مرت بنا الذكرى الـ 11 لحرب تموز التي جرت في لبنان عام 2006، يوم اختطف حزب الله جنوداً إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى منهم سمير القنطار.
انتهت الحرب بخسائر لبنانية كبيرة على الأصعدة الاقتصادية والعمرانية والبشرية، ومع ذلك اعتبر «الحزب الإلهي» نفسه منتصراً، لأن لبنان بالنسبة له ليس أكثر من قاعدة جغرافية.
حزب الله لم ينتصر على إسرائيل في حرب تموز بل انتصر على لبنان، بعد الحرب حاصر الحكومة نحو سنتين وشل مؤسسات الدولة وعطل انتخاب رئيس البلاد واستمر في سياسة الاغتيالات ضد الساسة الوطنيين، وبعد ذلك احتل بيروت في 7 مايو 2008 وقتل نحو 200 مواطن لبناني أعزل، واليوم للحزب الإلهي الكلمة العليا في لبنان، وليس بعد ذلك مأساة.
سمير القنطار الذي جرت مبادلته بجثة جندي إسرائيلي، قرأت مذكراته وأسرتني، كانت هناك نقاط غامضة في حياته وتصرفاته تجعل مشاعرك إزاءه مزيجاً من الريبة والاحترام.
انتهى القنطار نهاية مأساوية مغتالاً في سوريا بعد أن شارك في تسليم سوريا لإيران، وربما كانت عليه مسؤولية مباشرة عن دماء وأرواح السوريين الأبرياء، وليس هناك أسوأ من هذه الخاتمة، أن تتحول من خادم لفلسطين إلى خادم لإيران، أن تتحول من بطل عربي إلى محتل إيراني، اللهم ارزقنا حسن الختام.
السعودية والإمارات قدمتا منحاً كريمة للبنان بعد الحرب، لكن الحزب الإلهي عطل بعضها وأنكر أغلبها وتلك أخلاق الغادرين.
* نقلا عن "الرؤية"