ضحية جديدة على طريق البحث عن الكمال في عالم الجمال، سقطت بعدما اتخذت قرارها باجراء عملية شفط دهون، لم يتحمل قلبها، رحلت قبل ان تودع ابناءها، هي نسرين ابنة صيدا والأم لثلاثة أولاد.

حملت نسرين التي تعمل مدرسة حقيبتها، توجهت الى الشام لاجراء عملية تنحيف لجسدها، بعدما رفض الاطباء في لبنان خضوعها لها كونها تعاني من ضعف في عضلة قلبها، كما تروي صديقتها المقربة، لكن المرأة الثلاثينية لم تتوقع انها تخطو بقدميها نحو حتفها، وان قرارها سيكلفها الرحيل الأبدي عن اولادها الثلاثة (فتاتان وشاب) وانه في لحظة سينطفئ بريق عينيها وتخمد ضحكتها التي لم تكن تفارقها.

إقرأ أيضًا: فرح قصاب بين الخطأ الطبي والاعلامي

مضاعفات العملية؟

خضعت نسرين للعملية، وبحسب ما قالت صديقتها كلود" اطلعني مصدر في عائلتها ان العملية نجحت مئة بالمئة، خرجت من المستشفى على رجليها متوجهة الى بيت صديقتها في سوريا، لكن بعدها اصيبت بذبحة قلبية، سارعت صديقتها ونقلتها الى المستشفى، اجرى لها الاطباء صدمات كهربائية لكن للاسف لم تستطع الصمود، فسلمت الروح"، وأضافت "فراقها خسارة كبيرة ، لا ابالغ ان قلت انها كانت كالملاك على الارض، اينما احلت تركت سلاما وسكينة في مكان تواجدها". 

اصرار على القرار

صديقة نسرين في السكن، رولا قالت لـ"النهار" ان" خبر وفاتها وقع كالصاعقة على جميع من عرفها"، واضافت "تشاطرنا العيش سوية تحت سقف واحد في الشويفات، كانت بكل معنى الكلمة الاخت الحنون للجميع، تسمع معاناتنا وتنصحنا بمحبة، اطلعتني قبل فترة عن نيتها قصد سوريا واجراء عملية تجميلية، نصحتها بالابتعاد عن هذه الفكرة واللجوء الى الرياضة ان ارادت تخسيس وزنها، لكنها حددت يوم الخميس قبل الفائت موعدا لسفرها، للاسف تركت المنزل قبلها، لاصدم اليوم بخبر موتها وان المنية وافتها مساء امس الجمعة". على الرغم من اطلاع نسرين بعض صديقاتها على قرارها الا ان بعض عائلتها كما قالت كلود" لم يكن على علم باقدام نسرين على هذه الخطوة".

إقرأ أيضًا: دخلت العيادة بـ50 ألف دولار لشفط الدهون.. التفاصيل الكاملة لموت فرح!

عودة جسد بلا روح

موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ضجّ بخبر وفاة نسرين، اصدقاؤها وزملاؤها عبروا عن حزنهم على فراقها وزهولهم من سرعة مغادرتها. منهم من كتب " ﺭﺣﻢ ﺍلله ﺍﺭﻭﺍﺣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻧﻘﻴﺔ ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ... رحلت باكراً يا ملاك مرّ سريعا على الارض... الى جنات الخلد يا زهرة قطفت في غفلة".

في نعش عادت نسرين من سوريا الى لبنان ، قبل ان تدفن عصر أمس في جبانة مسقط رأسها صيدا القديمة، اغلق كتاب حياتها قبل ان يفتح كتاب حزن عائلتها واولادها، تماماً كما حصل مع عائلات عدة، خسرت احباءها بعد قرارهم الخضوع لعمليات تجميلية، آخرهم فرح القصاب وان كان الفرق ان الاخيرة سلمت الروح على الفور في حين ان ملك الموت منح نسرين بعض الوقت قبل ان ينتزع الروح من جسدها!