نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركيّة تقريرًا عن المعارك الأخيرة التي جرت في جرود عرسال، موضحةً أنّ حزب الله أصرّ من خلالها على أن يردّ على خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضدّه، والتأكيد أنّه لا يشكّل تهديدًا
 

ولفتت الصحيفة الى أنّ عملية الجرود تمّت بالتعاون مع الجيش اللبناني من جهة والسوري من جهة أخرى واللذين ضبطا الحدود ومنعا المسلّحين من التسلّل أو الهروب. وقد كان المسلّحون محاصرين وبعد وقف إطلاق النار، حصل إتفاق على نقل 9000 مقاتل مع عائلاتهم من عرسال الى مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا.

وشبّهت الصحيفة الأميركية عناصر الحزب وقادته مثل عماد مغنية الذي اغتيل في العام 2008، بالعاملين في أفلام التجسس. كما ذكرت دور الحزب الفعّال، الى جانب إيران وروسيا، في تفادي سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.

وبحسب التقرير، فقد وجّه مسؤول عسكري في "حزب الله" إسمه الحركي "الحاج أبو أحمد" الليزر الى خارطة كبيرة، واصفًا شدّة معركة عرسال التي شُنّت لإبعاد المسلّحين على الحدود اللبنانية السورية، وقال: "كان علينا أن نقاتل صخرة صخرة، تلّة تلّة...".

وخلال جولة الصحافيين، كانت الفرصة لهم لاستطلاع منطقة لم يكن من الممكن الدخول اليها منذ العام 2014، عندما احتجز المسلّحون عسكريين لبنانيين. ولا يزال 9 منهم مع "داعش" الذي تتواجد عناصره في منطقة قريبة من التي تحررت الآن، والتي كانت تعدّ طريقًا مهمًّا للتهريب بين لبنان وسوريا.

ورأت الصحيفة أنّ الحزب أظهر في الجولة أنّه لا يشكّل تهديدًا إقليميًا كما قال ترامب الأسبوع الماضي، بل إنّه يلعب دورًا محوريًا في قتال متشدّدي "القاعدة" و"داعش". وأكّدت الصحيفة أنّ "حزب الله" هو حزب سياسي كما أنّه مسلم شيعي، وهو أقوى فصيل مسلّح في لبنان، وإسرائيل تعتبره العدو الأبرز.

وقال أبو أحمد: "للحقيقة، لقد كان لدى مسلّحي النصرة خطّة دفاعية جيدة"، وأقرّ بمقتل 47 مقاتلاً من "النصرة".

من جانبه، قال محمد النابلسي، وهو محلّل يؤيّد "حزب الله" وشارك في الجولة أنّها "رد جزئي" على خطاب ترامب ضد "حزب الله" وهذه الرسالة الأولى للحزب. وقال: "مع هذه الجولة يقول حزب الله إنّه في الخط الأمامي في مواجهة الإرهاب، أمّا الولايات المتحدة فهي من صنعت داعش والقاعدة وسهّلت نموّهما".

كما وجّه "حزب الله" رسالة أخرى الى اللبنانيين الذين يوافق بعضهم مع ما قاله ترامب، عن أنّه يضع مصالح لبنان بعد مصالح إيران. وحاول الحزب التشديد على لبنانيّة عملياته 100%، فقد إفتتح الجولة بالنشيد الوطني وتلاه نشيد حزب الله.

من جهته، قال قائد في الحزب يُدعى "هادي" وقد بدا واثقًا ومرتاحًا، إنّ الحزب إنتظر الدولة اللبنانية والعالم أجمع لتأمين السلامة لعرسال، وبعد الإنتظار، اتخذ الحزب المعركة على عاتقه. وأضاف: "عندما يأتي الجيش، سنسلّمه مواقعنا. لا نريد أن نبقى في هذه الجبال".

 

 

(Latimes)