شبه الإجماع الوطني الذي حازته معارك حزب الله في معارك جرود عرسال كان ملفتا لكثيرين.
فطبيعة العدو الذي يحاربه حزب الله فرض على كثير من معارضيه أن يتضامنوا معه في هذه المعركة خصوصا أن هذه الجماعات كانت أكبر عدو للشعبين السوري واللبناني.
لكن ماذا عن معارضي الحزب في الطائفة الشيعية ؟
يقول رئيس المركز العربي للحوار الشيخ عباس الجوهري أن " كل ما كنت أعارض به حزب الله أنه ينفرد بنفسه عن اللبنانيين بخياراته وأنا مع الإجماع اللبناني أما وقد أنست من مواقف الأفرقاء في لبنان تفهماً لعملياته بالجرود فقد وجب علينا أن نقول إذا أجمع اللبنانيون على دعم حزب الله بعملياته فلن نخرق الإجماع".
ينظر الشيخ الجوهري للقضية من منظار وطني بحت لا يستفز التوافق الوطني، فهو أي الشيخ لا زال عند موقفه الرافض لمشاركة حزب الله في الحرب السورية ويدرك تماما أن معارك جرود عرسال هي نتاج تصرفات وتبعات أفعال حزب الله الذي لطالما حذرت منها المعارضة الشيعية، لكنه في الوقت التي تخاض المعركة ستكون نتيجتها مكسب للوطن في حال الإنتهاء من هذا الإرهاب فلا مانع من الإنضمام إلى التوافق الوطني والإجماع الحاصل على عمليات حزب الله في الجرود.
إقرأ أيضا : جرود عرسال وأسئلة المرحلة
خصوصا أن موقف الشيخ عباس الجوهري يأتي في نفس سياق مواقف الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري والوزير نهاد المشنوق الذين لم تصدر عنهم بالحد الأدنى مواقف متشنجة من عمليات الجرود بل وصل ببعضهم الأمر إلى الإشادة بحزب الله.
وهذا السياق الذي يتكلم عن نفسه هو سياق يعتبر أن ما يفعله حزب الله هو ضد جماعات سقطت أخلاقيا عندما وجهت نيرانها وأحزمتها الناسفة وصواريخها على اللبنانيين المدنيين والقرى ولن يضر اللبنانيين هزيمتها خصوصا سكان المناطق الحدودية مع أن ما حصل من إرهاب يتحمل حزب الله مسؤولية كبرى في حدوثه بسبب المشاركة بالحرب السورية.
وهذه الجماعات التي تعرضت لأمن وأمان اللبنانيين لو كانت جادة في مقارعة نظام الطاغية بشار الأسد لكان الشيخ الجوهري من أول المساندين لها إيمانا منه بالوقوف مع المظلومين والمستضعفين لكن هذه الجماعات مارست الإرهاب ضد اللبنانيين والسوريين وضيعت البوصلة وتحول الشعب اللبناني إلى عدوها وهدفها، فمن غير المنطقي الوقوف معها ونحن مع أي طرف يحاربها ويطردها.