رد النائب بطرس حرب على وزير الخارجية ببيان هذا نصّه:
لقد طفح الكيل ولم يعد السكوت جائزاً.
يدأب وزير الخارجية منذ مدة على تكرار مقولة موضوع عرسال اليوم يدل على صحة ما كان يطالب به من مجلس الوزراء السابق بحسم موضوع عرسال وإن الحكومة السابقة لم تجاريه في طلبه ما تسبب باستمرار الأخطار حتى اليوم الذي عاد إليه القرار فحسم الأمر.
إن في هذا الزعم تزويراً للوقائع التاريخية تفتيشاً عن بطولات وهمية على حساب الآخرين، ما يستدعي منا التوضيح الآتي :
أولاً : لقد طالب وزير الخارجية، لأسباب سياسية لم تكن خافية على أحد، في عهد الحكومة السابقة، بإصدار أوامر للجيش لإقتحام بلدة عرسال ومطاردة الإرهابيين فيها، إلا أن الحكومة، وبناء على رأي قيادة الجيش آنذاك، لم تأخذ برأي وزير الخارجية لتفادي مجزرة تطال المدنيين في بلدة عرسال بسبب إختلاط الإرهابيين ضمن البلدة مع أهلها. فكُلّف الجيش آنذاك برقابة الإرهابيين وتعقبهم، وهو ما سمح، ولا يزال حتى اليوم يسمح،بكشف الكثير من المخططات الإرهابية، ومن تفادي كوارث أمنية وخلق فتنة داخل البلاد.
ثانياً : لا يمكن أن يكون خافياً على وزارة الخارجية الظروف والتطورات السياسية والدولية والعسكرية التي سمحت الآن، ولم تكن تسمح البارحة، بأن تنفذ عملية مواجهة جبهة النصرة في جرود عرسال وامتداداتها داخل الأراضي السورية، وهي ظروف مختلفة كلياً عن الماضي.
كما لا يمكن أن يوفت ذاكرة وزير الخارجية أن ما طالب به منذ سنتين وثلاث، كان إصدار الأمر إلى الجيش اللبناني لاقتحام بلدة عرسال، ولم تكن لتحرير جرود عرسال والجرود المتاخمة لها في الأراضي السورية من الإرهابيين.
أما اليوم، لم تتخذ الحكومة قراراً بتكليف الجيش الشرعي باقتحام عرسال ومطاردة الإرهابيين. ولم يخض الجيش معركة ضد الإرهابيين في جرود عرسال وامتداداتها السورية، بل إن حزب الله هو الذي قرر أن يقوم بالمهمة دون استشارة الحكومة الحالية ودون إتفاق مكونات الحكومة عليها عند حصولها وحتى بعد حصولها، واقتصر دور الجيش مشكوراً على حماية اللبنانيين في بلدة عرسال ومنع تسلل جبهة النصرة منها إليها.
ثالثاً : إننا، بمناسبة عيد الجيش اللبناني، الذي لا نرى بديلاً عنه، ولا نرى شريكاً له في حماية حدود لبنان وفي بسط سيادة القانون على كامل الأراضي إلا القوى الأمنية الشرعية، وبالنظر لإيماننا بقدراته القتالية المتطورة والمشهود لها دولياً، وبالنظر لاستمرار وجود خطر يهدد قرى البقاع الشمالي، كالقاع ورأس بعلبك وغيرها، من قبل إرهابيي داعش الموجودين على الأرض اللبنانية ولحسن الحظ بعيدة عن مخيمات النازحين السوريين، أن يطلق حملة للقضاء عليهم وطردهم من كل الأراضي اللبنانية، مؤكداً لجيشنا في عيده الوطني استعداد اللبنانيين، كل اللبنانيين، لمؤازرته في هذه المعركة وتقديم أية مساعدة يحتاجها في هذه المواجهة.
وإذا كنا نحرص على عدم إقحام الجيش الوطني في مناقشاتنا السياسية، إلا أنني لا يسعني إلا أن أتوجه إليه بأسمى آيات التقدير والاحترام بمناسبة عيده، داعياً كل القوى السياسية إلى عدم إقحام الجيش في صراعاتها السياسية، بحيث يبقى جيشنا جيش كل لبنان وكل اللبنانيين.