تتجه الأنظار إلى التعزيزات العسكرية والتدابير الاحترازية المتسارعة التي يتخذها الجيش عند جبهة "القاع - رأس بعلبك" الحدودية على وقع تمشيط مدفعي متصاعد يستهدف مواقع إرهابيي "داعش" في جرود المنطقة حيث رصدت "تحركات مشبوهة لهم في سياق متزايد ومتزامن مع اندلاع المعارك مؤخراً في المنطقة الجردية المحاذية لعرسال"، حسبما أوضحت مصادر عسكرية رفيعة لـ"المستقبل".
وأكدت المصادر العسكرية الرفيعة لـ"المستقبل" أنّ "الجيش اللبناني يستعد حالياً لإطلاق معركة تطهير جرود القاع ورأس بعلبك من الوجود الإرهابي خلال 72 ساعة" باعتباره المسؤول الأول والأخير عن هذه المهمة الواقعة ضمن نطاق أراضٍ وجرود لبنانية 100% بخلاف واقع الحال إزاء تلك المعارك التي دارت ضد "جبهة النصرة" في منطقة جردية متداخلة جغرافياً بين لبنان وسوريا ولم يكن الجيش اللبناني معنياً مباشرةً بها إلا ضمن إطار "تحصين الحدود ومنع تسرب أي من المسلحين إلى القرى والبلدات اللبنانية".
ورداً على سؤال، ذكّرت المصادر لـ"المستقبل" بأنّ معارك الجرود الأخيرة ضد "جبهة النصرة" كانت قد انطلقت أساساً من داخل الأراضي السورية وتحديداً من جرود فليطا، وبالتالي لم يكن للجيش اللبناني أي مهمة أو دور فيها باستثناء حماية الحدود اللبنانية والمدنيين اللبنانيين والنازحين السوريين، أما المعركة المُرتقبة في جرود رأس بعلبك والقاع فالجيش اللبناني هو الوحيد المعني بها وهو من يقودها إمرةً وتخطيطاً وتنفيذاً، مع إشارتها في هذا المجال إلى أنّ هذه المعركة ستقع ضمن نطاق جغرافي خالٍ من أي مدنيين أو نازحين بشكل سوف يريح الوحدات العسكرية في مواجهة المجموعات الإرهابية التي لن يكون في مقدورها التلطي خلف أي تجمعات أو مخيمات مدنية للتواري عن مرمى نيران الجيش اللبناني.
وفي خطوة لافتة، تفقد رئيس الاركان في الجيش اللواء الركن حاتم ملاك الوحدات العسكرية المنتشرة في مناطق القاع ورأس بعلبك وعرسال، واطلع على الاجراءات الميدانية المتخذة، ثم اجتمع بالضباط والعسكريين وزودهم بالتعليمات اللازمة.