يأتي الاحتفال بعيد الجيش اللبناني الـ72، وسط ظروف استثنائية يعيشها لبنان جراء فكر تكفيري بدأ يتدحرج بفضل تضحيات الجيش اللبناني والقوى العسكرية ومجاهدي المقاومة. وقد حظي هذا النصر بغطاء شعبي شامل ترجم على ارض الواقع معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وسينعكس على كل الملفات الداخلية اللبنانية لجهة تحصين الدولة والوحدة الوطنية والاستقرار والاستثمار في الاقتصاد.
يحتفل الجيش بعيده، وسط صورة جامعة للدولة بكل رموزها من الرئيس نبيه بري الى الرئيس سعد الحريري والاطراف السياسية حيث لم تحظَ مؤسسة في لبنان بهذا الدعم والغطاء الشعبي كما يحظى الجيش اللبناني.
يحتفل الجيش بعيده، وهو يتحضر لاستئصال جماعة داعش من جرود رأس بعلبك والقاع بتوقيته، بعد ان استكمل كل الاستعدادات اللوجستية من استطلاع وتجهيزات وخطط، وباتت وحدات الجيش بكل جهوزيتها بانتظار قرار القيادة.
المعركة مع داعش ليست سهلة مطلقاً وخصوصاً انها ستجري في ظروف طبيعية صعبة ووعرة ومغاور ووديان على مسافة 200 كلم2، لكن الجيش كما هزم الارهابيين في نهر البارد وفي كل معاركه سيهزم داعش وكل فروعها بغطاء سياسي وشعبي.
قرار الحسم العسكري في جرود رأس بعلبك والقاع اتخذ، وهذا ما اكد عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الاحتفال الاول بعيد الجيش منذ 3 سنوات وتقليد السيوف لـ228 ضابطاً، حملت دورتهم اسم الشهيد المقدم صبحي العاقوري، وقال الرئيس عون: «لا تراجع أمام الإرهاب بجميع وجوهه وتنظيماته والجيش على جهوزية دائمة لمواجهته، وكذلك مؤسساتنا الأمنية» ، لافتا الى ان لبنان «كان سباقا في حربه على الإرهاب، فالجيش واجه الارهابيين في محطات متتالية ونجح في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وتثبيت السلام على حدودنا الجنوبية، بفضل التفاف الشعب حوله، وتمسك  لبنان بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة. وعلينا أن نستثمر هذا الاستقرار، كمسؤولين سياسيين، في تحقيق نهضة اقتصادية يتوق إليها اللبنانيون».
وفيما اشاد رئيس الجمهورية بنجاح المؤسسات العسكرية والامنية «في تفكيك الكثير من الشبكات والخلايا الإرهابية، وتحقيق ضربات استباقية للإرهابيين، واعتقال العشرات منهم» ، اعتبر ان «آخر نصر للبنان، كان تحرير منطقة غالية من الحدود الشرقية من براثن التنظيمات الظلامية، وتثبيت الطمأنينة والأمان فيها، فيما نتطلع الآن إلى قواتنا المسلحة المتأهبة لتحقيق نصر جديد، وتحرير ما تبقى من أراض استباحها الإرهاب لسنوات».
وأعرب الرئيس عون عن أمله في «أن تسهم هذه التطورات في تسريع الكشف عن مصير العسكريين المخطوفين منذ ثلاث سنوات ولا يزال مصيرهم مجهولا، وفي تبريد قلوب أهلهم ومؤسستهم واللبنانيين أجمعين».


 تبادل الاسرى ليلاً 

استؤنفت منتصف ليل امس المرحلة الثانية من اتفاق الجرود القاضي بانسحاب المسلحين من وادي حميد الى ادلب، تنفيذ الاتفاق استكمل بعد انذار وجهه مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم الى ابو مالك التلي عبر الوسيط ابو طاقية ان المفاوضات ستتوقف عند الساعة 12 من منتصف ليل امس، وعلى ابو مالك التلي ان يتحمل النتائج بعد ان بدأ  حزب الله استعداداته لاستئناف عمليته العسكرية، فخضع ابو مالك التلي على الفور وقبل تنفيذ بنود الاتفاق بكل تفاصيل بعد ان حاول في الساعات الاخيرة التي سبقت الاتفاق طرح شروط تعجيزية بإطلاق ارهابيين من عين الحلوة بينهم شادي المولوي وارهابين من سجن رومية، وقد رفض اللواء ابراهيم شروط التلي مؤكداً انه لن يطلق سراح اي ارهابي تلوثت يداه بدماء الجيش اللبناني، وبالتالي فموضوع شادي المولوي غير مطروح للبحث، وقال اللواء ابراهيم للصحافيين«انسوا عين الحلوة».
المرحلة الثانية من الاتفاق تضمنت اطلاق اسرى المقاومة الثلاثة وهم: حمد حرب، وشادي زحيم وحسام فقيه مقابل ثلاثة ارهابيين من النصرة في سجن رومية بينهم شخص انتهت محكوميته امس وكان سيفرج عنه ومن بين المفرج عنهم لبناني يدعى عبد الرحمن حسن وهو تاجر مخدرات.
الاسرى الثلاثة من حزب الله وصلو ليلاً الى مدخل بلدة عرسال عبر سيارات الصليب الاحمر وكان في استقبالهم اللواء عباس ابراهم ومن ثم نقلو الى اللبوة فيما تولى ابو طاقية عبر سيارات الصليب الاحمر نقل المسلحين الى وادي حميد، وعلم ان العملية ستستكمل صباح اليوم بخروج مسلحي النصرة وعائلاتهم من عرسال عبر الحافلات التي تجمعت خلال اليومين الماضيين وبلغ عددها 155 شاحنة وسيبلغ عدد المغادرين عشرة آلاف بينهم  120 مسلحاً باسلحتهم الفردية ومن بينهم ابو مالك التلي، وبالتالي يكون الاتفاق قد انجز ، واكد اللواء ابراهيم انه لم ينفذ اي طلب من مطالب النصرة ووصلنا الى النقطة التي اتفقنا عليها سابقا ولم يتحقق اي مكسب للمسلحين ولم نطلق اي شخص تلوثت يداه بدماء الجيش اللبناني مشيرا الى ان الامن العام سيرافق الحافلات الى الحدود اللبنانية السورية واشار الى ان سوريا قدمت الحافلات وسهلت العملية وسيصبح المغادرون بعهدة الدولة السورية بعد دخولهم اراضيها، واعتبر اللوء ابراهيم ان النصر هو نصر للبنان كله وان اي ارض سيتم تحريرها ان كان في جرود رأس بعبلك والناقورة ومزارع شبعا هي ارض لبنانية واشار ايضا الى انه كان على تواصل دائم مع الرؤساء الثلاثة لتنفيذ العملية وخصوصاً مع الرئيس سعد الحريري وقال ابراهيم ان الرئيس الحريري هو اول من طلب مني منذ 10 ايام انجاز هذه المهمة لان هذا النصر هو نصر لكل لبنان.
وأكد ان مخطوفي الجيش اللبناني لدى داعش هم امانة في اعناقنا ،وكشف عن وجود وسيط  لكن الاتصالات لم تبدأ. وكشف عن دور ايجابي لابو طاقية في هذه المهمة وقال لا اعرف شيئا عن اموال التلي.
وقال ان اسرى حزب الله الخمسة سيطلقون دفعة واحدة من حلب.
وقد جرى للاسرى المحررين استقبالات حاشدة في قرى البقاع وفي اللبوة ورفع شعار السيد حسن نصرالله «نحن قوم لا نترك اسرانا في السجون».
وكانت المفاوضات قد تعثرت صباحاً  بسبب شروط يضعها ابو مالك التلي تتعلق حينا بالافراج عن ارهابيين في سجن رومية واحياناً اخرى بشمول الصفقة مسلحين من عين الحلوة بينهم الارهابي شادي المولوي اضافة الى شروط تتعلق بسلوك الحافلات وعدم مرورها في مناطق سيطرة الجيش السوري الى عدم تفتيش الحافلات، الى مكان الافراج عن الاسرى الثلاثة من حزب الله في ادلب وليس في وادي حميد.
 فيما رعى اللواء ابراهيم لقاء بين فاعليات بلدة عرسال واللبوة واكد خلال اللقاء صعوبة المفاوضات مع جهات متطرفة امتهنت لعبة الابتزاز والاختباء وراء المدنيين من النازحين السوريين، واكد ان لبنان اكبر من ان يكون متقوقعاً او ضمن حدود طائفية فهو اوسع من ذلك، وكشف ان مهمته تحظى بدعم كل الاطراف السياسية، واعرب عن رغبته في ان تبقى شروط التبادل سرية، واكد ان اهالي عرسال واللبوة يجب ان يكونوا يداً واحدة. وفي حديث آخر قال اللواء ابراهيم «ان المرحلة الثالثة من المفاوضات بدأت، وهي الادق، وكان اللواء ابراهيم امضى يومه متنقلاً بين مدخل بلدة عرسال واللبوة وعدد من القرى لمتابعة المفاوضات خطوة خطوة، كما ترأس اجتماعاً عسكرياً امنياً لبحث آخر ما توصلت اليه الاتصالات مع ابو مالك التلي عبر وسطاء في المنطقة. فاللواء ابراهيم كما نجح في حل الكثير من الملفات وابرزها ملف راهبات معلولا قادر على النجاح في هذا الملف الذي سيكون انتصاراً لكل لبنان.

 خلوة بالسيارة بين بري والحريري 

وعلى هامش، احتفال عيد الجيش اللبناني، عقد خلوة رئاسية بين الرئيسين بري والحريري في السيارة التي اقلتهما الى بعبدا واستكملت في عين التينة، واشارت معلومات، ان الرئيس الحريري وضع الرئيس بري بتفاصيل زيارته الى واشنطن، وما سمعه من الرئيس الاميركي، وهي مطابقة للاجواء التي عممت في وسائل الاعلام، كما تم النقاش في ملف سلسلة الرتب والرواتب.
وعلم ان الرئيس سعد الحريري سيوقع على مشروع السلسلة وسيرفعه الى قصر بعبدا، ولمست شخصيات التقاها الحريري، انه لم يلمس من الرئيس ميشال عون موقفاً سلبياً من السلسلة. وكشفت هذه الشخصيات ان الرئيس الحريري مطمئن لمصير السلسلة وبانها ستقر وستدفع لمستحقيها.
لكن عضو تكتل التغيير والاصلاح الان عون كشف ان التكتل ليس راضيا عن كل شيء فيما يخص السلسلة، ولدينا اعتراضات، مشيراً الى اهمية اقرار الموازنة، والحلول قد تأتي عبر رد السلسلة وليس رد القوانين. واوضح ان رد السلسلة او رد قانون الضرائب وعودته الى المجلس النيابي يتطلب بدائل وهناك مواقف يجب ان يحصل  ضمن الكتل النيابية. ولفت الى ان الهدف التوصل الى بدائل عن الضرائب، وهذا الشهر كاف لاستكمال النقاش.

 تعيينات مجلس الوزراء 

اما على صعيد  مجلس الوزراء غدا الخميس، لم يتضمن جدول الاعمال اي بند يتعلق بسلسلة الرتب والرواتب وتقرير هيئة ادارة المناقصات في الكهرباء، لكن معلومات مؤكدة كشفت ان وزراء اللقاء الديموقراطي والقوات سيطرحون ملف مناقصات الكهرباء والتجاوزات، واين اصبح الملف؟ وهل انتهى وزير الطاقة سيزار ابي خليل من اعداد تقريره كما وعد؟ كذلك سيتم مناقشة ملف سلسلة الرتب والرواتب من خارج جدول الاعمال وسيبدي الرئيس عون ملاحظاته، وينتظر  توقيع رئيس الحكومة على السلسلة وتحويلها الى رئيس الجمهورية الذي كلف فريق مالياً مختصاً لوضع ملاحظات، ويمكن ان يعقد مجلس الوزراء جلسة مخصصة لسلسلة الرتب والرواتب، في ظل اتجاه عند الرئيس عون لدرس السلسلة لكنه لم يحسم قراره بشأن الرد، مع ميله لاجراء تعديلات عليها، خصوصا ان جمعيات اقتصادية بارزة ومنها جمعية المصارف دعت الرئيس عون الى عدم توقيع السلسلة ودرسها من جديد.
لكن قيادات نقابية دعت الى مواجهة اي اقرار لرد السلسلة، وكشفت عن تحركات شعبية على الارض، كما هددت نقابة المعلمين بتعطيل العام الدراسي كلياً، وتدرس مقاطعة تصحيح الدورة الثانية من الامتحانات الرسمية، كما ناشد الاتحاد العمالي العام رئيس الجمهورية باقرار السلسلة ووقف الهدر في مؤسسات الدولة.
وفي اطار جلسة مجلس الوزراء ايضاً، سيضع الرئيس الحريري الوزراء في اجواء نتائج زيارته لاميركا والعقوبات المالية على لبنان، حيث اكد احد اعضاء الوفد، ان لا رفع للعقوبات لكن لبنان يسعى ان تكون «مخففة» كاشفاً ان العقوبات سيتم اقرارها في الخريف مع استمرار الدعم العسكري للجيش وسيتم التطرق الى ملف الانتخابات الفرعية في كسروان والشمال، واكذ وزير الداخلية نهاد المشنوق ان قرار اجراء الانتخابات سياسي وليس تقنيا.
وعلى صعيد مجلس الوزراء، سيتم اقرار سلة من التعيينات في التفتيش المركزي وسط محاصصة مكشوفة، ونسف الآلية المتبعة كذلك ستتم بعض التعيينات في اوجيرو ورئاسة مجلس شورى الدولة ومحافظين.