خرج من منزله صباح أمس، من دون أن يصل إلى وجهته، بعدما أصيب بذبحة قلبية أثناء قوده سيّارته، ما اضطُره إلى اتخاذ طريق فرعيّ.
ركنَ مركبته، لكن لم يجدْ من ينقذه، فسلّم الروح بعيداً من عائلته وأحبائه. هو نظير الجبر ابن بلدة شيدرا في عكار، الذي بقيت جثّته ساعات تحت أشعّة الشمس قبل أن يعثر عليها صباح اليوم إثر عملية بحث وتحرٍّ طويلة.
جثّة داخل سيّارته
أغمض الجبر (77 عاماً) عينيه إلى الأبد، من دون أن يعلم أولاده السبعة أنها الرحلة الأخيرة له التي لن يعود بعدها إلى منزله. قلقوا بشأنه، حاولوا التواصل معه، وعندما شكّوا بأنّ أمراً مريباً حصل معه، أبلغوا القوى الأمنية فباشرت مع الصليب الأحمر والدفاع المدنيّ وأهله رحلة البحث عنه. وقال ابن شقيقه الأب يعقوب الجبر لـ"النهار": "عثرنا عليه على طريق عيدمون - القبيّات، كان جثّة هامدة.
حضر عناصر من الأدلّة الجنائية وقوى الأمن الداخلي حيث بوشرت عملية رفع البصمات، نقل إلى مستشفى السلام في القبيات، كشف الطبيب الشرعي على جثته ليؤكد أنّ سبب الوفاة ذبحة في القلب".
نهاية هادئة
الجبر المتقاعد من الجيش الذي عمل في الصرف الصحيّ، معروف بأنه "من الجيل القديم المقدام، الذي كرّس حياته لتربية أولاده. رجل هادئ ومحبّ للآخرين، لم يتوان يوماً عن مساعدة كل من طرق بابه. وكما كان هادئاً في حياته كذلك أثناء وفاته، فهو لم يزعج إنساناً طوال عمره، ربما لذلك قرر الرحيل بعيداً من الجميع"، قال الأب يعقوب قبل أن يضيفَ: "على الرغم من سنواته الـ77 صحّته كانت جيّدة، يعمل ويتنقّل ويقود سيارته، وهذه من نعم الربّ على الشخص، أن يصل إلى هذه المرحلة من العمر من دون أن يحتاج إلى من يسنده، بل بقي حتى آخر لحظة من حياته ربّ أسرة يقوم بكامل واجباته تجاهها. والد حنون، تمكّن من تربية 4 شبّان و3 فتيات، زوّجهم وفرح بأحفاده، لكن لكل إنسان نهاية، واليوم كان نهاية مروره على هذه الأرض".
غداً سيحتفل بجنازة جبر وستقام الصلاة لراحة نفسه في كنيسة النبي إلياس في مسقط رأسه. عائلته المحزونة على مغادرته الأبدية لهم تمنّت استبدال الأكاليل بالتبرّع للكنيسة، تماماً كما أحبّ الخير في حياته مبتعداً من كل المظاهر الدنيوية التي لا تقدم ولا تؤخر. ويبقى أمل كل من عرفه أن ترقد روحه بسلام وأن تخلد ذكراه الطيّبة بعد وفاته.