قال تعالى: ( قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالِمَ الغيب والشهادة أنت تحكمُ بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون) ـ الزمر/ 46 / لا غرو أنَّ أي طرح يُخالف سياسة الأحزاب الإسلامية، وأي فكرة تخالف عقائد جماهير الناس وآراء العوام وأوهامهم ومصالحهم المسكوت عنها من قِبَل شيوخهم ومراجعهم ـ وبالتالي لأنها مصدر الزعامة والمال والقوة، وعجباً وهل المرجع يُقلِّد الناس أم العكس لا ندري بل نعلم ـ إنه أمرٌ صعب للغاية وخطير جداً، ففي كل مرحلة وعصر وزمان عندما يظهر شخص قد أكرمه الله بشيء من الوعي والتمييز ولو كان بسيطاً ويفهم أكثر مما يفهمه عامة الناس والكثير منهم للأسف يرتدون مسوح الدين، ويحاول أن ينقل فهمه للناس ويُسلط الضوء عليه، نرى عوام الناس والمقلدون يواجهونه بالعداوة ويقابله أهل البدع والضلال بالنفور والكراهية والنيل من عرضه وشخصه، ضاربين كتاب الله بعرض الحائط بل جعلوه وراء ظهورهم، ولو كانوا يخافون الله ويحتاطون بدينهم لما صاروا إلى هذا الشقاء الذي هم فيه ولما بقوا في مستنقع الجهل..
إقرأ أيضًا: هذا ما أفرزته أحزاب الضرائب...
إنَّ مجتمعنا يغصُّ بالمنكرات والبدع ولا يعرف إلاَّ النفاق والكذب، مجتمعنا مليئ بالغش والخداع، هذا في وضح النهار، وما أدراك في الليل هؤلاء القوافل والفحول من قريش ويثرب وأصحاب العمائم يدوسون على شريعة الدين ألوف المرات والمرات، وفي النهار تصدح ألسنتهم وتُبح حناجرهم يا لغيرة الدين والطائفة إذا لاحت فكرة أو رأي من شخصٍ أكرمه الله بحرية عقله وضميره، ويسكتون عن فساد قضاتهم في المحاكم الشرعية وعن الرشوات والفساد والكذب والنيل من حدود الله في الأموال والأعراض، عجباً أين حميتهم وغيرتهم على الدين والطائفة، إنهم زنادقة يحاربون القرآن والإسلام تحت عناوين مختلفة ويقومون بأعمال متنوعة وعديدة تهدم الأخلاق والقِيَم وتعاليم الدين، فلماذا لا يقوم هؤلاء الذين يحاربوننا بمحاربة أولئك الفجَّار والتجَّار والتصدي لهم، لماذا لا يحاربون من يذهب إلى المراقص والخمارات ويمارسون أكل الربا والإحتكار وأمثالهم، يا أخي لماذا لا يتصدون إلى الكثير ممن يُناقشون في وجود الله في بيئتهم ومجتمعهم ولا يجاهدون لمنع هذه الأفكار الضالة والمقالات الضارة التي تؤدي إلى زوال الدين والأخلاق من أساسه وإلى القضاء على أعراض المسلمين ونواميسهم، وبدلاً من ذلك نجد أن كل همهم هو منع الناس من قراءة فكرة أو رأي أو قراءة كتاب أو موقف..!
إقرأ أيضًا: هكذا تحدَّث الفقهاء عن الوطن؟!
نبؤننا عن غيرتكم في الدين أين مستقره ومكانه، أين مسلكه ومضطربه، وفي أي موطن من المواطن حل..؟ أفي الحانات والمواخير والمحاكم الشرعية والوظائف التي تئن منها الأرض والسماء، والتي تهتك أعراض الناس وحرماتهم بلا خجل ولا حياء، وكأنهم يشربون الماء الزلال..؟ دلونا يا حماة الدين، أفي حوانيت الباعة حيث الغش والغبن الفاحش مزخرفاً بالأقوال الكاذبة، والأيمان الباطلة..؟ دلونا يا للغيرة، أفي مجالسنا ومجالس الأحكام حيث حب المال وحب النساء بلا فرق بين المحصنات..؟ دلونا أفي المساجد ودور المعابد حيث تنصب إجتهاداتكم هل نفرِّق بين الصلاتين أم نجمع، وحياتنا وأعمارنا مملوءة بالآثام والمفاسد والمظالم، لكفت تلك الحركات التي تسمى صلوات لغفران السيئات..؟ دلونا يا حماة المذهب، أفي مجالس الرهبان والعُبَّاد والمتصوفة حيث الألعاب الجمبازية، والحركات البهلوانية، والسرقات باسم العادات والعبادات..؟ وإنتهاك الحرمات باسم البركات؟ يا رب ! لماذا يقومون بتخريب دينك؟؟ يا رب! لماذا يتلاعبون بتعاليمك؟؟ أيها المسلمون أيها الطيبون! افتحوا أعينكم ولا تنخدعوا بمثل هذه الكلمات، ولا يبعدنَّكم شيء عن القرآن، واستعيذوا بالله المتعال من شرِّ هؤلاء الشياطين.! إنها مقالات زنادقة الدين والمذهب الذين يريدون أن يسلبوا منكم عقولكم ومصدر دينكم الذي هو القرآن الكريم ليحلوا محله بدعهم وخرافاتهم.