علّقت صحيفة لو موند الفرنسيّة على الزيارة الرسمية لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتي جرت بالتزامن مع معركة جرود عرسال التي يخوضها حزب الله على الحدود اللبنانية السورية، وذلك في تقرير نشرته بعنوان ظلّ حزب الله يخيّم على زيارة الحريري الى واشنطن
 

ولفتت الصحيفة إلى أنّ لا أحد ينسى زيارة الحريري للولايات المتحدة في العام 2011، حين أسقط "حزب الله" وحلفاؤه الحكومة خلال إجتماعه مع أوباما في البيت الأبيض. وقالت: "هذه المرّة وخلال زيارته الرسمية الى واشنطن التي بدأت في 24 تموز الجاري، كان على الحريري التعامل مع الهجوم الكبير الذي أطلقه حزب الله والذي وعد أمينه العام السيد حسن نصرالله الأربعاء بالنصر الكبير".

وأضافت: "جاء الحريري إلى واشنطن للدفاع عن المؤسسات اللبنانية، وتزامن ذلك مع التدخل العسكري لحزب الله، الذي يُظهر سيطرته على بلاد الأرز. خصوصًا وأنّ الإدارة الأميركية تعارض تشكيل جيشًا لإيران"، وأشارت إلى أنّه في الوقت الذي يحضّر الكونغرس عقوبات مالية جديدة ضد الحزب، يأمل الحريري تخفيف تأثير العقوبات على لبنان".

الثلاثاء، قال ترامب إنّ حزب الله مصنّف كمنظمة إرهابية من قبل واشنطن ويشكّل تهديدًا للشرق الأوسط ككل. كما فاجأ اللبنانيين بالقول "إنّ لبنان هو في الخطوط الأمامية لمحاربة داعش والقاعدة وحزب الله"، وعلّقت "لو موند" على ذلك مشيرةً الى أنّ "الحزب ليس متواجدًا في الحكومة فحسب، بل هو اللاعب السياسي الأكبر في لبنان".

الإعتدال

وأكّدت الصحيفة أنّ المحافظة على المساعدة العسكريّة الأميركية للبنان، هي من أبرز ما راهن عليه الحريري في زيارته واشنطن، والذي يحاول الحفاظ على صفة الإعتدال.

فمنذ أشهر، تقول الصحيفة "أكّد محلّلون أنّ هذا الدعم الأميركي الحاسم يُمكن أن ينتهي في العام 2018، لكنّ ترامب قال إنّ الدعم الأميركي للبنان يساعد على ضمانة أنّ الجيش اللبناني هو المدافع الوحيد الذي يحتاجه لبنان".

وشدّدت الصحيفة على أنّ الجيش يبقى من المؤسسات النادرة الفاعلة في لبنان، كما لعب العسكريون دورًا مهمًا منذ العام 2014 في عرسال.

من جانبه، أوضح أحد المراقبين لـ"لوموند" أنّ كلّ الدول التي تدعم لبنان لديها أولويّة في مواجهة الجهاديين، ولذلك يُمكن أن تركّز واشنطن ضغطها ضد الحزب بسبب الحرب السورية التي ينخرط فيها الى جانب الرئيس السوري بشار الأسد. فتأثير "حزب الله" في الجنوب السوري، على مقربة من الجولان المحتل، أمر مرفوض وترفضه إسرائيل بشدّة.

 

 

(لو موند)