النصرة استسلمت وانتهت في جرود عرسال وداعش على الطريق، لكن التوقيت بيد قيادة الجيش اللبناني التي استكملت استعداداتها الميدانية بانتظار ساعة الصفر.
المعركة «حتمية» ورئيس الاركان في الجيش اللبناني اللواء حاتم ملاك تفقد قطعات الجيش المنتشرة على خطوط التماس مع داعش، وكذلك المواقع التي استهدفت بالقصف من قبل داعش صباح امس، وقد رد الجيش اللبناني من مواقعه في البقاع الشمالي على تحركات داعش في جرود رأس بعلبك الذين حاولوا اقامة الدشم والتحصينات، كما استهدف المتبقين في قسم من جرود عرسال، وكذلك جرود القاع فيما ساد الهدوء التام عرسال وجوارها منذ بدء سريان وقف النار صباح الخميس. وفي هذا الاطار، علم ان قائد الجيش العماد جوزف عون سيزور واشنطن في 12 آب لاستكمال مباحثات الزيارة الاولى لجهة ما يحتاجه الجيش من اسلحة وذخائر في ظل قرار اميركي واضح باستمرار تقديم الدعم للجيش اللبناني. وهذا الدعم والتأييد ترجما في كلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب اثناء استقباله للوفد اللبناني. وفي موازاة هذه الاجواء، واصل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم متابعة تنفيذ اتفاق سحب المسلحين من جرود عرسال، واكد ان العمل جار على قدم وساق، وكل شيء يسير وفق المرسوم له، وعلم ان اللواء ابراهيم زار دمشق ووضع القيادة السورية بكافة تفاصيل الاتفاق، وجرى بحث بكل النقاط المتعلقة بحسن سير التنفيذ.
وعلم انه تم البدء بتفكيك عدد كبير من الخيم الموجودة في مخيم وادي حميد، وتجميعها بشاحنات ونقلها الى نقطة قريبة من عرسال، مما يؤشر على اقتراب البدء بتنفيذ الاتفاق، وقد تزامنت هذه الاجراءات مع دخول 10 آليات للجيش الى اطراف وادي حميد للانتشار بعد خروج المسلحين منه، مع استكمال كل التحضيرات اللوجستية للرحيل. ويبقى انتظار الموافقة على «القوائم» لاخراج المسلحين نحو الاراضي السورية، حيث بدأت فرق عسكرية مسح الطريق الذي ستسلكه الحافلات وازالة العوائق، وستسلك القوافل طريق جبلي باتجاه فليطا ومنه الى حمص.
هذه الاجراءات تزامنت مع توسيع «بيكار» الاتصالات بين القيادات العسكرية اللبنانية وقيادات امنية في المقاومة لتأمين سلامة التنفيذ. ولذلك تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة ميدانية من الامن العام والجيش اللبناني لتطبيق الاتفاق مع النصرة وسرايا اهل الشام عبر الاتي: انسحاب من يرغب من المدنيين والمسلحين الى ادلب في الشمال السوري بالنسبة لجبهة النصرة والى القلمون الغربي فيما يخص سرايا اهل الشام ضمن مبادرة محمد رحمة الملقب بأبو طه العسالي نسبة الى بلدة عسال الورد وبالتنسيق والمتابعة مع لجنة «سرايا اهل الشام» برئاسة السوري «ابو الخير» التي دأبت منذ صباح امس على متابعة وتسجيل اسماء الراغبين بالعودة الى ادلب بالمتابعة والتعاون مع رؤساء لجان المخيمات في عرسال البلدة والمخيمات الاربعة في وادي حميد والملاهي وبالتعاون واشراف الصليب الاحمر الدولي الذي يقوم بمراقبة ومتابعة ادق التفاصيل لما يجري من قبول او رفض للاتفاق في جميع المخيمات حرصاً على سلامة التطبيق والتنفيذ، وبما يتناسب مع خيارات النازحين والمسلحين طوعاً ورغبة كما نص الاتفاق.
وافادت معلومات عن تأخير طرأ على عملية توقيت تحديد ساعة صفر المغادرة بعدما تجاوز عدد المسلحين المنسحبين والمغادرين مع المدنيين الثلاثة آلاف، ومن المتوقع ان يصل العدد الى ما بين خمسة الى ستة آلاف ممن سيغادرون الاراضي اللبنانية في عرسال وفقاً للاتفاق الذي رعاه اللواء عباس ابراهيم ويسهر على تطبيقه خطوة خطوة وعلمت الديار ان الاتفاق الذي سيطبق وفق خطوات ثلاث ووفق لوائح اسمية متفق عليها مع الجيش السوري، الأتفاق الأول مع جبهة النصرة وهو على دفعتين ويشمل البند الاول منها ابو مالك التلي مع بعض عناصره واتباعه وخاصته ومقربين منه وهي تقضي بخروجه الى احدى الدول وعلى الارجح تركيا.
البند الثاني ويقضي بانسحاب مسلحي جبهة النصرة الى ادلب بالشمال السوري مع عائلاتهم اما الاتفاق الثاني ويشمل سرايا اهل الشام، فان 236 عنصراً سينسحبون الى بلدة الحيبة السورية الواقعة تحت سيطرة الجيس السوري الحر، بعد ان رفض الجيش السوري انتقالهم الى القلمون لانغماسهم بلعبة الدم والقتل. اما الباقون ممن وافق الجيش السوري على اسمائهم من سرايا اهل الشام سيعودون الى قرى القلمون في حوش عرب رنكوس وعسال الورد، وسيعودون في قافلة جديدة كانت قد سبقتها ثلاث قوافل وهؤلاء سيستفيدون من نظام المصالحات.
اما داعش الذي يحاول فتح ثغرة في جدار المفاوضات المسدودة بعد هزيمة النصرة وحياد اهل الشام ويصطدم فتح قناة التفاوض برفض الجيش اللبناني أي اتصالات عبر وسطاء قبل معرفة وكشف مصير العسكريين المحتجزين لدى داعش منذ 2014 بعدما بات محاصراً من جميع الجهات، وتحديداً من حزب الله والجيشين اللبناني والسوري، وبات في موقع الضعيف جداً وغير القادر على وضع اي شرط في ظل اوضاعه العسكرية المنهارة.
وليلا، علم انه تم الانتهاء من تسجيل الاسماء وبدأت التحضيرات لتجهيز سيارات الاسعاف و«البولمانات» على اساس اللوائح لبدء تنفيذ الاتفاق، كما تم تفكيك عدد كبير من الخيم الموجودة في مخيم وادي حميد، ونقلت بشاحنات الى نقطة قريبة من عرسال.
بري: جلسة تشريعية جديدة
اما بشأن الموازنة والسلسلة، فقد اكد الرئيس نبيه بري امام زواره ان الاولوية للمجلس هي عقد جلسة تشريعية سيحدد موعدها بعد عودة رئىس الحكومة الى بيروت، والمعلوم ان هناك جدول اعمال لم يناقش ويقرّ في الجلسة السابقة.
واوضح الرئىس بري ان هناك جلسة تليها ستخصص للاسئلة والاجوبة وقال: فور انتهاء لجنة المال من الموازنة سأحدّد في اليوم الثاني، موعد جلسة مناقشتها.
هل يوقع رئيس الجمهورية على قانون «السلسلة» ؟
لم تظهر حتى الآن اشارات واضحة ما اذا كان رئىس الجمهورية العماد ميشال عون سيوقع قانون السلسلة ام سيردّ القانون الى المجلس. واوضح مرجع بارز ان هذا من حق رئىس الجمهورية واذا لم يوقع فهذه مسؤوليته وقد فعل المجلس ما استطاع.
وحول الغلاء وزيادة الاقساط اجاب المرجع ان لا علاقة لهذه الزيادة والغلاء بسلسلة الرواتب بل ان من واجبات الحكومة ان تمارس مراقبة الاقساط وغير ذلك.
مصادر قصر بعبدا اكدت ان مشروع السلسلة لم يصل الى بعبدا بعد وما زال في السراي الحكومي بانتظار توقيعه من الرئيس سعد الحريري بعد عودته من واشنطن، وعندما يصل الى بعبدا سيتم درسه لان هناك ارقاما بحاجة الى تقييم، وملامستها مع الوضع الاقتصادي القائم، كما ان هناك ردود فعل مختلفة على السلسلة لا يمكن الا ان ينظر بها الرئيس ميشال عون خصوصا انه استقبل وفودا اقتصادية مالية ونقابية وضعت ملاحظاتها عنده ولا يمكن تجاهلها والقفز فوقها وعلى ضوء ذلك سيأخذ رئىس الجمهورية القرار.
وتابعت المصادر، موقف رئيس الجمهورية معروف لجهة اقرار الموازنة اولا كونها تحدد السلامة المالية للدولة، والنفقات والواردات، حتى ان فتح الدورة الاستثنائىة للمجلس النيابي تضمن اولا مناقشة الموازنة واقرارها قبل أي شيىء آخر.
في الايام المقبلة سيتحدد مسار سلسلة الرتب والرواتب الذي يبدو انها مشروع خلافي جديد بين الرئاستين الاولى والثانية مع دعوة مصادر متابعة للملف الى انتظار الايام المقبلة لتحديد كيف سيرسو هذا الملف الهام الذي كان موضع انقسام حاد رغم اقراره من المجلس النيابي.
التعيينات
وفي ظل «القلق» السائد حول السلسلة فإن ملف التعيينات يطبخ على نار هادئة وسط محاصصة شاملة بين الكبار ويقوم الاقطاب السياسيون بتزكية للاسماء مع نسف الالية المتبعة في مجلس الوزراء لجهة اقتراح كل وزير 3 اسماء للمركز الشاغر على ان يختار مجلس الوزراء اسماً من بينها. اما الطريقة التي ستتبع بالتعيينات الحالية فستترك الاختيار لزعيم كل طائفة وعلم ان الرئيس سعد الحريري ابلغ من يعنيهم الامر انه «سيمشي» بمن يسميه النائب جنبلاط في التعيينات الدرزية رغم الخلاف بينهما، وهذا ما سيسهل عودة المياه الى مجاريها بين المستقبل والاشتراكي، وعلم انه سيتم تعيين وائل خداج مفتشا عاما ماليا مع استبعاد الاسم المقترح من الوزير ارسلان، وسيتولى المستقبل تسمية المراكز السنية والتيار الوطني تسمية المراكز المسيحية اما الثنائي الشيعي فسيسمي الحصة الشيعية مع تأكيد الرئيس بري على ضرورة احترام الآلية المتبعة في مجلس الوزراء.
وعلم ان القوات اللبنانية والمردة سيحصلان على مركز او مركزين فقط، مع استبعاد شامل لكل القوى والشخصيات الاخرى. حتى ان رأي مجلس الخدمة المدنية لن يتم الاخذ به بعد سقوط الالية المتبعة.