وأوضح فيشر أنّ النزاع المُضمر هذا ما زال مندلعاً بشكل خفي حيث تدور أحداثه في غالبية الأحيان بالوكالة- أي عبر المجموعات المسلحة التي يدعمها الطرفان في سوريا واليمن وغيرهما من البلدان- ملمحاً إلى أنّ هذه المواجهة توشك على بلوغ ذروتها الأولى مع فرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً على قطر، بسبب دعمها "الإرهاب" والعلاقات الوطيدة التي تجمعها بإيران.
ورأى فيشر أنّ المواجهة العسكرية المباشرة مع إيران تهدد بإشعال الشرق الأوسط، متخوفاً من أنّها ستكون أكثر شراسة من الحروب الأخرى التي شهدتها المنطقة في وقت سابق، ومن بقاء "داعش" أو "خليفته" نظراً إلى استمرار النزاع السوري وإلى الضعف الذي يعيشه العراق بسبب خلافات الطوائف على السلطة.
في السياق نفسه، صنّف فيشر إعادة طرح "القضية الكردية" ضمن العوامل التي تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط، مشدّداً على أنّ الأكراد الذين أظهروا براعة في قتال "داعش" يريدون استخدام وزنهم العسكري والسياسي الجديد لتأسيس دولة مستقلة.
وعليه، اعتبر فيشر أنّ هذه المسألة تشكل أحد الأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب بالنسبة إلى تركيا وسوريا والعراق وإيران، خالصاً إلى أنّ الفصل الجديد الذي سيشهد عليه تاريخ الشرق الأوسط سيكون بعيداً كل البعد عما هو سلمي.
( Algerie patriotique)