بنجاح، وباشراف رسمي، انطلقت أمس عملية تبادل الجثامين والاسرى بين حزب الله وجبهة النصرة، على ان تستكمل في الأيام القليلة المقبلة، بعدما اتسعت مروحة الراغبين بمغادرة الأراضي اللبنانية، مع المعلومات عن ان صفقة الترحيل، ستشمل عدداً من المسجونين الإسلاميين في سجن رومية، فضلاً عن إطلاق ميادة عيوش وابنها، والتي كانت أوقفت باعتبارها ناشطة تعمل لمصلحة جمع الأموال لجبهة النصرة.
واشرف على العملية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي أكّد «ان جميع المسلحين وعائلاتهم، بمن فيهم أبو مالك التلي سيخرجون من جرود عرسال عن طريق البر، واضعاً بذلك حداً للمعلومات التي تحدثت عن احتمال انتقال التلي وعائلته إلى تركيا من مطار بيروت.
وكشف «اللواء» إبراهيم ان لا تفاوض رسمياً لإخراج مطلوبين من جنيسات غير لبنانية من مخيم عين الحلوة، في إطار صفقة التبادل، لأن قرار الدولة أن لا تفاوض البتة حول خروج هؤلاء.
وفي ما يتعلق بـ«تنظيم داعش»، أشار مصدر لبناني رفيع لـ«اللواء» ان هذا الموضوع غير مشمول بالمفاوضات، وهو مرتبط بمرحلة ما بعد انتهاء ملف «النصرة» والتبادل، الذي سيستغرق أيام، بعدما سجّل أكثر من 8000 شخص اسماءهم لمغادرة جرود عرسال ومحيطها، بعد «الضربة التي منيت بها جبهة النصرة».
مجلس الوزراء
ومع عودة الرئيس سعد الحريري، والوفد المرافق إلى بيروت، تستأنف الحركة السياسية اليوم، سواء في ما خصّ التحضير لعيد الجيش غداً، أو الاعداد لجلسة مجلس الوزراء الأربعاء.
ورجّح مصدر وزاري في اتصال مع «اللواء» ان تعقد الجلسة في السراي الكبير.
وسيتطرق الرئيسان ميشال عون والحريري إلى الجلسة، في ضوء نتائج زيارة واشنطن، وما حققه الوفد اللبناني، لجهة حصر ذيول العقوبات الأميركية، وعدم تأثيرها على المصارف اللبنانية، وحركة التجار اللبنانيين، بما في ذلك المؤسسات والشركات ذات المنفعة العامة، والمؤسسات الاستشفائية والتعليمية.
وفي هذا الإطار، توقعت مصادر سياسية، مقربة من حزب الله ان يُبادر وزيرا حزب الله محمّد فنيش وحسين الحاج حسن إلى طرح «ما يوصف بموقف الوفد اللبناني غير المشرف في واشنطن»، والذي تصفه المصادر بأنه «خروج عن البيان الوزاري ومفاهيم العيش المشترك».
عيد الجيش
وغداً، يحتفل لبنان بعيد الجيش في الاول من آب في ثكنة الفياضية حيث سيعيد قائد الجيش في أمر اليوم التأكيد على مواجهة الإرهاب، واستعادة العسكريين المختطفين لدى داعش، فضلاً عن الالتزام بالقرار 1701.
وأمس بدأ الرئيس عون تحضير خطابه الذي سيلقيه خلال الاحتفال العسكري بتخريج دفعة جديدة من الضباط في الكلية الحربية (225 ضابطاً)، والذي سيتضمن بالتأكيد مقاطع حول ما جرى في جرود عرسال، سواء لجهة تحريرها من مسلحي جبهة «النصرة» والاتفاق الذي بدأ تنفيذه أمس لسحب باقي المسلحين وتسليم الجثمامين، او لجهة ما يمكن ان يكون عليه الموقف الرئاسي بالنسبة لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من مسلحي «داعش»، وهي المعركة التي يفترض ان يتولاها الجيش اللبناني.
واللافت في احتفال الفياضية غداً، هو حضور الرؤساء الثلاثة مع قائد الجيش العماد جوزف عون، بعد غياب ثلاث سنوات بفعل الشغور الرئاسي، بما يعزز الموقف الموحد حيال الجيش في معركته لمواجهة الارهاب وحفظ الامن والاستقرار.
وقالت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية لـ «اللواء» ان الثابت في كلمة الرئيس عون هو التأكيد على دور الجيش والقوى الامنية الاخرى في المحافظة على الاستقرار الامني، والاشادة بما حققه في مكافحة الارهاب سواء من خلال المواجهات المباشرة مع المسلحين او من خلال العمليات الاستباقية التي نفذت.
واشارت الى ان عون سيتناول التطورات الاخيرة على الحدود اللبنانية – السورية، ويؤكد على اهمية تحرير الارض من الارهابيين، وعلى جهوزية الجيش ودوره في استعادة السيادة اللبنانية على كل شبر من الارض، كما انه سيعرض لاهمية تضامن اللبنانيين في هذه المرحلة، والتفافهم حول مؤسساتهم الامنية والدستورية والثقة الدولية المتجددة بلبنان من استعادة المؤسسات الدستورية لمسؤولياتها في الحفاظ على البلاد، وسينبه ايضا الى المخاطر التي تحدق بلبنان والتي تتطلب وعياً وعدم الدخول في خلافات جانبية، تصرف الانظار عما هو أهم.
اتفاق التبادل
وتابع الرئيس عون خلال اليومين الماضيين تفاصيل الاتفاق حول انسحاب مسلحي «النصرة» من ما تبقى من جرود عرسال، والتقى لهذا الغرض اللواء ابراهيم الذي تولى التفاوض مع الجهات المعنية بالاتفاق قبل أن يتوجه عصراً إلى البقاع لمتابعة تفاصيل المرحلة الاولى من تنفيذ الاتفاق.
واكدت مصادر رسمية مطلعة ان الرئيس عون يتعاطى مع الملف من منطلق وطني عام، وليس من منطلق التفاصيل الداخلية الضيقة، ربما يؤدي الى مردود ايجابي عام على منطقة البقاع الشمالي، وعلى البلد ككل..
وافاد الاعلام الحربي لحزب الله ان المرحلة الاولى من صفقة التبادل بين الحزب وجبهة النصرة برعاية الامن العام نفذت، عبر «تجميع جثث قتلى النصرة وعددهم تسعة سلموا للأمن العام، مقابل رفات 5 من حزب الله قضوا في معارك الجرود».
وحسب الاعلام الحربي، يتوقع ان تتم اليوم المرحلة الثانية، وتقضي بترحيل مسلحي «النصرة» وعائلاتهم، وآلاف النازحين الراغبين بالمغادرة من وادي حميّد في عرسال، على ثماني دفعات بحيث يترافق وصول كل دفعة الى أدلب السورية اطلاق «النصرة» سراح اسير من حزب الله، وكان عددهم في الاصل خمسة كانوا اسروا في اوقات سابقة من العام 2015، واضيف اليهم خلال اليومين الماضيين ثلاثة مقاتلين من الحزب ضلوا الطريق في جرود عرسال فوقعوا في قبضة «النصرة».
وعلمت «اللواء» ان مسلحي «النصرة» حاولوا عبر وساطة الامن العام اللبناني، اجراء صفقة جديدة مع الحزب خارج اطار اتفاق وقف اطلاق النار، لكن الحزب ابلغ هؤلاء اصراره على ان يكون الثلاثة من ضمن الاتفاق، والا فإن سيعتبر الثلاثة شهداء ويواصل معركة تحرير الجرود.
وقدر «الاعلام الحربي» عدد اللذين سيتم ترحيلهم من جرود عرسال بنحو 9 آلاف شخص بينهم على الاقل نحو 120 مسلحاً والباقي من النازحين.
وكشف حزب الله ان الشهداء الخمسة الذين تمت استعادة جثامينهم هم: حسن علي شريف، جهجاه محمّد جعفر، مصطفى المقدم، احمد الحاج حسن وقاسم العجمي، والاخيرين سيتم تشييعهما اليوم في الاوزاعي».
واعلن الاعلام الحربي التابع للحزب ان مقاتليه عثروا امس على الملالة العسكرية التابعة للجيش وهي من نوع M113 والتي استولت عليها «النصرة» في معركة عرسال آب 2014، ورفع على الآلية صورة العقيد نور الدين الجمل قائد الكتيبة 83 والذي استشهد اثناء هذه المعركة، تحية تكريم له.
اللواء : صفقة التبادل بين حزب الله و«النُصرة»: نجاح المرحلة الأولى
اللواء : صفقة التبادل بين حزب الله و«النُصرة»: نجاح المرحلة...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
222
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro