أمّا والزمنُ زمنٙ مجازفاتٍ (المحسوبُ منها وغير المحسوب)
أمّا والمخاطرُ مُحْدِقٙةٌ، لا يُنجي منها حٙذٙرٌ من قٙدٙر، ولا تعقّل من جزاءٍ ولاعقوبة
أمّا وانّك ميت وإنهم ميّتون،فما جدوى أن تموت بغصّتك، وأن تختنق حابساً أنفاسك؟!
[ ماخاب من استخار، وما ندم من استشار] وما تاه من سأل:
لماذا انفرد حزب الله بمهمة اجتثاث الإرهاب من جرود عرسال، دونما تكليف من أحد ( لابل غير آبه بالأصوات المعترضة)، ومن دون أن يكون المعنيّ الأوّل بتولّيها، متحمّلا كلّ هذا العناء (أعدادًا وتخطيطًا وتجهيزًا) وكلّ هذه التضحيات الجسام (تنفيذًا) لمهمّة كانت تبدو شبه مستحيلة؟
أبدافع وطني تلبية لنداء واجب وطني "كفائي"؟
أم لتعبيد خط تواصل عريض مع عمقه الإستراتيجي؟
أم لتأمين خط انسحابه الآمن من سوريا وحماية ظهره بعد هذا الإنسحاب؟
أم لتوظيف النصر في الداخل ترجيحاً لكفته في معادلة السلطة وتوازناتها ؟
أم لتقديم شهادة حسن بلاء في مكافحة الإرهاب؟
أم تناغماً مع ايقاع التسوية في سوريا والتوجّهات في الإقليم؟
أم تنفيذاً لتعهّدات اقليمية- دولية (مفروضة ومتفاهم عليها)
هذه الـ"لماذا" تحظى بالأولوية على ماعداها، وتتطلب تمحيصًا دقيقًا، ينأى عن الإنفعالية والحماس (تأييدا ومعارضة)، ليتمّ، على هدي الأجوبة الصحيحة على كلّ واحدةّ من تشعبّاتها، إرساء حجر الأساس، والمدماك الأول للتفاهم الوطني، وبدء أولى الخطوات في المسيرة الطويلة لقيامة الوطن وانتشاله من عمق الهوّة التي تهدّد بابتلاعه، كلّا "بالجملة"، أو أجزاءً" بالمفرّق".