سرى وقفُ إطلاق النار في جرود عرسال، في محاولةٍ لطيّ هذا الملفّ نهائياً إمّا بإخراج ما تبَقّى من مسلحين من «جبهة النصرة» سِلماً في اتّجاه إدلب وإمّا بإخراجهم بالقوّة عبر استكمال العملية العسكرية نحو المربّع الأخير الذي ما زالوا يتمركزون فيه. هذا في وقتٍ ظلّت السياسة الداخلية تتحرّك على وقعٍ بطيء والحكومة معطّلة في انتظار عودة رئيسِها سعد الحريري من واشنطن التي شهدَت، وكما علمت «الجمهورية»، تطوّراً لافتاً تَمثّلَ في إنجاز الكونغرس ومجلس الشيوخ الصيَغ النهائية لمشاريع العقوبات على «حزب الله» والمؤسّسات التابعة له، وجهاتٍ لبنانية أخرى تتّهمها واشنطن بأنّها على علاقة بتمويل «الحزب». واللافت أنّ إعدادها سبقَ زيارة الحريري إلى واشنطن من دون إدخال أيّ تعديل عليها، مع الإشارة إلى أنّ هذه العقوبات استثنَت حركة «أمل» وما سُمّيت بجهات حليفة لـ «الحزب».
ميدانياً عاشت منطقة جرود عرسال يوماً هادئاً في ظلّ وقفِ إطلاق النار الذي أعلِن اعتباراً من السادسة صباح أمس، إفساحاً في المجال أمام حركة المفاوضات التي يتولّاها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع جهات محلّية وإقليمية لإنهاء الفصل الأخير من معركة عرسال عبر اتّفاق شامل أبرزُ بنوده إخراج المسلحين نهائياً من تلك المنطقة بما يَجعلها آمنة ونظيفة من أيّ أثر لهم.
وقال قياديّ كبير في «حزب الله» لـ»الجمهورية»: «المقاومة تعتبر أنّ معركة جرود عرسال انتهت، والسيّد حسن نصرالله عبّر عن ذلك بوضوح، وبالتالي الكرة باتت في ملعب إرهابيّي «النصرة»، إذ عليهم أن يختاروا بين الخروج من تلك المنطقة أحياء ووفق المفاوضات التي تتمّ والتي نعتبرها مفاوضات الفرصة الأخيرة، أو أن يختاروا أن يُقتلوا، وكما قال الأمين العام فإنّهم ليسوا في الموقع الذي يَجعلهم قادرين على فرضِ الشروط».
ولفتَ القياديّ إلى أنّ «فترة وقفِ إطلاق النار محدّدة بزمن، وليست مفتوحة ولا تَحتمل أيّ مماطلة من قبَل الإرهابيين أو محاولة لكسب الوقت، فكلّ ذلك لا ينفع، خصوصاً وأنّ كلّ السبل باتت مقطوعة أمامهم، والمقاومون لن ينتظروا طويلاً، وما بدأوه سيكمِلونه».
في غضون ذلك، بدا اللواء ابراهيم متفائلاً ببلوغ المفاوضات غايتَها، رغم صعوبتها، وهو حملَ في الساعات الماضية نتائجَ ما توصّلت إليه حركتُه في هذا السياق الى كلّ من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون.
وعلمت «الجمهورية» أنّ ابراهيم قدّم عرضاً شاملاً لدقائق المفاوضات من بدايتها حتى النقطة التي وصلت اليها، ولا سيّما مشروع الاتفاق الرامي الى إخراج المسلحين من تلك المنطقة، مشيراً إلى حساسية الأمر وضرورة مقاربته بما يَستوجبه من عناية وجهد للوصول الى الغاية المنشودة، لافتاً إلى وجود بعض الصعوبات، وهذا أمر طبيعي، يؤمل تذليلها في القريب العاجل.
وأكّد إبراهيم أنّ بنود الاتفاق سرّية، «وما أستطيع قوله إنّ هناك فعلاً وقفاً لإطلاق النار ساري المفعول، والمسلحون ومن يرغب من المدنيين سيتوجّهون الى أدلب بشكلٍ منظّم وبإشراف الدولة اللبنانية، وسيقوم الصليب الاحمر اللبناني بالامور اللوجستية».
ولفتَ الى أن لا مهلة زمنية محدّدة لإتمام الاتفاق، والوقت ليس مفتوحاً، وخلال ايام سيكون الاتفاق قد أنجِز، واعتبَر أنّ «الاتفاق هو لتطهير أراضٍ لبنانية وتحريرها، ومن يستفيد من هذا التحرير فلا مانع».
وكشفَت معلومات تمّ التداول بها:
أوّلاً: إنّ بنود هذا الاتفاق الذي جرى التوصّل إليه في ما خصَّ جبهة «النصرة» في عرسال، شبيهة إلى حدّ كبير ببنود الاتفاق التي اعتُمِدت خلال إخراج المسلحين من الزبداني.
ثانياً: الإفراج عن أسرى «حزب الله» الموجودين لدى «النصرة» والجثث التابعة لعناصر الحزب.
ثالثاً: تركُ السلاح، وخروج الإرهابيين مع عائلاتهم.
رابعاً: السماح لمن يرغب من المدنيين بالمغادرة إلى إدلب.
خامساً، ضمان سلامة الخارجين وعدم التعرّض لهم لا في لبنان ولا داخل سوريا.
جرود رأس بعلبك
على أنّ التركيز على منطقة جرود عرسال ومحاولة إنهاء الوضع فيها لم يَحرِف العينَ الداخلية على جرود رأس بعلبك والبقاع التي يتمركز فيها إرهابيو «داعش».
وبدا الوضع في حال ترقّب، فيما يواصل الجيش تعزيزَ نقاط تمركزِه في المنطقة مع تشديد دوريات واتّخاذ إجراءات احترازية تحسّباً لأيّ عمل إرهابي أو تسلّل تقوم به العناصر الإرهابية تجاه القرى اللبنانية. كما واصَلت مدفعية الجيش استهدافَ مواقع الإرهابيين في جرود رأس بعلبك.
مصدر عسكري رفيع
في هذا الوقت، أكّد مصدر عسكري رفيع لـ»الجمهورية» أنّ «الجيش ما زال يستعدّ لمعركة طردِ «داعش» من الجرود، ويستقدم التعزيزات تحضيراً لها، أمّا موعد انطلاق المعركة فهو رهنُ الميدان وتحدّده قيادة الجيش، ولا خيار أمام «داعش» سوى الانسحاب أو الهزيمة».
وأعلنَ المصدر أنّ «انتشار الجيش في جرود عرسال والمنطقة التي كانت تسيطر عليها جبهة «النصرة» سيبدأ عندما ينتهي انسحاب المسلحين»، مشيراً إلى أنّ «اللواء التاسع سينتشر في تلك المنطقة، وهو قادر على تعبئة كلّ النقاط في الجرود». وأشار الى أنّ «فوج الحدود البرّي سيبقى متمركزاً في رأس بعلبك ويحافظ على نقاط انتشاره».
قائد الجيش
وكان قائد الجيش قد جدّد التأكيد بأنّ الحرب المفتوحة التي يخوضها الجيش ضدّ الإرهاب، لا تقتصر أهدافها على حماية لبنان فحسب، بل هي أيضاً جزء من الجهد الدولي للقضاء على هذا الخطر الذي يتهدّد العالم بأسره.
مرجع كبير
وفي السياق، قال مرجع كبير لـ«الجمهورية» إنّه «من الضروري أن يُحسَم الوضع ويُستأصَل إرهابيو «داعش» من جرود رأس بعلبك والقاع. ورأى أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن لأنّ الوجود الارهابي، سواء في جرود عرسال أو جرود رأس بعلبك، لا بدّ أن ينتهي وتُطوى صفحته نهائياً.
وأكّد أنّه «يعوّل على دور أساسي للجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك. والجيش كما هو جليّ للجميع بات في أعلى مستويات جهوزيته لهذه المهمّة.
ولاحَظ المرجع «التزامنَ بين آب 2014 عندما هاجَم الإرهابيون مواقعَ الجيش في عرسال وغدروا بالعسكريين وبين آب 2017 الذي قد تحمل أيامه الثأرَ من آب 2014 باجتثاث الإرهاب من كلّ المنطقة».
مقبرة جماعية بـ 15 شاهداً
وفي المنطقة التي استعادها «حزب الله»، كشفَ أمس عن وجود مقبرة جماعية في إحدى التلال تتّسع لعدد من الشواهد المتجاورة.
وقالت معلومات توفّرَت لـ«الجمهورية» إنّها جمعت حوالى 15 شاهداً، وقد بوشِرت عملية جمعِ عيّنات منها تمهيداً لفحص الـ»دي آن آي» لتحديد هويات اصحابها وعمّا إذا كانت عائدة لمفقودين لبنانيين أو لمسلحين إرهابيين من «النصرة» أو لفصائل أخرى تناوبَت السيطرة على المنطقة طيلة السنوات الأخيرة من الأزمة.
دعم بريطاني وأميركي
وفي المواقف، اعتبَرت بريطانيا أنّ الجيش اللبناني قادر تماماً على ممارسة السيطرة وضمانِ الأمن على جميع الأراضي اللبنانية.
وقال سفيرها في لبنان هيوغو شورتر بعد اجتماع عَقده وممثّلَ السفيرة الأميركية جون راث مع قائد الجيش العماد جوزف عون بحضور الملحقَين العسكريَين البريطاني كريس غاننينغ والاميركي دانييل موتون، ضمن إطار لجنة الإشراف العليا على برنامج المساعدات لحماية الحدود البرّية:
وحدها الدولة القوية، مع وجود جيش قوي في قلبِها يمكنها على المدى الطويل أن تضمنَ استقرار لبنان وديمقراطيته ونموذجَ التعايش فيه.
وحده الجيش اللبناني يمكنه أن يتصرّف بموافقة جميع اللبنانيين، وتماشياً مع الدستور وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وتدعم المملكة المتّحدة القوات المسلحة اللبنانية لأنّها المدافع الشرعيّ الوحيد عن لبنان.
وأكّد شورتر وراث مواصلة بلديهما تقديمَ الدعم للجيش، دفاعاً عن لبنان وحفاظاً على استقراره وسلامة أراضيه.
الحريري في الكونغرس
ومن واشنطن، جدَّد رئيس الحكومة سعد الحريري التأكيد أنّ الموقف الأميركي من «حزب الله» ليس جديداً، وأشار بعد اجتماع عَقده مع رئيس مجلس النواب الاميركي بول راين في مبنى الكابيتول إلى أنّ كلّ التركيز خلال زيارته إلى واشنطن ينصبّ على موضوع اللاجئين السوريين والأمن، وأنّ النقاش في الكونغرس يتناول القرارات التي يحضّرونها ضدّ لبنان.
وقال: «نبحث في كيفية حماية لبنان من تداعيات العقوبات الأميركية المتوقّعة على «حزب الله»، ولفتَ الى أنّ «حزب الله» موجود أصلاً على لائحة الإرهاب في أميركا و«علينا أن نحميَ المصارف اللبنانية واللبنانيين وأن لا يكون هناك أيّ قرار شامل، يعني أن يصيب الناس الذين لهم حسابات داخل المصارف، لأنّ ذلك سيؤثر على الاقتصاد الوطني اللبناني».
وأضاف: «المهم بالنسبة لي هو حماية المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني واستكمال المساعدات للجيش اللبناني، التي أدّت فعلياً إلى مردود كبير جداً في محاربة الإرهاب».
كذلك التقى الحريري عضو الكونغرس الأميركي داريل عيسى الذي أوضَح أنّ الحريري «تلقّى تأكيداً منّا جميعاً بأنّ الهدف هو الحدّ من استخدام الأموال للأعمال الإرهابية، ولكن في الوقت نفسه التأكّد من أنّ الاقتصاد اللبناني محميّ».
وقال: «نعي جميعاً حساسية الواقع، بأنّ هناك توازناً دقيقاً في لبنان، ولكن على رغم هذا التوازن من الواضح أنّ «حزب الله» كقوّة عسكرية في لبنان ليس بالـ«صحّي» لا للبنان ولا لجيرانه، وهذه هي حساسية الولايات المتحدة الأميركية تجاه الوضع».
كذلك التقى الحريري عضو الكونغرس اليانا روس ليهتينان والسيناتور انغوس كينغ والسيناتور توم كوتون. وكان قد اجتمعَ مع وزير الخزانة الأميركي ستيفن مانوشين.
فرنجية
وفي المواقف، لفتَ رئيس تيار «المرده» النائب سليمان فرنجية من عين التينة إلى أنّ هناك انقساماً في لبنان، «فهناك فريق، وأنا منه، مع المقاومة، وهناك فريق آخر ضدّ المقاومة. وشدَّد على وجوب أن يكون الجميع واضحاً في رأيه»، وقال: «الأبشع هو الموقف الرمادي، فإمّا أن يكون الموقف أسود أو أبيض».
واعتبَر فرنجية أنّ انتصار «حزب الله» في جرود عرسال هو انتصار لكلّ لبنان ويَحمي لبنان واستقرارَه. وأكّد أنّ محور المقاومة الممتدّ من لبنان إلى الأردن انتصر، وقال: «الجيش والشعب والمقاومة هو مشروعي السياسي». ودعا إلى «التنسيق مع الجيش السوري»، وسأل: «كيف نُعيّن سفيراً في سوريا ولا نريد التنسيق مع الدولة السورية ؟
وقال قياديّ كبير في «حزب الله» لـ»الجمهورية»: «المقاومة تعتبر أنّ معركة جرود عرسال انتهت، والسيّد حسن نصرالله عبّر عن ذلك بوضوح، وبالتالي الكرة باتت في ملعب إرهابيّي «النصرة»، إذ عليهم أن يختاروا بين الخروج من تلك المنطقة أحياء ووفق المفاوضات التي تتمّ والتي نعتبرها مفاوضات الفرصة الأخيرة، أو أن يختاروا أن يُقتلوا، وكما قال الأمين العام فإنّهم ليسوا في الموقع الذي يَجعلهم قادرين على فرضِ الشروط».
ولفتَ القياديّ إلى أنّ «فترة وقفِ إطلاق النار محدّدة بزمن، وليست مفتوحة ولا تَحتمل أيّ مماطلة من قبَل الإرهابيين أو محاولة لكسب الوقت، فكلّ ذلك لا ينفع، خصوصاً وأنّ كلّ السبل باتت مقطوعة أمامهم، والمقاومون لن ينتظروا طويلاً، وما بدأوه سيكمِلونه».
في غضون ذلك، بدا اللواء ابراهيم متفائلاً ببلوغ المفاوضات غايتَها، رغم صعوبتها، وهو حملَ في الساعات الماضية نتائجَ ما توصّلت إليه حركتُه في هذا السياق الى كلّ من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون.
وعلمت «الجمهورية» أنّ ابراهيم قدّم عرضاً شاملاً لدقائق المفاوضات من بدايتها حتى النقطة التي وصلت اليها، ولا سيّما مشروع الاتفاق الرامي الى إخراج المسلحين من تلك المنطقة، مشيراً إلى حساسية الأمر وضرورة مقاربته بما يَستوجبه من عناية وجهد للوصول الى الغاية المنشودة، لافتاً إلى وجود بعض الصعوبات، وهذا أمر طبيعي، يؤمل تذليلها في القريب العاجل.
وأكّد إبراهيم أنّ بنود الاتفاق سرّية، «وما أستطيع قوله إنّ هناك فعلاً وقفاً لإطلاق النار ساري المفعول، والمسلحون ومن يرغب من المدنيين سيتوجّهون الى أدلب بشكلٍ منظّم وبإشراف الدولة اللبنانية، وسيقوم الصليب الاحمر اللبناني بالامور اللوجستية».
ولفتَ الى أن لا مهلة زمنية محدّدة لإتمام الاتفاق، والوقت ليس مفتوحاً، وخلال ايام سيكون الاتفاق قد أنجِز، واعتبَر أنّ «الاتفاق هو لتطهير أراضٍ لبنانية وتحريرها، ومن يستفيد من هذا التحرير فلا مانع».
وكشفَت معلومات تمّ التداول بها:
أوّلاً: إنّ بنود هذا الاتفاق الذي جرى التوصّل إليه في ما خصَّ جبهة «النصرة» في عرسال، شبيهة إلى حدّ كبير ببنود الاتفاق التي اعتُمِدت خلال إخراج المسلحين من الزبداني.
ثانياً: الإفراج عن أسرى «حزب الله» الموجودين لدى «النصرة» والجثث التابعة لعناصر الحزب.
ثالثاً: تركُ السلاح، وخروج الإرهابيين مع عائلاتهم.
رابعاً: السماح لمن يرغب من المدنيين بالمغادرة إلى إدلب.
خامساً، ضمان سلامة الخارجين وعدم التعرّض لهم لا في لبنان ولا داخل سوريا.
جرود رأس بعلبك
على أنّ التركيز على منطقة جرود عرسال ومحاولة إنهاء الوضع فيها لم يَحرِف العينَ الداخلية على جرود رأس بعلبك والبقاع التي يتمركز فيها إرهابيو «داعش».
وبدا الوضع في حال ترقّب، فيما يواصل الجيش تعزيزَ نقاط تمركزِه في المنطقة مع تشديد دوريات واتّخاذ إجراءات احترازية تحسّباً لأيّ عمل إرهابي أو تسلّل تقوم به العناصر الإرهابية تجاه القرى اللبنانية. كما واصَلت مدفعية الجيش استهدافَ مواقع الإرهابيين في جرود رأس بعلبك.
مصدر عسكري رفيع
في هذا الوقت، أكّد مصدر عسكري رفيع لـ»الجمهورية» أنّ «الجيش ما زال يستعدّ لمعركة طردِ «داعش» من الجرود، ويستقدم التعزيزات تحضيراً لها، أمّا موعد انطلاق المعركة فهو رهنُ الميدان وتحدّده قيادة الجيش، ولا خيار أمام «داعش» سوى الانسحاب أو الهزيمة».
وأعلنَ المصدر أنّ «انتشار الجيش في جرود عرسال والمنطقة التي كانت تسيطر عليها جبهة «النصرة» سيبدأ عندما ينتهي انسحاب المسلحين»، مشيراً إلى أنّ «اللواء التاسع سينتشر في تلك المنطقة، وهو قادر على تعبئة كلّ النقاط في الجرود». وأشار الى أنّ «فوج الحدود البرّي سيبقى متمركزاً في رأس بعلبك ويحافظ على نقاط انتشاره».
قائد الجيش
وكان قائد الجيش قد جدّد التأكيد بأنّ الحرب المفتوحة التي يخوضها الجيش ضدّ الإرهاب، لا تقتصر أهدافها على حماية لبنان فحسب، بل هي أيضاً جزء من الجهد الدولي للقضاء على هذا الخطر الذي يتهدّد العالم بأسره.
مرجع كبير
وفي السياق، قال مرجع كبير لـ«الجمهورية» إنّه «من الضروري أن يُحسَم الوضع ويُستأصَل إرهابيو «داعش» من جرود رأس بعلبك والقاع. ورأى أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن لأنّ الوجود الارهابي، سواء في جرود عرسال أو جرود رأس بعلبك، لا بدّ أن ينتهي وتُطوى صفحته نهائياً.
وأكّد أنّه «يعوّل على دور أساسي للجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك. والجيش كما هو جليّ للجميع بات في أعلى مستويات جهوزيته لهذه المهمّة.
ولاحَظ المرجع «التزامنَ بين آب 2014 عندما هاجَم الإرهابيون مواقعَ الجيش في عرسال وغدروا بالعسكريين وبين آب 2017 الذي قد تحمل أيامه الثأرَ من آب 2014 باجتثاث الإرهاب من كلّ المنطقة».
مقبرة جماعية بـ 15 شاهداً
وفي المنطقة التي استعادها «حزب الله»، كشفَ أمس عن وجود مقبرة جماعية في إحدى التلال تتّسع لعدد من الشواهد المتجاورة.
وقالت معلومات توفّرَت لـ«الجمهورية» إنّها جمعت حوالى 15 شاهداً، وقد بوشِرت عملية جمعِ عيّنات منها تمهيداً لفحص الـ»دي آن آي» لتحديد هويات اصحابها وعمّا إذا كانت عائدة لمفقودين لبنانيين أو لمسلحين إرهابيين من «النصرة» أو لفصائل أخرى تناوبَت السيطرة على المنطقة طيلة السنوات الأخيرة من الأزمة.
دعم بريطاني وأميركي
وفي المواقف، اعتبَرت بريطانيا أنّ الجيش اللبناني قادر تماماً على ممارسة السيطرة وضمانِ الأمن على جميع الأراضي اللبنانية.
وقال سفيرها في لبنان هيوغو شورتر بعد اجتماع عَقده وممثّلَ السفيرة الأميركية جون راث مع قائد الجيش العماد جوزف عون بحضور الملحقَين العسكريَين البريطاني كريس غاننينغ والاميركي دانييل موتون، ضمن إطار لجنة الإشراف العليا على برنامج المساعدات لحماية الحدود البرّية:
وحدها الدولة القوية، مع وجود جيش قوي في قلبِها يمكنها على المدى الطويل أن تضمنَ استقرار لبنان وديمقراطيته ونموذجَ التعايش فيه.
وحده الجيش اللبناني يمكنه أن يتصرّف بموافقة جميع اللبنانيين، وتماشياً مع الدستور وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وتدعم المملكة المتّحدة القوات المسلحة اللبنانية لأنّها المدافع الشرعيّ الوحيد عن لبنان.
وأكّد شورتر وراث مواصلة بلديهما تقديمَ الدعم للجيش، دفاعاً عن لبنان وحفاظاً على استقراره وسلامة أراضيه.
الحريري في الكونغرس
ومن واشنطن، جدَّد رئيس الحكومة سعد الحريري التأكيد أنّ الموقف الأميركي من «حزب الله» ليس جديداً، وأشار بعد اجتماع عَقده مع رئيس مجلس النواب الاميركي بول راين في مبنى الكابيتول إلى أنّ كلّ التركيز خلال زيارته إلى واشنطن ينصبّ على موضوع اللاجئين السوريين والأمن، وأنّ النقاش في الكونغرس يتناول القرارات التي يحضّرونها ضدّ لبنان.
وقال: «نبحث في كيفية حماية لبنان من تداعيات العقوبات الأميركية المتوقّعة على «حزب الله»، ولفتَ الى أنّ «حزب الله» موجود أصلاً على لائحة الإرهاب في أميركا و«علينا أن نحميَ المصارف اللبنانية واللبنانيين وأن لا يكون هناك أيّ قرار شامل، يعني أن يصيب الناس الذين لهم حسابات داخل المصارف، لأنّ ذلك سيؤثر على الاقتصاد الوطني اللبناني».
وأضاف: «المهم بالنسبة لي هو حماية المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني واستكمال المساعدات للجيش اللبناني، التي أدّت فعلياً إلى مردود كبير جداً في محاربة الإرهاب».
كذلك التقى الحريري عضو الكونغرس الأميركي داريل عيسى الذي أوضَح أنّ الحريري «تلقّى تأكيداً منّا جميعاً بأنّ الهدف هو الحدّ من استخدام الأموال للأعمال الإرهابية، ولكن في الوقت نفسه التأكّد من أنّ الاقتصاد اللبناني محميّ».
وقال: «نعي جميعاً حساسية الواقع، بأنّ هناك توازناً دقيقاً في لبنان، ولكن على رغم هذا التوازن من الواضح أنّ «حزب الله» كقوّة عسكرية في لبنان ليس بالـ«صحّي» لا للبنان ولا لجيرانه، وهذه هي حساسية الولايات المتحدة الأميركية تجاه الوضع».
كذلك التقى الحريري عضو الكونغرس اليانا روس ليهتينان والسيناتور انغوس كينغ والسيناتور توم كوتون. وكان قد اجتمعَ مع وزير الخزانة الأميركي ستيفن مانوشين.
فرنجية
وفي المواقف، لفتَ رئيس تيار «المرده» النائب سليمان فرنجية من عين التينة إلى أنّ هناك انقساماً في لبنان، «فهناك فريق، وأنا منه، مع المقاومة، وهناك فريق آخر ضدّ المقاومة. وشدَّد على وجوب أن يكون الجميع واضحاً في رأيه»، وقال: «الأبشع هو الموقف الرمادي، فإمّا أن يكون الموقف أسود أو أبيض».
واعتبَر فرنجية أنّ انتصار «حزب الله» في جرود عرسال هو انتصار لكلّ لبنان ويَحمي لبنان واستقرارَه. وأكّد أنّ محور المقاومة الممتدّ من لبنان إلى الأردن انتصر، وقال: «الجيش والشعب والمقاومة هو مشروعي السياسي». ودعا إلى «التنسيق مع الجيش السوري»، وسأل: «كيف نُعيّن سفيراً في سوريا ولا نريد التنسيق مع الدولة السورية ؟