يجمع المحافظون المتشددون في إيران وفريق ترامب المتشدد في الولايات المتحدة على كره الإتفاق النووي وما تبعه من الانجازات حيث ان الاتفاق النووي أزال الكثير من العقوبات المصرفية والتجارية والتقنية وأتاح لإيران فرصًا كبيرة وكثيرة ورفع شبح التهديد عن إيران، وتلك الإنجازات تشكل مصدر قلق للمحافظين المتشددين في إيران والجمهوريين المتشددين في الولايات المتحدة حيث أن تحسين العلاقة مع الغرب وفي مقدمته أمريكا سيعري المتشددين من سلاح أيديولوجي وهو العداء للولايات المتحدة وتفرغ شعار الموت لأمريكا من أي دلالة، بينما التيار المحافظ المتشدد بحاجة إلى أعداء لتبرير بقائه في الساحة السياسية، ويعرف هذا التيار جيدًا بأن عليه أن ينفخ في بوق العداء ضمانًا لإستمراره.
إقرأ أيضًا: معاون أحمدي نجاد يتكهن بسقوط النظام!
نفس الوضع ينطبق على المتشددين في الولايات المتحدة حيث أنها تفضل بقاء إيران في محور الشر وفق تصنيف بوش الإبن حتى يمكن تفعيل دورها وشيطنتها لابتزاز العرب الأثرياء.
وما يفوت المحافظين المتشددين هو أنهم كانوا حتى وقت قريب يحتجون على الاتفاق النووي ويعتبرونه خدعة ومؤامرة ضد إيران ولكنهم بين عشية وضحاها أصبحوا من أشد المدافعين عنه مصلحيا لأن ترامب والكونجرس ومجلس الشيوخ الأميركيين بادروا إلى خرقه، فإن هذا الموقف المندد يبطن الاعتراف بأن الإتفاق النووي كان لصالح إيران ولو لم يكن كذلك لما سارع ترامب إلى محاولة الغائه.
ولكن المحافظين المتشددين لا يفهمون هذه البديهية واذ هم يفرحون بالحظر الاميركي الجديد لأنه يعرض حكومة روحاني لمشاكل كبيرة ولكنهم يستغلون هذا الحظر من أجل ترسيخ الكراهية للشيطان الأكبر.
إقرأ أيضًا: أمريكا والإتفاق النووي: الحرق أو الخرق
إن الحظر الاميركي الاخير على إيران يبشر المتشددين بعودة العقوبات والغاء الاتفاق النووي حيث انهم كانوا اكبر المستفيدين من فترة العقوبات المدمرة عبر اقتصاديات التهريب والفساد المالي الواسع العقوبات أصابت الدولة الايرانية بالشلل واتاحت فرصة كبيرة للتعامل السري وغير القانوني الذي شكل عددا كبيرا من شبكات الفساد وليس بابك زنجاني إلا واحدًا من آلاف المفسدين الاقتصاديين الذين استغلوا العقوبات وحصلوا على مليارات من الدولار من أموال الشعب الإيراني.