللبنانية من دون تطهيرها من عرسال الى مزارع شبعا.
وقرابة الثانية عشرة والنصف، نقلت سيارات الصليب الاحمر الموقوفين السوريين الثلاثة الى جبهة النصرة في وادي حميد، برفقة مصطفى الحجيري «ابو طاقية» الذي كان يتولى التفاوض عن النصرة.
وعند الواحدة الا ربعا من فجر اليوم، عادت سيارات الصليب الاحمر اللبناني مع الاسرى الثلاثة من حزب الله، وبعد ان تحدث معهم اللواء ابراهيم، تابع هؤلاء طريقهم في السيارات، في حين توجه ابراهيم الى اللبوة، من دون ان يكشف عن المفاجأة التي كان تحدث عنها الى الصحافيين
الاخبار :
بعد يومٍ كامل من المماطلة والشروط غير القابلة للتحقّق، رضخت «جبهة النصرة» قبيل منتصف ليل أمس لشروط المفاوض اللبناني بتنفيذ المرحلة الثانية من صفقة «جرود عرسال»، فسلّمت ثلاثة من أسرى المقاومة لديها، مقابل تسلّمها موقوفَيْن من سجن رومية، وثالث لدى الأمن العام اللبناني، ما فتح الباب أمام وضع حد للوجود العسكري للتنظيم الإرهابي في لبنان، إثر العملية التي خاضتها المقاومة ضده بدءاً من فجر 21 تموز 2017.
ولم يغب التشاؤم عن بال المعنيين في المقاومة ومدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم أمس، خلال ساعات بعد الظهر وحتى إلى ما قبل منتصف الليل، إثر اقتراب الصفقة من الانهيار أكثر من مرة، بعد أن أظهر «أمير» الجبهة في الجرود المدعو أبو مالك التّلي تعنّتاً غير منطقي في رفع سقف التفاوض، محاولاً قلب الوقائع، والتفاوض من موقع القوة رغم الخسارة التي مُني بها، والابتزاز من خلفية وجود أسرى للمقاومة في حوزته.
إلّا أن كلام اللواء إبراهيم ليلاً كشف ورقة ضغط المقاومة التي دفعت «النصرة» إلى الرضوخ. فلم يعد خافياً أن أبرز أدوات الضغط التي استخدمها المفاوض اللبناني، كانت منح «النصرة» مهلةً حتى منتصف ليل أمس لمتابعة تنفيذ مراحل الصفقة والتخلّي عن المطالب الإضافية، وإلّا تعتبر الصفقة لاغية أيّاً كانت نتائجها، ولن يبقى سوى العودة إلى الخيار العسكري لسحق مسلّحي «النصرة».
هكذا إذاً، تحت تهديد الحسم الميداني، أعادت القوّة العسكرية قيادة «الجبهة» في الجرود إلى «رشدها» بتنفيذ الصفقة وتسليم المقاومة أسراها الثلاثة (حمد حرب، شادي زحيم وحسام فقيه) الذين ضلّوا الطريق بعد وقف معارك الأسبوع الماضي، ووصلوا إلى المنطقة التي كانت لا تزال خاضعة لسيطرة «النصرة».
وحاول التلّي مراراً تحصيل مكاسب إضافية عبر المراوغة في إضافة أسماء جديدة لإرهابيين على لائحة مطالبه، فتارةً كان الهدف مجموعات من عين الحلوة على رأسها الإرهابي المطلوب شادي المولوي، و